العرض الأخير من مسابقة ابتكار المنتجات والبرنامج تلفزيوني The Hit في الجامعة الأميركية بالقاهرة
هلل مئات الطلاب
في الجامعة
الأميركية بالقاهرة حين أعلن مقدم الاحتفال أسماء الفرق. وكانت
الأجواء فرحة مليئة بالضحك والأحاديث والضوضاء المرحة. وكان هناك ما
يشبه اجتياحاً لعروض الأفكار ولكن هذه لم تكن مباراة كرة قدم، بل كنا
في قاعة البسيلي في الحرم الجديد للجامعة الأميركية في مصر الجديدة.
وكان الاحتفال النهائي مساء التاسع من الشهر الجاري لمسابقة
The Hit
وهي مسابقة لابتكار المنتجات وبرنامج تلفزيوني على الإنترنت وهي فكرة
نادي مجتمع رواد الأعمال بالجامعة الأميركية في
القاهرة مدعومة من موقع "سوق دوت كوم".
أصبحت هذه الأنماط من المسابقات
شائعة جداً في مصر ولكن ما الجديد في هذه المسابقة بالذات؟ الفرق
الأكثر وضوحاً هو أن الجمهور هو الذي صوّت للفائز الأول في هذه
المسابقة.
وشرح يوسف السماع، المدير التنفيذي
لنادي مجتمع رواد الأعمال بالجامعة قائلاً "أجرينا العديد من
المسابقات لخطط الأعمال من قبل، ولكننا أدركنا أنه لا يمكننا تعليم
الريادة في صف أو على الورق، لذلك أردنا أن يقوم المشاركون بأمر ملموس
وعملي". وأضاف "استلهمنا من برنامج The Apprentice وأردنا أن نفعل
شيئاً مشابهاً. وتعرفنا على عمر (عمر سدودي، المدير العام لسوق دوت
كوم) من العمل الذي كان يقوم به مع الجامعة الأميركية في القاهرة.
وتحدثنا إليه ووجدنا أنه يفكر أصلاً بتنظيم مسابقة لذلك قررنا أن
نتعاون".
وبحسب عمر ان "الريادة هي جزء من
حمصنا النووي لذلك فنحن سعداء بأن نكون جزءاً من هذا القطاع". أخبرت
عمر أن انطباعي عن "سوق" هو أنه كان بشكل رئيسي حاضناً لمتاجر تجزئة
أوسع، فرد قائلاً "في الواقع ان 30% من البائعين لدينا موجودون في
السوق منذ 24 عاماً أو أقل"، مشيراً إلى أن "استطلاعاً أجراه معهد
غالوب مؤخراً بين طلاب الجامعات المصرية أظهر أن 24% منهم يريدون
إطلاق شركة ناشئة في الأشهر الـ12 المقبلة. وبيّن مسح مشابه في
الولايات المتحدة أن 1% فقط من الطلاب الأميركيين يشاطرون نظراءهم
المصريين هذه الرؤيا. ومن الواضح أنه سيكون هناك انفجار للشركات
الناشئة والابتكار لذلك فالوقت الآن لمسابقات كهذه لكي تشحذ هذه
الطاقة".
وانضمت نسمة الفار، وهي عضو في نادي
مجتمع رواد الأعمال في الجامعة، وقالت ان "عمر وسوق كانا أكثر من مجرد
راعيين للمسابقة، بل كانا منخرطان بقوة بالعملية برمتها، من خلال
إرشاد الفرق وإرشادنا وتعريفنا على منتج للبرنامج التلفزيوني. وكانت
تجربة رائعة لجميع من شاركوا وبالنسبة لي كان رائعاً أن أرى The Hit
تبدأ بفكرة بسيطة وأن أقف هنا الآن مع كل ما تم إنجازه".
سألتهم ما إذا أبدى الجميع في
الجامعة اهتماماً بالمسابقة خلال الشهرين الماضيين، فأجاب يوسف "صادفت
عدة مرات في أنحاء الحرم الجامعي طلاباً يناقشون الفرق وأفكارها ومن
من بينها يعتقدون أنها أفضل". هذا الأمر مثير للإعجاب نظراً إلى أن
الهيئة الطلابية في الجامعة تكون عادة أكثر تعاوناً مع فعاليات أقل
جدية.
وحصلت الفرق في المرحلة الأولى من
التصويت على 2000 صوتاً وعلى 4000 في المرحلة النهائية.
وبالعودة إلى الاحتفال، كانت جميع
الفرق المتنافسة في النهائيات تنتظر وراء الكواليس تترقب النتيجة
النهائية. وكانت الفرق تفيض طاقة عصبية وفي الوقت نفسه كان هناك حس
صداقة حقيقي، فقد خلقت التجربة المشتركة رابطاً واضحاً بينهم. وتقدم
الوقت مع إلقاء كلمات وعرض فيديوهات وعروض لفرق طالبية وتصويت
الجمهور. وازداد التوتر مع احتساب الأصوات وحين أعلن الفائز الأول وهو
فريق " tweeshirt" أخيراً حصل ما يشبه انفجار بين مؤيدي الفريق وأخذ
أعضاؤه يقفزون على المسرح وعلت قبضاتهم في الهواء مع الشيك الضخم
للخمسين ألف جنيه قيمة الجائزة الأولى. وانضم إليهم 20 من أصدقائهم
وغنوا معاً وتعانقوا وحصل هرج ومرج على المسرح. وفي هذه الأثناء جفل
المنظمون بعض الشيء إلاّ أن الجميع ثمّن هذا العرض العفوي للعواطف
وكان جميلاً رؤية وجوه سعيدة ترتسم عليها ابتسامات عريضة.
ومع خفوت الحماس، سيبدأ بالتأكيد
العمل الجاد لفريق " tweeshirt"، إذ عليهم الآن أن يلحقوا بالركب خارج
دائرتهم الخاصة. ولكن من الفظ تجريدهم من لحظة المجد هذه، بل يجب أن
يشبعوا منها. وهو ما ينطبق أيضاً على فريق نادي مجتمع الأعمال في
الجامعة الأميركية بالقاهرة، فالمسابقة بشكل عام أسرت الخيال ولا شك
أنها دفعت العديد من الطلاب إلى التفكير بالريادة كخيار مشروع
لمسيرتهم المهنية. وفي عالم كرة القدم هذه تعتبر نتيجة.
ملاحظة هامة: اطلعوا على المقالة ذات الصلة للحصول على اللائحة الكاملة
للفرق وأفكارها.