هل تنافس شركة ناشئة أرامكس في تسليم منتجات التجارة الالكترونية؟
"إنّ شركات البريد والتسليم العادية غير قادرة على تولّي كلّ الخدمات اللوجستيّة المتّصلة بالتجارة الإلكترونية"، هذا ما أعلنه رائد الأعمال روبين أنطوني، مؤسس شركة "باوردجستكس" Powergistix التي تعمد إلى حلّ المشاكل اللوجستية في مجال التجارة الإلكترونية في الإمارات.
يعتبر هذا التصريح جريء في سوق حيث شركة "أرامكس" هي الرائدة في مجال توصيل المنتجات المطلوبة عبر الانترنت وكل اللوجستيات التي ترافق هذا الأمر. ولكن هذه الشركة الناشئة التي أطلقت أعمالها منذ 5 أشهر فقط في أيار/مايو 2012، تهدف الى ان تصبح حلا أسرع وأسهل وفعالاً أكثر، مما سيسعد كثيرا أصحاب مواقع التجارة الالكترونية الذين يعانون من مشاكل في التسليم مع أرامكس.
وقد جمعت حتى الآن 6 عملاء ونجحت في وقت قصير بابتكار بعض الحلول الفعّالة:
تقليص مدّة التسليم: "نلتزم بالتسليم في غضون 6 ساعات، في كلّ من الشارقة، وعجمان، ودبي، وفي غضون 24 ساعة في باقي المناطق الإماراتية". يضيف أنطوني إلى ذلك أنّ معظم زبائن التجارة الإلكترونية يشترون المنتجات بخيار الدفع نقدًا عند التسليم. لذلك، من السهل أن يغيّروا رأيهم بعد يومين أو ثلاثة جرّاء نقص في الإلتزام. وعليه، "قد يزيد هذا الفارق في الوقت من نسبة الإيرادات بفضل مبدأ الدفع عند التسليم، إنّما تقليص مدّة التسليم هو ما يضمن وصول المنتجات في يوم الطلب نفسه، أي يضمن عمليّة الشراء".
تسريع العائدات النقديّة: يعتبر أنطوني أنّ العديد من منصّات التجارة الإلكترونية الجديدة تعتمد كثيرًا على الإيرادات النقديّة من أجل بقائها واستمرارها، إيرادات قد لا تسلمّها شركات أخرى قبل أسابيع. "أمّا نحن، فنسلّم تلك المدفوعات النقدية إمّا في اليوم نفسه أو في اليوم التالي كحدّ أقصى."
لا رسوم مقابل إرجاع المنتج: يقول أنطوني: "إنّنا لا نتقاضى رسم ارتجاع في حال قرّر الزبون ردّ منتجًا ما، فالأولويّة لدينا تكمن في إرساء علاقة جيّدة مع شركائنا."
لا يتردّد أنطوني في الإفصاح عن أنّ الأسعار التي تحدّدها "باوردجستكس" تتخطّى أسعار شركات تسليم أخرى، لكنّه واثق من رضى شركائه عن خدمات الشركة.
قد يكون موقع "باوردجستكس" الالكتروني بحاجة الى التحسين ولكن يبدو ان منهجهم ناجح حتى الآن. ووفقًا لأنطوني، "كانت شركة JoyOffer.com تعاني من نسبة إعادة تبلغ 25% عندما كانت تلجأ إلى خدمات شركة أخرى، وانخفضت تلك النسبة إلى أقلّ من 1% عندما باشرت بالتعامل معنا."
خطط التوسّع
لعلّه من المبكّر التحدّث عن الأرباح في هذه المرحلة، لكن يبدو أنطوني واثقًا بأنّ "باوردجستكس" ستبدأ باكتساب عائدات الأعمال بحلول كانون الثاني/يناير 2013، أي قبل أقلّ من سنة على انطلاق الشركة.
صحيح أنّ نطاق عمل "باوردجستكس" محصور بمنطقة الإمارات إلى الآن، غير أنّ معظم منصّات التجارة الإلكترونية تسعى إلى تسليم المنتجات عبر المنطقة بأسرها لتكثّف نشاطها بسرعة. يمنع هذا العامل على الأرجح بعض المنصّات من التعامل مع "باورجستكس"، بما أنّها تضطرّ إلى التنسيق مع شركات تسليم أخرى للعمليّات خارج الإمارات. في هذا الصدد، يوضح أنطوني التالي: "أودّ أن أبدأ من هنا، من منطقة الإمارات، وأتأكّد من سير الأعمال الناجح في هذا السوق، ثم توسيع الأعمال على مستوى منطقة الشرق الأوسط، لا سيما وأنّ 60% من عمليّات التسليم في مجال التجارة الإلكترونية تجري داخل الإمارت."
منافسة عمالقة السوق
حين سألنا أنطوني عن أهم التحديات، تكلّم عن كون الشركة حديثة في السوق يشكّل تحديًا عند اجتذاب شركات جديدة.
"ان توظيف الأشخاص الملائمين هو مسألة أساسية بالنسبة لنا، لا سيما عند انتقاء عمّال التسليم، نظرًا إلى أنّهم يمثلون نقطة التواصل الملموسة والمباشرة الوحيدة مع عملائنا". لذلك يكرّس فريق "باوردجستكس" الوقت والجهود اللازمة من أجل توظيف الأشخاص المناسبين للعمل، ثمّ يوفّر لهم تدريبًا خاصًّا حول كيفية التحدث مع العملاء عبر الهاتف قبل المضيّ إلى عملية التسليم وخلالها. ويؤكد أنطوني نهايةً أنّ "إسعاد عملائنا هو مفتاح استمراريّتنا."
غريب ومفاجئ ألاّ يرد على لائحة التحديات والمخاطر عمل الشركة في سوق تسيطر عليه شركات كبرى، على غرار "أرامكس" و"فيدكس"، تقدّم هي أيضًا خدمات وحلولاً تتكيّف مع متطلّبات شركات التجارة الإلكترونية الناشئة في المنطقة. لا شكّ في أنّ الخطوة شجاعة للغاية، ما يدفعنا للتساؤل حول مدى تطوّر "باوردجستكس" بحلول السنة المقبلة.
فهل نشهد بروز عملاق جديد في مجال التسليم؟ هل سيتعامل الفريق على نحو خلاّق مع الوضع فيتحوّل إلى منافس حقيقي لـ"أراميكس" وشركات تسليم أخرى في المنطقة؟