English

لمحة عن سبع مساحات عمل مشتركة مميزة في شرق إفريقيا، الجزء الثاني: الثقافة

English

لمحة عن سبع مساحات عمل مشتركة مميزة في شرق إفريقيا، الجزء الثاني: الثقافة

اضغط هنا لرؤية الصور الأصلية على "بيكاسا وبيب" Picasa Web   

في الجزء الثاني من سلسلة الثلاثة أجزاء عن "لمحة عن مساحات العمل المشتركة في شرق إفريقيا"، نلقي نظرة على عنصر أساسي إنما يُغضّ النظر عنه بسهولة في مساحات العمل المشتركة في شرق إفريقيا، ألا وهو الثقافة.

(ملاحظة: هذه ليست لائحة شاملة عن مساحات العمل المشتركة في شرق افريقيا. للاطلاع على الجزء الأول، إقرأ  لمحةعنسبعمساحاتعملمشتركةمميزةفيشرقإفريقيا).

لا شك أنه من أجل أن تحافظ أي مؤسسة على موظفيها وزيادة إنتاجيتهم، عليها تطوير "ثقافة" سليمة للشركة.

وقد أثبت "جوجل" هذه المقولة في أوائل عام ٢٠٠٠ عندما وفّر لموظفيه بيئة عمل أكثر متعة ومرتكزة على اهتماماتهم. فكانت النتيجة أن عملاق التكنولوجيا نجح في جذب والحفاظ على بعض من أهم المواهب في العالم  أثناء "تنظيم المعلومات في العالم."

الوضع ليس مختلفاً داخل مساحات العمل المشتركة في إفريقيا التي تعيش وتتنفس وتلتزم كثيراً في البيئات الحاضنة. وعلى الرغم من أنها تدعم الكثير من الشركات والرياديين الاستثنائيين، عليها أن تطور أيضًا ثقافات مميزة لقواعدها المعلنة والخفية، والفعاليات والتقاليد والعادات.

في النهاية، تساعد هذه القواعد التي تكون تارةً غريبة وطورًا جدية، في التوفيق بين العمل والتسلية والابداع والرفاهية من أجل بناء روح العمل الجماعي بكل ما للكلمة من معنى.

قليل هم الرياديون الذين يفضلون العمل لوحدهم لاسيما عندما يكتشفون تكنولوجيات جديدة، ويغوصون في عالم التشفير أو يؤسسون شركة ناشئة. فالتواصل الاجتماعي مرحب به لا بل يعتبر ضرورياً، أكان للحديث عن الرياضة أو لإجراء مناقشة فلسفية حول مستقبل أموال الهواتف المحمولة. وأعتبر أن إحدى أهم انجازات هذه المساحات المشتركة هي أنها نجحت في نشر طابع عائلي وأخوي.

إلاّ أن روح "العائلة" وما تتضمنه من ثقة واحترام لا تولد من خلال عمل الرياديين جنباً الى جنب فحسب. بل هي أيضًا ثمرة حفلات وبطولات كرة قدم، ومباريات رياضية ومسابقات برمجة وورش عمل تنظمها هذه المساحات. فتشجع على التعاون والمنافسة الودية، وتزرع بذور الثقة وتحمل الرياديين والمطورين على الخروج من قوقعتهم  والاهتمام، بعض الشيء، بأعمال بعضهم البعض.

 تقوم آي هوب  iHub في نيروبي بتنظيم فعاليات وعروض ومسابقات برمجة مساء كل يوم. وتخصص "كينوهوب Kinu Hub كل يوم سبت للشركات الناشئة Startup Saturdays. أما  "تانزآيسيتي" TanzICT، فتنظم كل يوم اثنين فعالية للهواتف المحمولة Mobile Mondays وتستضيف  كايلاب KLab   فعالية eUmuganda (وهي النسخة الالكترونية لإحدى الخدمات الاجتماعية التي يشارك فيها الروانديون مرة كل شهر وتكمن في تنظيف الشوارع).

ولا شك أن الطعام والمشروبات تشكلان عنصراً أساسياً في ثقافة هذه المساحات. فيزود مقهى "بيت" Pete  داخل "آي هوب" الحاضرين بجرعات الكافيين اللازمة طوال النهار.

وافتتح مؤخراً مقهى "بيت" مطعمًا كي لا يضطر الرياديون مغادرة المساحة المشتركة لتناول الغذاء.  

وفي "كاي لاب" في رواندا، اشتهر إيريك نيوكومير، أحد أعضاء المجلس، بتحضير أفضل قهوة إسبريسو. وغالباً ما تنعكس هذه الثقافة على المشاريع التي تولد في هذه المساحات. وتم اعتماد تقاليد عدة كتقديم البيتزا مجاناً كل يوم جمعة Pizza Friday في "آي هوب" من قبل شركات مثل "كوبو كوبو" Kopo Kopo . وهذه الأخيرة هي شركة ناشئة لخدمة الدفع عبر الهاتف المحمول نجحت في افتتاح مكاتبها الخاصة في المبنى ذاته.

تبقى الثقافة مفتاحاً لاستمرارية هذه المساحات المشتركة. ومن خلال التوفيق بين المرح والتعاون بين الرياديين، نجحت هذه المساحات في بناء توازن بين كونها مركزًا للضليعين بالتكنولوجيا ومختبرًا جامعيًّا.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.