هل يمكن لرياديي وادي السليكون حل مشاكل المواقع الجغرافية في المنطقة؟
حين بدأ خالد نعيم ببناء "آدي.كو" (Addy.co) في كانون الثاني/ يناير، كان مشروعاً جانبياً ولدت فكرته في إحدى فعاليات "ستارتب ويك آند" Startup Weekend. ولكن بعد أن أطلق الموقع في "ستارت أكس ديمو داي" StartX Demo Day في الخريف الماضي أثناء إكماله الماجستير في إدارة الأعمال في ستانفورد، بدأ نظام تحديد العناوين على الإنترنت يحظى ببعض الاهتمام.
ما هو "آدي.كو"؟ يجيب المؤسس الشريك خالد نعيم أنه "نظام لتحديد العناوين يتناسب مع العصر الرقمي. فنحن ما زلنا نتفاعل مع التكنولوجيا الحديثة باستخدام نظام قديم جداً". انطلاقاً من ذلك صمم نظام "آدي" ليسمح للمستخدمين بوضع علامة على خريطة واستخراج عنوان على الإنترنت يمثل ذلك الموقع، وهذا قد يكون سهلاً بقدر سهولة العثور على عنوان مكتب ومضة addy.co/Wamda (تصفّحه هنا... ونعم نحن مقرنا في بيروت).
ثمّة حلول موجودة في هذا المجال، إذ يمكنني أن آخذ سلسلة من جوجل (google string) وأصغّرها عبر استخدام bit.ly وأخرج بعنوان على الإنترنت مثل http://www.bit.ly/wamda ولكن تلك السلسلة تقدّم مرة واحدة. وبإمكانك نقل العنوان على "آدي" إلى أي موقع آخر ما إن تملكه.
ويقدم "آدي" حلاً حقيقياً للشركات والمنازل في الشرق الأوسط حيث غالباً ما تغيب الأسماء الموحدة للطرق وأرقامها. وبإمكان المستخدمين أن يضيفوا ملاحظات لها علاقة بالموقع مثل مكان ركن السيارة أو أي جرس يجب قرعه أو غير ذلك.
يشبه "آدي" إلى حد ما "مُحدِد المرجع الجغرافي" (Geo Reference Locator ) الذي بناه موقع "لوكل سيرتث" (localsearch.ae) للإمارات، حيث يعطي لكل موقع عدداً من ستة أرقام، غير أن "آدي" يعطي المستخدم كامل السيطرة. و"آدي" مشابه للغاية لما يقدمه موقع "عنواني" (enwani.com) للسعودية، حيث يؤمّن للمستخدمين القدرة على العثور على عنوانهم على خريطة ومن ثم تحفيظه مع رقم هاتفهم. وخدمة "آدي" ستتوفر أيضاً على الهاتف الجوّال وسيكون استخدامها أسهل من أي عنوان مرتبط برقم هاتف واحد. ويقول نعيم إن "الفرق بين "آدي" وهذه الخدمات الأخرى هو أنه من البسيط تناقل عناوينه شفهياً أو كتابة ومن السهل استخدامه والوصول إليه من أي جهاز".
جني المال
يصعب قليلاً تعريف منتج "آدي" بوضوح إذ أن لديه عدة استخدامات محتملة. ففي وادي السليكون حيث بناه مؤسسوه، تبدو الخطة المباشرة هي بناء قاعدة مستخدم تضم مجموعة واسعة من المستخدمين غير الرسميين.
ولكن في الشرق الأوسط والأسواق الناشئة التي يستهدفها الموقع، قد يكون من المنطقي أكثر بالنسبة لـ"آدي" التركيز على حل محسّن للشركات، وإن أراد جني المال، فمن المرجح أن يتجه نحو الرسائل النصية أو عمليات التبادل التجارية.
والسبب بسيط وهو أنه من وجهة نظر المستخدم، فإن مشاركة عنوانك في بيروت أو عمّان أو القاهرة هو أمر مزعج وليس واضحًا ما إذا رغب المستخدمون في الدفع مقابل الراحة التي تؤمنها خدمة عناوين جديدة.
في الواقع يتّجه مؤسسو "آدي" بكل حكمة إلى حلول تستجيب لطلب الزبائن ويعملون على إقامة شراكات مع أطراف ثالثة وبناء واجهة برمجة التطبيقات كي تتمكن شركات التوصيل إلى المنازل وشركات الخدمات اللوجستية من تحديد عناوين المنازل مباشرة.
العمل على حل مشاكل العالم الناشئ
يعمل المؤسسون في بالو ألتو بجد على تكرار المنتج. فإنّ ديفيد، أحد المؤسسين المشاركين، ترك دراسة الماجستير في علوم الكومبيوتر في ستانفورد ليقود فريق تطوير واجهة برمجة التطبيقات، وبحسب نعيم فإنّ ديفيد "تخرّج من "كارنيجي ميلون" بعد ثلاث سنوات باختصاصين اثنين. وهو أذكى شخص قابلته في حياتي".
أما المؤسس الشريك الآخر، ميكيل، وهو نائب رئيس قسم الهندسة، الذي يهتم بالتطوير التقني للمنصة، فقد عمل في "آي بي أم" IBM ومن ثم في بعض الشركات الناشئة بينها "سوشل دك" (SocialDeck) الشبكة الاجتماعية وشركة ألعاب المحمول التي استحوذ عليها "جوجل" قبل عامين. وقبل "آدي" بنى هو ونعيم "أوبينيا" (Opinia) وهي منصة مصممة لاستخدام عملية معالجة اللغة الطبيعية من أجل تحديد رأي الحشود في مادة معينة.
ونعيم نفسه الذي يتحدث بحماسة عن عمله، عاش فترة طويلة في دبي قبل أن يذهب إلى جامعة ميتشغان للحصول على إجازة في هندسة الكومبيوتر. وبعد العمل لسنتين كمستشار تقني في العاصمة واشنطن، استقال وتوجه إلى منطقة خليج سان فرانسيسكو للحصول على ماجستير في إدارة الأعمال. ولكنه اكتشف بسرعة أن بناء شركة خلال فورة الشركات الناشئة يحمل تحدياته الخاصة. ويقول "لا توازي الطاقة في وادي السيليكون الطاقة في أي مكان آخر. وثمة الكثير من الشركات الناشئة المثيرة للاهتمام ولكن العثور على المواهب أمر صعب".
وأثناء مناقشتنا هذه المسائل ونحن نحتسي الشاي في مقهى الجامعة الواقع عند جادة الجامعة، بدا من الواضح أن لـ "آدي" طريق طويلة قبل أن يتأكد مؤسسوه من سيكون المستخدمون الأكبر للتطبيق (وقد يرغبون في فهم كيف تتعامل شركات مثل "أرامكس" Aramex مع تسجيل العناوين). غير أن تركيزهم على إيجاد حل ملموس في الشرق الأوسط هو مرشدهم الأساسي.
يقول نعيم إنه "من السهل أن تضيّق تركيزك بما لا يتعدّى الولايات المتحدة حين تكون هنا. ولكن يوجد 6.5 مليار شخص في باقي العالم ومعظمهم لا يملكون غرضًا ليشحن مباشرة إليهم. وهؤلاء لا يمكنهم الوصول إلى الكثير من الخدمات التي نأخذها نحن كمسلّمات".
ويعترف بأن "عدد الزوار بدأ يرتفع هنا ولكننا نبقى مقتنعين بأن المشكلة الحقيقية تكمن في العالم المتقدم وننوي تركيز جهودنا على جعل المنتج يناسب السوق في الشرق الأوسط وغيره من الأسواق الناشئة".