يضيف موقع الطبخ شهية وصفات بالإنكليزية وسيطلق تطبيقًا للأجهزة اللوحية
بعد تلقيه جولة استثمار من مؤسسة "شركة المبادرات في الشرق الأوسط"، يتطلع موقع "شهية" إلى نماذج جديدة للنمو مع استمراره في ولوج سوق وصفات الطعام المقدمة من المستخدمين في العالم العربي. ومع تركيز خاص على النساء في الخليج العربي، تقوم الشركة بجمع ومراجعة ونشر وصفات تتم مشاركتها من قبل مستخدمين على الإنترنت والمحمول في أنحاء المنطقة. وينشر الموقع، الذي تديره هلا لبكي ودانييل نيويرث وكارول مخول وسيزار جميّل، حوالي 6 آلاف وصفة باللغتين العربية والإنكليزية.
ومنذ أن تحدثت "ومضة" مع لبكي في "عرب نت" في وقت سابق هذا العام، توجه موقع "شهية" الذي انطلق في نيسان/أبريل 2010، نحو المحمول ويتجه بسرعة نحو سوق الأجهزة اللوحية. والآن، بعد أن تلقى استثمارًا من "شركة المبادرات في الشرق الأوسط"، أطلق الموقع مدونة جديدة، ويأمل بإضافة خاصيات جديدة من شأنها أن تسمح للمستخدمين بإنتاج المزيد من المحتوى ومشاركته.
وتنشر المدوّنة، التي انطلقت منذ بضعة أشهر فقط، كل شيء يحتاج أن يعرفه الطباخون من كيفية إزالة الروائح غير المرغوب فيها في المطبخ وأفضل الأدوات لتقنيات طبخ معينة، وحتى كيفية إعداد فطيرة التفاح في المنزل، التي تشتهر بها سلسلة مطاعم ماكدونالدز. إنّ المدوّنة والتركيز على المحتوى الذي ينتجه المستخدمون، يعكسان هدف المنصة بأن تكون مساحة تمكينية شاملة لمن يريد الطبخ في المنزل، حيث بإمكانه أن يحمّل وصفاته الخاصة ويشاركها مع الآخرين. وتشرح لبكي أنه على الرغم من أن مقر "شهية" هو في لبنان، إلاّ أن "غالبية أعضائنا المسجّلين البالغ عددهم 50 ألف، يأتون من الخليج وهم بمعظمهم نساء وأمهات". وعلى الرغم أن الموقع قد ركّز على الأكل اللبناني عند إطلاقه تطبيق المحمول للطبخ اللبناني في العام الماضي، إلاّ أن "شهية" لم يجد مستخدمين كثر في المشرق، وتوضح لبكي أن جزءاً من السبب هو أن المستخدمين هنا لا ينجذبون إلى المحتوى العربي كالمستخدمين في الخليج. وحتى الآن، فإن غالبية الجمهور الأولي لموقع "شهية" يأتي من الخليج والعراق. وأضاف عدد من كبار الطباخين المنزليين حوالي 200 وصفة إلى المنصة.
لذلك ومن أجل التوسّع في المشرق، قرر الموقع أن يصدر بالإنكليزية.
في الواقع، إن أكثر من نصف مستخدمي "شهية" يدخلون المنصة مستخدمين جهازاً محمولاً. والتطبيق الخاص الذي تم تنزيله 250 ألف مرة على أجهزة تعمل على نظام تشغيل "آي" iOS منذ يوليو/تموز هذا العام. وتجدر الإشارة أنه لا يجب الخلط بين هذا التطبيق وتطبيق الطبخ اللبناني الذي أطلق عام 2011، غير أن الشركة لا تزال تحدّد كيفية جني المال من التطبيق.
وفي هذا الوقت، يركّز القيمون على "شهية" على جذب المزيد من المستخدمين عبر تصميم تطبيق للأجهزة اللوحية، التي ستسهّل على الطباخين العمل بما أنّ الوصفات ستكون أمامهم أثناء الطبخ، في محاولة للابتعاد عن كتب الطبخ التقليدية.
ومن أجل تعزيز تعاون الجماعة على الموقع، يسمح "شهية" للقراء بإضافة مساهمين إلى لائحة أفضل الطباخين الخاصة بهم، وتلقّي تحديثات بالبريد الإلكتروني حين يتم تنزيل وصفة جديدة.
النظر قدماً
أحد التحديات التي واجهت الموقع أثناء نموه هو العمل مع قاعدة مستخدمين في الخليج بينما مقره الرئيسي في لبنان. وتقول لبكي إنه ثمّة أساليب للتعامل مع المسافة بما في ذلك السفر والعودة، ولكن الشركة اختارت إبقاء مكتبها في لبنان على الرغم من نقص الزوار في السوق المحلي.
وثمة تحد آخر يواجه "شهية" وغيرها من الشركات الناشئة الحديثة، وهو توظيف أصحاب المهارات. وبالنسبة للشركات التي تعمل بالكامل على الإنترنت، تشير لبكي إلى أنها "تبحث بشكل دائم عن مهارات نادرة جداً يمكن العثور عليها من وقت لآخر". وبوجود فريق متنامي من 11 شخصاً، يجد موقع "شهية" نفسه منشغلاً جداً بصقل استراتيجياته الخاصة بالتسويق والمحتوى، وإضافة خاصيات جديدة إلى الموقع. وينتقل مدير قسم التكنولوجيا لديهم من الولايات المتحدة إلى لبنان للعمل على المشروع بدوام كامل.
ومع نمو المنافسين الآخرين في المنطقة مثل "زيتونة" و"فتافيت"، قد يكون هناك بعض المنافسة، ولكن تقول لبكي "في السنوات الخمسة المقبلة، ستتسع السوق للجميع إذ أنها سريعة النمو وضخمة".
وسيكون من المثير للاهتمام رؤية ما إذا كانت الإضافات على منصة "شهية" على الإنترنت والتطبيق الخاص بالمحمول، وإطلاق تطبيق خاص بالأجهزة اللوحية واحتمال اعتماد الوصفات المصورة (ألمحت لبكي إلى ذلك)، سيساعد "شهية" على توسيع تسويقهم الذي يركز على الخليج إلى باقي العالم العربي.