عشر نصائح لهذا الشهر من رياديين على ومضة
في كلّ مقابلة أجريناها خلال هذا الشهر، كشف روّاد الأعمال عن النجاحات والتحديات ومواطن الفشل التي واجهوها، وأعطوا نصائح ملفتة لأصحاب المشاريع الطموحين، ترتدي كلّ نصيحة منها أهميّة خاصّة نظرًا إلى أنّ كلّ رياديّ نشأ عن بيئة وخلفيّة مختلفتين. إليك إذًا بعض النصائح التي يمكن أخذها بعين الاعتبار إن كنت تتطلّع إلى تطوير شركتك أو فكرتك في العام 2013.
1) أشرك مطوّرًا أو خبيرًا تقنيًّا في التأسيس
غيث قعور، "تكتك" TakTek - الأردن
على الرغم من إقفال الشركة الناشئة الأردنية "تكتك غايمز" TakTek Games مؤخرًا، يحمل مؤسس "تكتك" غيث قعور إلى الرياديين نصيحة غاية في الأهميّة، ألا وهي إطلاق الشركة بفريق تأسيسي يشمل أصحاب المواهب الذين تحتاج لبقائهم، وبخاصّة في شركة تكنولوجية. فلا تعتمد على الموظّفين العاديين للمحافظة على أعمال الشركة مهما استدعى الأمر، إن كان على مستوى إيجاد شريك مؤسس مهندس أو مطوّر برمجيات، أو على مستوى تعلّم المهارات المطلوبة قبل الإطلاق. ففي نهاية المطاف، تذهب قدرات شركتك مع ذهاب الموظّفين العاديين المرتقب. لذا استبق الأمور وخطّط واحرص أن يكون مشروعك قادرًا على تخطّي محنة تغيير الفريق.
2) لا تجذب الفعاليّات غير الإلكترونية نسبة زوار على الإنترنت
ياسمين المهيري، "سوبرماما" Supermama – مصر
من المهمّ بالنسبة للشركات الفاعلة ميدانيًّا، أو بعيدًا عن الإنترنت، أن تحظى بحضور إلكتروني يعزّز وعي الزبائن ونسبة زيارتهم للمتجر. أمّا بالنسبة للأعمال التكنولوجية، فالحضور غير الإلكتروني قد لا يكون ضروريًّا البتّة. قامت الشركة الناشئة المصرية "سوبرماما" مثلاً بعقد لقاء غير إلكتروني مكلف وصعب التنظيم، قرّرت إثره أنّ الفضاء الإلكتروني هو الأنسب لعرض خدماتها. فالتزم بما تبرع به وأدرك متطلّبات كلّ خطوة ونتائجها.
ملاحظة: إستثمر صندوق "ومضة كابيتال" في "سورماما".
3) ثابر على التعلّم... دائمًا
ألمشا أوزترك، 41?-29! – تركيا
يؤمن الريادي التركي ألمشا أوزترك أنّ كلّ رائد أعمال حقيقي يجب أن يسعى للتعلّم أكثر حول قطاعه والتكنولوجيات الجديدة والتنافسيّة القائمة. لا شكّ في أنّ الدروس التي يتعلّمها المرء من تجاربه هي أبلغ من الشهادة الجامعيّة. وعليه، تشجّع دائمًا على التواصل والتحدث مع خبراء وقادة مختلفين ينتمون إلى قطاعك، من أجل التعلّم من خبراتهم وتجرابهم، وربما إيجاد مرشد جديد.
4) دع منتجك يتكلّم عنك
عبد الحميد الفيومي ومحمد بلبل، "سنابل" Sanabel – غزّة
في طور عمليّة بناء الشركة الناشئة التكنولوجية "سنابل"، يسعى المؤسسان الفلسطينيان عبد الحميد الفيومي ومحمد بلبل أن يبرهنا للعالم عن قدرة المطوّرين العرب في ابتكار تطبيقات مفيدة ونوعيّة. يهدف الرياديان ببساطة، ومن دون اللجوء إلى الإعلانات الفاخرة أو الزوائد غير الضرورية، إلى تطوير أفضل تطبيقات المحمول الممكنة من أجل وضع مدينة غزّة على خارطة مجال تطويرات المحمول. أي وبمعنى آخر، تكمن الطريقة الأنجح لاستقطاب الزبائن الجدد في صنع منتج مذهل ومفيد.
5) استثمر في التطوير والتوسيع
صهيب ظياب، "ويزاردز برودكشنز" Wizards Productions - الأردن
أقفلت في الآونة الأخيرة شركة أردنية أخرى لتصميم الألعاب هي "ويزاردز برودكشنز"، وشاركنا مديرها التنفيذي السابق صهيب ظياب 11 نصيحة بناءً على الدروس التي استقيناها من تجربته التي امتدّت على 4 سنوات. أبرز نصيحة هي ضرورة تأسيس الشركة مع التخطيط لتطوير حجمها منذ البداية، إذ تعلّمت "ويزردز" درسها بصعوبة لأنّها اضطرّت إلى إعادة ابتكار لعبتها الأكثر شعبيّة "أرابيان هيتمان" Arabian Hitman من جديد، لكي تتطوّر الشركة بالشكل الصحيح. لكنّ الشركة خسرت إلى الأبد قاعدة المستخدمين الأوفياء أثناء فترة الهبوط وإعادة الإطلاق. وعليه، عملاً بنصيحة ظياب، يجب إدخال خبير تقني إلى الفريق مهما تطلّب الأمر، لأنّه هو العنصر الذي سيساعد في بناء منتجات قابلة للتطوّر.
6) شارك ثقافتك
وليد سلطان ميداني، "ديدجيتل مانيا" DigitalMania - تونس
في حديثه عن شركته الناشئة التونسية "ديدجيتل مانيا" وعن اللعبة الجماعيّة الأولى التي صدرت عنها بعنوان "ديفيندور" DefenDoor، كان ميداني واضحًا ومصرًّا حول أهميّة العنصر الثقافي التونسي على مستوى تحديد هويّة التصميم والأهداف المرجوّة. يأمل ميداني في هذا الصدد أن يخصّص لتونس موقعًا في عالم تطوير الألعاب وأن يشارك ثقافته مع الآخرين من خلال ألعاب إلكترونية جديدة، تمامًا كما يفعل مطوّرو الألعاب اليابانيون والأمريكيون بإضفاء طابع ونمط خاصّين على طريقة تطوير الألعاب.
7) لتكنْ الأعمال سريعة جديدة ومحلية
حازم تراب، "أيادي" Ayaady – مصر
أسس الريادي حازم تراب الشركة الناشئة المصرية "أيادي" لهدف بسيط، ألا وهو تأمين لحوم طازجة محليّة إلى الزبائن بطريقة سريعة وفعالة. واليوم، تنجح بسرعة "أيادي" في كسب عدد متزايد من "التابعين" أو الزبائن الأوفياء الذين يودّون دعم الإقتصاد المحلّي وشراء المنتجات المتوفّرة الأكثر طازجة. فابقِ على مفهوم بسيط ومألوف ولبِّ رغبة الناس.
8) التعاون مفتاح النجاح.
أمان ميرتشنت، "ذي هاب دبي" The HUB Dubai – الإمارات العربية المتحدة
تنشأ يومًا بعد يوم مساحات عمل مشتركة في كلّ أنحاء المنطقة، وآخرها "هاب دبي". تشدّد المؤسسة الشريكة في "هاب" أمان ميرتشنت على أهميّة التعاون، لأنّ هذا النوع من مساحات العمل يمكّن أعضاء فريقك من الجلوس جنبًا إلى جنب مع مصمّمين ومطوّرين ورياديين وممارسي الأعمال الحرّة، وربما يتبيّن أنّ أحدًا منهم سيصبح الشريك القادم أو عضوًا إضافيًّا في فريقك. وإلاّ، لما كانت تلك المساحات اكتسبت شعبيّة عالمية واسعة لو لم يساهم التفاعل المتعدّد الإختصاصات والعفوي في تفجّر هذا الحجم من الريادة والنمو الذي نشهده. إذًا، لا تخشى المشاركة والإبتكار الجماعي، لأنّك قد تبلور فكرة لن تبلورها أبدًا بمفردك.
9) حفّز وشجّع فريق عملك
منصور منصور، "جافنا" Javna – الأردن
عمل الريادي الأردني منصور منصور جاهدًا لينجح في بثّ روح مميّزة في مكتبه بمثابة ثقافة مكان العمل داخل شركته الناشئة. منصور يسعى إلى تشجيع الموظّفين عبر مكافأتهم على عملهم ووفائهم والتزامهم بمشروع، لكي يشعروا أنّهم فعلاً مشكورون على جهودهم ولكي يستمتعوا بكونهم أعضاء في الفريق "الجافنانيّ". حاول أن تجد الطرق الأنسب لإرساء ثقافة مركّزة متجدّدة داخل مكتبك، من أجل رفع معنويّات الفريق ومستوى نشاطه.
10) طعم المخاطرة لذيذ.
يوسف السكوري، "جيك فطور" GeekFtour – المغرب
في سنّ التاسعة عشرة لا غير، أطلق الريادي المغربي يوسف السكوري "جيك فطور"، أو "فطور الضليعين بالتكنولوجيا"، لتصبح مناسبة سنوية يلتقي فيها محبّو التكنولوجيا القادمون من كلّ أنحاء المغرب. في ذلك الحين، لم يكن لا السكوري ولا شركاؤه في بلورة الحدث يملكون خطّة واضحة ملموسة. قرّروا أن يقوموا بما أحبّوا أن يقوموا به وتبيّن لهم أنّ الأمر نجح. يحتفل لقاء "جيك فطور" اليوم بسنته الرابعة على التوالي، وقد نجح في لمّ شمل المجتمع التكنولوجي المغربي عبر المخاطرة والتنفيذ المباشر، غير مبالٍ بالقواعد الحكوميّة القاسية وبالمعارضين. لم يلتفت الفريق إلى الوراء منذ ذلك الوقت، وكما يقول السكوري بجرأة: "سيروا، اركضوا، اقفزوا، اسقطوا وانهضوا وتسلّقوا وموتوا وعودوا إلى الحياة، وافشلوا مراراً وابدأوا من جديد إلى أن تحصلوا على ما تريدون".