بناء علامة تجارية خلاّقة من الثقافة الشعبية العربية في الأردن
مع بدء عودة الطقس الدافئ ببطء، ابحث عمّا أصبح سمة غالبة على معظم أزياء غرب عمان: قميص "تي شيرت" "جو بدو" Jo Bedu. بدأ هذا المفهوم كفكرة مشروع وضعها صديقان منذ الطفولة، وتطورت إلى شركة ثلاثية المعايير تجمع بعضاً من العقول الشابة المبدعة في الأردن التي تتعاون في مشاريع مختلفة تزداد توسعاً.
أنشأ تامر المصري وميشيل مقدح الشركة في العام 2007، حين بدآ بشيء يحبونه: قميص الـ"تي شيرت"! واستخدما الشعارات العربية والثقافة الشعبية العربية لتطوير تصاميم فريدة من نوعها.
يشرح ميشيل قائلاً "نتطلّع إلى فكرة تتضمن التسويق ـ وهو شغفي ـ والفن وهو شغف تامر. وعصرنا أفكارنا لنخرج بفكرة تصميم قمصان "تي شيرت"".
الأمر بسيط بما يكفي فالكل يحب الـ"تي شيرت" والكل يحب القليل من الثقافة الشعبية.
وانطلق الشابان عبر استثمار 3000 دينار أردني معاً حيث وضعا ستة تصاميم وأنتجا 600 تي شيرت وحصلا على جناح في سوق جارا الأسبوعي.
من جانبه قال تامر "تم تجاهلنا بالكامل في الشهر الأول أثناء انتظارنا وصول قمصان التي شيرت وبعنا القبعات بدلاً من ذلك. وتحمّسنا كثيراً حين جنينا خمسة دنانير في يوم واحد".
ولكن حين وصلت القمصان، تسبب جناح تامر وميشيل بزحمة داخل السوق إذ توقف الزوار المستمتعون ليروا ما الذي يحصل والابتسامات والضحكات جذبت المزيد من الناس.
بيعت الدفعة الأولى من القمصان بسرعة وأعيد استثمار العائدات التي تم جنيها. وأنتج الشابان 4000 تي شيرت ثم باعاها وضاعفا إنتاجهما وهكذا دواليك. وأضافا تصاميم جديدة وحصلا على الدعم والمساعدة من العائلة والأصدقاء وأمضيا ليال طويلة في العمل، حتى أنهما لم يأخذا يوم عطلة واحد. وجنّدا الأصدقاء لطلاء المحل الجديد لقاء البيتزا وكذلك ساعدهما أفراد العائلة في التوضيب والتعليب. وفي الوقت نفسه واجه تامر وميشيل الكثير من التحديات في مسيرتهما.
وقال تامر "تعاملنا مع كل شيء، من الارتفاع القياسي لسعر القطن مروراً بالمزوّدين الذين لا يمكن الاعتماد عليهم وصولاً إلى الضرائب المرتفعة وعدم وجود رأس مال كافي. ولا نزال نتعامل مع التحديات كل يوم".
وعلى الرغم من هذا، أصبح لهذه القمصان شعبية متزايدة. وتمت إضافة منتجات جديدة. وفي محل "جو بدو" في جبل اللويبدة، الذي افتتح في نيسان 2009، سوف تجد مجموعة ملونة من قمصان الـ"تشي شيرت"، جنباً إلى جنب مع الخطوط الأخرى الكثيرة التي أضيفت، بما في ذلك، القبعات وتي شيرتات الأطفال وشنط أجهزة الكمبيوتر المحمول وأجهزة الآيباد. وأكثر من ذلك، جميعها ختمت بالقليل من الثقافة الشعبية العربية. ومع ازدياد شعبية القمصان عن طريق التواتر، عزز تامر وميشيل هذه الشعبية من خلال فعاليات لبناء شبكة علاقات عامة، مثل مسابقة تناول المنسف، ووسائل الاعلام الاجتماعي.
وكما يوضح ميشيل فإن "الإعلام الاجتماعي لعب دوراً كبيراً في التسويق والتواصل منذ البداية. فمجموعة الفايسبوك الخاصة بنا أقدم من علامتنا التجارية! وساعدنا أيضاً على جمع المعلومات التسويقية وحتى تجنيد بعض من مصممينا".
اليوم لدى الشركة التي توظف عشرة أشخاص، 84 تصميماً لقمصان "جو بدو" إضافة إلى منتجات أخرى. وأحياناً تنفذ المنتجات من الرفوف الملونة ونرى الزوّار ينتظرون خارج المحل حتى قبل أن يفتح أبوابه.
ويقر تامر بأن الشركة تحاول "فقط مجاراة الطلب".
ومن أجل مواصلة الإبداع، أنشأ الثنائي "ورشة" كجزء من مجموعة "جو بدو"، وهي عبارة عن استوديو إبداعي يوكل لمصممين تطوير مفاهيم لمنتجات "جو بدو". وهما يخططان أيضاً لتقديم هذه الخدمات إلى طرف ثالث قريباً، من خلال تقديم تصاميم مصوّرة لأي مؤسسة بدءاً بالمنظمات غير الحكومية ووصلاً إلى المطاعم.
بالإضافة إلى ذلك، يوفّر الثنائي مساحة لمبدعين آخرين لإطلاق أفكارهم. وPhiladelphia Skateboards هو كيان ثالث ينبثق عن مجموعة "جو بدو" وهو ينتج ألواح تزلّج مزركشة بتصاميم محلية.
وخلص ميشيل إلى أن "محل جو بدو هو سفينة القيادة حيث نريد أن نكون. وعلى متنها نريد الوصول إلى كل منطقة في العالم العربي حيث هناك ثقافة شارع وفن وتصاميم عربية".
ما هي نصيحتهم للرياديين؟
مجدداً الإجابة بسيطة، فكما يقول تامر "كونوا متميزين. ليس هناك سعر للتميّز. التكرار لا ينجح، ورأيناه يفشل عدة مرات في السنوات الخمسة الماضية بين المتنافسين".
وبالنسبة لميشيل فإن المفتاح هو "افعلوا ما تؤمنون به وما تستمتعون به. إذا كنتم تفعلون ذلك للمال فقط فلن ينجح".
ـــ
تعمل ريم قطان كمديرة للاتصالات في ـ مشروع USAID لتنمية السياحة في الأردن، وهي شغلت منصب رئيسة تحرير Best in Jordan وهي نشرة تقدم نبذة عن أصحاب المشاريع الناجحة في الأردن، والشركات التي تقدم مساهمة ايجابية في التنمية التجارية للسياحة، والأعمال التجارية الناجحة التي تحقق أهدافها الاجتماعية. وريم حاصلة على بكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة باث. يمكنك الاتصال بها عبر ملفها على لينكدين LinkedIn.