تطوير مجال الاستثمار في المنطقة: مقالة من شركاء المبادرات في الشرق الأوسط MEVP
شارك في كتابة هذه المقالة وليد حنا ووليد منصور من شركاء المبادرات شرق الأوسط، شركة رأس مال مخاطر في بيروت.
فلنكن واقعيين. العالم العربي بحاجة إلى مزيد من المستثمرين المؤسسين واستراتيجيات خروج أفضل جراء الفورة الريادية التي نشهدها حاليًّا. فمن دون مشاريع رأس مال مخاطر جيدة، لن نجد بيئة حاضنة للشركات الناشئة.
من خلال دراسة حالة لبنان، يمكننا استخلاص دروس متعددة يمكن تطبيقها على بلدان أخرى في المنطقة. يملك لبنان فائضًا في رأس المال والمهارات اللامعة، لكن تنقصه القنوات الفعالة التي تربط بين الاثنين.
اليوم، يسجّل البلد إحدى أعلى نسب ودائع مصرفية للناتج المحلي الإجمالي في العالم: تتوفر كمية تفوق ناتج لبنان المحلي الإجمالي بثلاث مرات في المصارف اللبنانية، أي ما يقدّر بحوالي 140 مليار دولار في المصارف المحلية وجزء منها يتمّ استثماره في كافة أنواع النشاطات العامة، والتجارية، والإقراض الخاص. لحسن الحظّ، فإنّ الفائض في رأس المال يستخدم بشكل متزايد لإقراض الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم والاستثمار بها.
على صعيد الإقراض، قامت الحكومة اللبنانية بدعم برنامج ثوري اسمه "كفالات"، يساعد الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم من خلال تأمين ضمانات على القروض، تعتمد على خطط أعمال ودراسات الجدوى. للتأهل لدخول برنامج كفالات، يجب على كلّ شركة الذهاب إلى المصرف وتقديم طلب للحصول على قرض (تبلغ قيمته لغاية 400 ألف دولار) من دون إطاء أي ضمانة. قام البرنامج بدعم فورة الكثير من الصناعات في لبنان منها التصنيع، وقطاع التكنولوحيا وغيرها، إضافة إلى الكثير من المطاعم العصرية في البلد.
خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2012، أمّن هذا البرنامج رأس مال يبلغ 110 مليون دولار تقريبًا للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وقد كُرّس 20% منه إلى الشركات الناشئة. هل تساءلت يومًا لم نجد في لبنان الكثير من المطاعم ومراكز الترفيه من كافة الأحجام في بيروت؟ تقوم كفالات بدعم هذا النمو المبهر.
على صعيد الاستثمار، ما زالت الثغرات موجودة، وإن وجود عدد من صناديق رأس المال المخاطر اللبنانية والعربية منها مؤسسة شركاء المبادرات في الشرق الأوسط، لا يكفي لضمانة حصول الشركات الناشئة على تمويل كبير وضروري للتوسع إقليميًّا. تحتاج البيئة الحاضنة إلى مزيد من المحترفين ومسثمري رأس المال المخاطر، وإلى استراتيجيات خروج على وجه الخصوص.
قام البنك المركزي مؤخرًا ببدء برنامج طموح وهو تطبيق نشاط استثماري مصرفي مناسب، يقوم على تقديم رخص استثمار مصرفي وإعفاء ضريبي على الأموال المستثمرة في الشركات المحلية (بغض النظر عن الأسواق المستهدفة الأساسية لهذه الشركات)، إضافة إلى خلق بنيات خاصة للشركات في الخارج وتنظيمات.
وثمة أيضًا نقاشات حول إطلاق مجموعة قوانين متعلقة بالأسهم وخصخصة بورصة بيروت وقد بدأ العمل نحو تطبيقها. تؤدي بورصة بيروت دورًا أساسيًّا في تأمين سيولة للشركات إضافة إلى تقديم خيار الخروج من خلال عرض الأسهم في البورصة. نأمل أن يتّجه لبنان نحو المسار الصحيح من خلال بناء بورصة أفضل تستطيع تغيير الأفق البعيدة المدى للشركات المتنامية.
ليس العالم العربي بعيدًا عن معضلات إقراض الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، والاستثمار واستراتيجيات الخروج، لكن ما زال أمام صناعة رأس المال المخاطر طريق طويلة قبل أن نشهد قصص نجاح متعددة ستشجع على مزيد من الاستثمار والأعمال الريادية. نشأت مؤسسة شركاء المبادرات في الشرق الأوسط من رغبة في دعم الشركات الناشئة والشركات الصغيرة العربية. فيما نقوم بتمويل شركات الإنترنت في قطاعات تتراوح بين الألعاب وسماع الموسيقى وتطوير البرمجيات، ونأمل أن نشجّع على توسيع مشاريع رأس المال المخاطر في المنطقة وعلى خلق فرص جديدة.