آبل توقف تطبيقًا لاكتشاف التطبيقات من متجرها. فهل ينجح هكذا نموذج في المنطقة؟
هل تحلم باكتشاف تطبيقات جديدة تجعل حياتك أسهل أو أكثر مرحاً؟
هذا هو بالضبط هدف تطبيقات اكتشاف التطبيقات. فمن تطبيق آب سفاير Appsfire الفرنسي إلى "أبوداي" Appoday الأميركي وصولاً إلى تطبيق "آب جراتيس" AppGratis الفرنسي، تشغل تطبيقات التوصيات حيزاً كبيراً في الساحة التكنولوجية الدولية.
ولغاية الآن، ارتفعت شعبية هذه التطبيقات بخاصة بعد أن أعلن تطبيق "آب جراتيس" أنه تلقى أول جولة من التمويل قيمته 13.5 مليون دولار بعد الوصول إلى 10 مليون مستخدم في أنحاء العالم.
واليوم، انفجرت فقاعة الحماسة مع خبر قيام "آبل" بسحب "آب جراتيس" من متجرها. وتستند هذه الخطوة إلى المادة 2.25 من التوجيهات العامة لمتجر "آبل" الخاصة بالتطبيقات والتي تنص على أنه يحظر أن تتنافس التطبيقات مع متجر "آبل". وتنص المادة حرفياً على أن "يتم رفض التطبيقات التي تعرض تطبيقات غير تطبيقاتك للشراء أو الترويج بطريقة تتشابه أو تلتبس مع متجر "آبل".
وقد سحبت "آبل" للسبب نفسه تطبيق "آب شوبر" Appshopper في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ولكن بعد رؤية العدد الكبير من التطبيقات التي تقوم بالعمل نفسه، يمكن القول بثقة إن هذه المادة تستخدم فقط لتطبيقات محددة ولأسباب محددة. فهل تم سحب "آب جراتيس" لأنه توسع كثيراً؟ أو لأنه غزا السوق الأميركية؟ أو لأنه فعل شيئاً لم نكن مدركين له بعد؟
وإن نظرنا إلى الصورة الأكبر، فلا بد أن نسأل هل يعني هذا أن خدمة شركة توصية التطبيقات قد توقفت نهائيًا؟ ربما لا. فالكثيرون يعتقدون أن الخدمة قد تعود إلى متجر "آبل" في حال غيّر مؤسسه سيمون دولت نموذجه بعض الشيء. ففي نهاية المطاف، لا تزال الكثير من التطبيقات في هذه الفئة تعمل وتزدهر.
ولكن قد تكون خطوة "آبل" تحذيرا للآخرين. غير أن التوقيت لم يكن بإمكانه أن يكون أسوأ للأسواق الناشئة، إذ بدأ استخدام "آب جراتيس" ينال شعبية لتوه. فلدى التطبيق حالياً حوالي 200 ألف مستخدم في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا والعدد يزداد، حيث يجرّب المستخدمون تطبيقات محلية جديدة وعالمية.
ومن أجل فهم كيف يمكن للنموذج أن يخدم المنطقة العربية، تحدثنا إلى مؤسس "آب جراتيس" سيمون دولت قبل سحب التطبيق من متجر "آبل".
البساطة ثمّ البساطة
كيف يعمل التطبيق؟
يعرض "آب جراتيس" يومياً تطبيقاً مدفوعاً واحداً مجاناً لمدة محدودة من الوقت فضلاً عن تطبيقات مع حسم أو عروض داخل التطبيق.
يشرح دولت قائلاً "نحن نبسّط عملية توزيع التطبيقات عالمياً. ومنتجنا بسيط للغاية".
حققت البساطة وسهولة الاستخدام وشعبية التطبيق نجاحاً دولياً. والنموذج الخاص بالعائدات بسيط أيضاً: يدفع مطورو التطبيق ليكون تطبيقهم متوفراً في مجتمعهم. وفي كانون الثاني/ يناير، كشف "آب جراتيس" أن نموذج العائدات جعله يحقق عائدات بقيمة مليون دولار شهرياً.
استثمر فريق "آب جراتيس" أيضاً في عملية توسّعه الدولية، فبعد انطلاقه في فرنسا في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2010، انتشر مستخدموه الـ10 ملايين في 30 دولة وشغلت الشركة 12 مكتباً محلياً في 12 من هذه الدول (إضافة إلى أن التطبيق يقدّم بـ12 لغة).
ويشرح دولت: "قرّرنا تعديل التطبيق ليصبح محليًا وبدأنا من أوروبا"، وبعد عام أصبحت الولايات المتحدة سوقهم الأكبر، ويقول إنه بعد أوروبا جاءت "أميركا اللاتينية والبرازيل ومن ثم اليابان".
وأضاف أنه في الوقت الحالي، ينمو التطبيق بوتيرة 100 ألف مستخدم جديد كل يوم، "ونحن مصممون على تسريع العجلة".
قبل أن يصدر "آبل" قراره، أشار دولت إلى أن الشركة توسع عملياتها "في الولايات المتحدة ونعتقد أن آب جراتيس لديها إمكانية بأن تكون من بين الشركات القليلة التي لها أكثر من مليون مستخدم. ونريد أن نصل إلى هناك في أقل من عامين".
هل المنطقة العربية هي المحطة التالية؟
على الرغم من أن الدول النامية ليست بعد جزءاً من تركيز "آب جراتيس"، لكن لدى التطبيق، كما أشرنا 200 ألف مستخدم في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، هذا من دون أن تقوم الشركة بتعديل منتجها للمنطقة حتى.
يقول دولت إن "آب جراتيس" ليس متوفراً لا بالعربية ولا بالفارسية، ولكن الشرق الأوسط وشمال افريقيا سوق مثيرة للاهتمام لنا ونخطط هذا العام للتوسّع دولياً ونكون موجودين في المزيد من الأسواق".
إن استطاع التطبيق أن يقف على قدميه من جديد، فستكون سوق الشرق الأوسط وشمال افريقيا مركز تركيزه التالي. فقد خلصت دراسة أجراها "جوجل" مؤخراً على 26 دولة، أن الشرق الأوسط هي السوق الكبيرة التالية لتطبيقات المحمول. ومن السهل معرفة سبب هذه الخلاصة. فلم يتم فقط تصنيف الإمارات الأولى من حيث أعلى نسبة استخدام للهواتف الذكية في العالم (62%)، بل سجّلت أيضًا نمواً بنسبة 18% من المستخدمين في عام واحد فقط.
والدول الثلاثة التي تطرقت إليها الدراسة، أي السعودية ومصر والأردن، شهدت أيضاً ارتفاعاً مثيراً للإعجاب في نسبة استخدام الهواتف الذكية، وتبلغ النسب على التوالي، 60% و50% و50%. ولكن الأكثر إثارة للاهتمام هو أنه يبدو أن مستخدمي الهواتف الذكية في الشرق الأوسط يستخدمون التطبيقات بشكل مكثف. قال 70% من مستخدمي الهواتف الذكية في لبنان إنهم يستخدون التطبيقات بكثافة، بحسب استطلاع رأي أجرته شركة "إيبسوس" Ipsos، مقارنة بـ61.1% في الأردن و48% في السعودية و45% في الإمارات، بحسب "جوجل".
ولكن مع ذلك يعتبر قطاع التطبيقات في بداية مرحلة الازدهار ومعظم المستخدمين يستخدمون فقط AppStore وMarket Place لتحميل التطبيقات.
إذا افتتحت شركة دولية ناجحة مثل "آب جراتيس" مكتباً في المنطقة، هل سيغيّر ذلك الطريقة التي ينزّل فيها المستخدمون العرب تطبيقاتهم؟ وهل سيقود ذلك إلى فورة في شراء التطبيقات؟ سنعرف ذلك مع الوقت ولكن تظهر هذه الأرقام بشكل واضح أنه ثمة حاجة يجب تلبيتها.
لا تزال السوق في الوقت الحالي غير مستكشفة. فهل حان الوقت لإطلاق خدمة محلية لاكتشاف التطبيقات قبل أن تبدأ شركة كبرى باجتياح السوق؟