هل صفقات موقع Roundmenu للمطاعم أكثر مرونة من الصفقات اليومية؟
يعمل مؤسسو حاضنة الإنترنت "هانيبي تيك فنتشرز" Honeybee Tech Ventures منذ تأسيسها، بعد مغادرتهم "زاوية"، على طرح مفاهيم جديدة في السوق الإماراتي والأسواق الإقليمية أيضاً، بدءاً من مقاربة "ليمون" الخوارزمية حيال البحث عن عمل في مجال المبيعات والتسويق، إلى المشروع الجانبي للمؤسس زيد جواد "سوابهود" Swaphood الذي يهدف لبناء شبكة حيث يمكن للناس مقايضة أغراض في مدينتهم. (وعلى الرغم من أن "زاوية" تأتي في مراتب متدنية بين هذه المواقع إلاّ أن الشائعة بالاستحواذ على هذا الموقع الإعلامي مقابل 40 مليون دولار قد لا تؤثر على دورة الإطلاق).
والفكرة الأحدث التي أطلقوها وعدّلوها لتناسب المنطقة هي RoundMenu، والتي عملوا عليها لأكثر من عام وانطلقت فقط قبل ثلاثة أسابيع لتقدم للزبائن صفقات وحسومات في مطاعم بدبي. وبدأت تجذب الناس، فقد تبوأ التطبيق الخاص بالأجهزة التي تعمل بنظام تشغيل "آي" المركز الأول في فئة الطعام والشراب بمخزن "آبل" Apple في الإمارات، وبلغ عدد المرات التي تم تنزيل نسخ التطبيق للبلاكبيري والأندرويد ونظام تشغيل "آي" 1800 مرة حتى الآن.
قبل أن يسأل أحد منكم: هذا ليس موقعاً للصفقات اليومية. فالصفقات المعروضة تقدم بشكل متواصل ولا يفعّلها عدد معيّن من الأشخاص الذين يطلبونها وليست محدودة بعدد معيّن من المتلقين حين تدفع المال في صفقة ما. ويوضح المؤسس المشارك زيد جواد قائلاً "إنه اقتراح قيمة مختلف تماماً. فبدلاً من أن يكون خياراً يقوم على ردة فعل على ما هو متوفّر في ذلك اليوم، يكون الاستهلاك استباقياً".
إليكم آلية العمل: يقدم الزبائن طلباً أولياً لشراء قسيمة، لنقُل حسماً بنسبة 25% على مطعم معيّن، ومن ثم يتلقون رسالة نصية قصيرة تطلب تأكيد الحجز، وبعد أن يؤكد الزبائن القسيمة، عليهم أن يحددوا اليوم الذي يريدون فيه أن يحرروها.
إن الميزات الرئيسية لهذا النموذج على عكس الصفقة اليومية أو كتيّب القسائم النموذجي هي:
1 ـ الخيار: يقدم هذا الموقع صفقات على حوالي 900 مطعم وثمة 177 عرضاً متوفراً في الوقت الحالي. ولا يحد الموقع الزبائن بواحد أو اثنين مثل منافسه الشعبي غير المتصل "The Entertainer" ولا يحد من عدد الأشخاص الذين يرافقونك حين تصل إلى المطعم، فالحسم ينطبق على الفاتورة بكاملها. ويمكن للزبائن أن يبحثوا أيضاً بناء على الموقع الذي يرغبون أن يكونوا فيه.
2 ـ ملاءمة الرسالة النصية القصيرة. أقام RoundMenu شراكة مع شركتي الاتصالات في الامارات "اتصالات" و"دو"، لتقديم إمكانية الدفع بالرسالة القصيرة أيضاً، فإن إرسال رد بالموافقة على العرض عبر رسالة نصية يضيف قيمة الحسم إلى فاتورتك الهاتفية. وإن لم يكن أمامك جهاز كمبيوتر وليس لديك التطبيق على هاتفك المحمول، يمكنك أيضاً إرسال رسالة نصية إلى الرقم "2200" تصف فيها المكان الذي تريد أن تأكل فيه وتقدم لك المنصة الحسومات ذات الصلة بطلبك. وأكثر من 30% من الحجوزات على المنصة حتى الآن جرت عبر الهاتف المحمول.
غير أن الجانب السلبي لهذه المقاربة هو أنها تستثني جزءاً صحياً من السوق المحتمل وهم المسافرون من دون خط هاتف إماراتي. فالمنصة الآن لا تستقبل سوى تأكيدات للحجز وعمليات شراء من رقم يبدأ بـ+971. ولكن في المستقبل ستضيف RoundMenu قدرة الشراء ببطاقات ائتمان عبر بوابة دفع معروفة مثل Network International. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه من دون رقم هاتف محلي لا يمكن رؤية سعر الصفقة وهو عنصر آخر قد يقود إلى فرط في الطلبات من دون تأكيدات.
وثمة مسألة أخرى هي أن الزبائن يجب أن يختاروا اللحظة التي يستهلكون فيها "الصفقة". هذا أمر ضروري للمطاعم التي تحتاج أن تعرف عدد الزوار مسبقاً، ولكن العديد من الزبائن يؤكدون الحجز في وقت متأخر نسبياً حين يكونوا على يقين تماماً، ويقول جواد "يميل الناس إلى التأكيد مباشرة قبل توجههم إلى المطعم".
غير أن بإمكان المطاعم التي تحتاج إلى إشعار مسبق أن تذكر ذلك على الموقع. ويمكن لحضور الزبائن فور تأكيد الحجز أن يفيد المطاعم في النهاية، بدلاً من أن يؤدي إلى فيضان مفاجئ غير متوقع في عدد الزوار الذي يمكن أن تنتجه مواقع الصفقات اليومية أو العديد من المستخدمين الذين يقومون بشراء قسائم في وقت سابق ولكن لا يتكلّفون عناء تحريرها.
ويقول جواد إن سنتين من مشاهدة الزوار يواصلون الدخول إلى الموقع غير المسوّق له أكدت له وجود سوق لهذا المفهوم، ولكن الأشهر العديدة المقبلة ستكون اختباراً أفضل لمعرفة ما إذا كان بإمكان الموقع أن ينتقل إلى مرحلة جني الأرباح وما إذا كان بإمكان المسافرين أن يشتروا بواسطة بطاقات الائتمان أم سيتم تطوير نموذج أفضل للوافدين.
ويقول جواد إنه في الوقت الراهن يركز RoundMenu على أبو ظبي والإمارات الأخرى ويخطط للتوسّع إلى لبنان والسعودية، وقد يتوسّع في النهاية أبعد من المطاعم أيضاً. ويقول جواد إن "مفهوم الملاءمة يمكن أن ينطبق على مجالات أخرى". وإذا دخل الموقع الفضاء الاستهلاكي الأوسع سيكون من المثير للاهتمام رؤية ما إذا كان سيتمكّن من الوصول إلى فضاء الصفقات التي تقوم على موقع الهاتف المحمول ويشكل تهديداً حقيقياً لمواقع الصفقات اليومية.
ما رأيك ـ هل استخدمته؟ وهل وجدت النموذج مناسباً؟