"تحدّي" الاماراتية تطلق لعبة جديدة وجريئة: "عصر الجبابرة"
للوهلة الأولى، تبدو شاشة تسجيل الدخول وكأنها لعبة مطوّرة في الولايات المتحدة ذات صور مذهلة ورسومات غرافيكية جريئة، وخلفية أثيرية معتمة. وتكشف الشاشة بعض الذوق العربي وتسألك "ماذا تسمّيك والدتك؟"، ولديك خياران إما "حبيبي" أو "حبيبتي".
لدى "تحدّي للألعاب"، وهي شركة مقرها الإمارات لتطوير الألعاب المتعددة اللاعبين مثل "بوينت بلانك" و"أساطير القوة" و"راجناروك"، سجل مثير للإعجاب من هذه الألعاب على الإنترنت. وهم يفتخرون بالدخول السهل إلى ألعابهم، قائلين إن المستخدمين لا يحتاجون سوى لكومبيوتر واتصال بالإنترنت للمشاركة في مغامرة جديدة. ومن جهتي سجّلت اشتراكي عبر حساب فيسبوك وكنت قادراً على دخول لعبتهم الجديدة في أقل من خمس دقائق.
و"عصر الجبابرة" أو Age of Titans هي لعبة مجانية من نوع ألعاب تقمّص الأدوار كثيفة اللاعبين على الإنترنت (MMORPG)، وقد نشرتها "تحدي للألعاب" في مطلع هذا الشهر. وهي مثل لعبة مصغّرة من اللعبتين الشعبيتين "ديابلو" و"ورلد ووركرافت" (واو) وتعمل على أي متصفح رئيسي. وفي الواقع تذكرني العديد من الصور والألوان في اللعبة بالمشاهد وطريقة اللعب في "واو" وهي ملحمة وعالم افتراضي كرتوني يسحب اللاعب إليه.
تسمح اللعبة للاعبين بالاختيار من أربع طبقات من الشخصيات: بيرسيركر Berseker أو صليبي أو جندي روماني وكل واحد بقدرات مختلفة، وأساليب لعب وهيئة مختلفة. ويمكن أن تتغيّر الشخصيات حسب ذوق المستخدم بما يعكس ما يفضله من قصة الشعر إلى لون الشعر إلى ملامح الوجه.
وكنت أحب لو أن المستخدم يستطيع أن يغيّر أكثر في الشخصيات حسب ذوقه مثل اختيار الجندر أو السلالة ولكن ما هو موجود كاف ليبقي الشخصية مثيرة للاهتمام وفريدة. ويشرح مدير التسويق الرقمي عادل أحمد، أن طريقة اللعب التي تقوم على "الاختراق والهجوم"، إضافة إلى إمكانية إدخال طلبات في اللعبة حيث يمكنك أن تدخل "حالات يومية" مثل محاربة أرباب العمل وخوض سلسلة تطوّر الشخصية والتي تتضمن 60 مستوى والإفراج عن قدرات ملحمية جديدة.
استمتعت بإحدى خاصيات اللعبة التي لم يسبق أن رأيتها في لعبة متعددة اللاعبين على الإنترنت وهي "مكتشف الزنزانة" (dungeon finder) والممر الذهبي المرئي. وبإمكان اللاعب أن يختار نقطة على الخريطة التي تظهر على الشاشة ويأمر الشخصية أن تمشي باتجاهها تلقائياً. وهذا يسمح للاعب بتحضير الشخصية للمواجهة التالية بينما هي تقاد أوتوماتيكياً إلى الموقع التالي. واستمتعت أيضاً بالقصة الملحمية للعبة وإيكال مهام جمع الألماس الثمين إلى اللاعبين واكتساب ثقة العالم وتحدي الشرير الجبار إيريبوس.
والشخصيات التي لا تلعب في " Age of Titans " مأخوذة مباشرة من الميثولوجيا الإغريقية وهي تقود اللاعبين إلى عالم متخيّل برسوم كاريكاتورية مألوفة من القنطورات (centaurs) وأنصاف الآلهة والعناصر. وكان من السهل القفز مباشرة إلى اللعبة والتعّرف على عناصر التحكّم وهناك ما يكفي من الخيارات إلى جانب سياق القصة لإبقاء اللعبة مثيرة للاهتمام وشخصية.
ويحقق فريق "تحدي" الإيرادات المالية من خلال بيع محتويات داخل اللعبة إلى لاعبين ليستطيعوا تحديث أسلحتهم ودروعهم وغيرها من العتاد. والخريطة الكاملة والقصة متوفرة لجميع اللاعبين مجاناً ولكن اللاعبين الذين يدفعون القليل من الدولارات لكل بند يمكنهم شراء معدات قوية. ولاحظت أن اللاعبين ينضمون إلى المغامرة من كل أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وخصوصاً مصر والسعودية.
ولدى "تحدي للألعاب" أجندة طموحة، حيث ستطلق ألعاباً جديدة متعددة اللاعبين على الإنترنت وسط تنافس دولي راسخ ومستمر. وبما أن ألعاباً مثل "وورلد أوف ووركرافت" و"ديابلو" و"جيلد وورز" ليس لديها نسبة استخدام عالية في المنطقة، فقد وضعت "تحدّي" نصب عينيها ردم الفجوة. وبالمختصر، فإن لعبتهم الكبرى التالية، "نايت أونلاين" تعتمد طريقة لعب ثنائية ما يزيد التنافس بين اللاعبين.
من الجيد أن نرى الشركة تزيد سرعتها في السنة الماضية، بعد خمود تلا إطلاق "راجناروك" في العام 2009. وفي العام الماضي، استثمرت " توفور54" في شركة "جبار" لتطوير الألعاب وفي كانون الأول/ديسمبر 2011، أطلقت "تحدّي" "بوينت بلاك" بالشراكة مع أكاديمية يوبيسوفت للألعاب . واليوم تطلق "تحدّي" Age of Titans في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفي تركيا وسيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف ستكون ردة فعل السوق التركي على العنوان وما إذا كانت "تحدي" (@GamesTahadi) قادرة على تصدير ألعابها إلى هناك.