Swaphood يجعل من عملية التخلص من المواد المستعملة في العالم العربي أمراً ممتعاً
عندما أطلق زيد جواد مشروع Swaphood في دبي خلال أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كان قد أمضى وقتاً طويلاً في البحث عن موقع إلكتروني يستطيع من خلاله عرض مواد للبيع والمقايضة، بحيث لا تضيع هذه العروض في وابل من الإعلانات المبوبة الأخرى.
يقول جواد: "نشعر بالذنب جميعاً عندما نقوم بالتخلص من أغراض لا نستعملها حالياً وفي حالة جيدة، ولكن الحلول المتوفرة ليست بالكثيرة. فتستطيع دائماً وضع قائمة بالمواقع الإلكترونية المبوبة في المنطقة. ولكن مشكلة هذه المواقع تكمن في احتوائها على عدد كبير من الإعلانات المبوبة الأخرى، للسيارات والأراضي، وحتى الوظائف. ويُسمح لأغراضك المعروضة بالظهور يوم أو يومين في أفضل الحالات لتدفن بعد ذلك بين تلك الإعلانات المبوبة."
ويستطرد جواد: "لحل تلك المشكلة، قمت بتطوير مشروع Swaphood الذي يخدم أكثر من موقع جغرافي ليمكن الأشخاص الموجودين بمنطقة واحدة من عرض وتبادل الأغراض فيما بينهم. بينما من المحتمل أن يشكل المشروع طريقة مسلية للتعرف على الآخرين، فقد تفيد هذه العملية الاقتصاد القومي، وذلك بإعادتها لبضائع مستعملة إلى السوق، حتى لو تم ذلك عبر المقايضة. وهي ليست خدمة خيرية، فتستطيع أن تعرض استبدال غرض أو أن تعرض المال."
بعيداً عن هدف محدد، فإن ما يميز Swaphood عن مواقع العرض الإلكترونية الأخرى هو بساطته الأنيقة. فأول ما يشاهده المتبادل المحتمل على الصفحة الرئيسية، هو خريطة كبيرة الحجم، تم تخصيصها لتغطي المدينة التي يقوم المتبادل بالتصفح منها. ويستطيع المتبادلون تكبير وتصغير الأغراض المتوفرة، أو البحث فيها حسب التصنيف من خلال شريط جانبي.
يحتاج عرض غرض ما إلى بضعة ضغطات فحسب، فلا تحتاج لصور، ولا وصف مسهب عن الغرض. بمجرد أن يطبع المستخدم الوصف الخاص بغرض ما، تظهر للمستخدم صورته مباشرة والفضل في ظهورها بهذا الشكل يعود إلى واجهة برمجة التطبيقات الخاصة بـأمازون "Amazon's ItemLookup"، فيستطيع المستخدم البدء بالتبادل بمجرد تسجيل الدخول عن طريق حسابك الشخصي على فيسبوك أو تويتر أو حتى كمستخدم جديد على الموقع.
تأتي بساطته وسهولة استخدامه لتتجاوب مع تجربة جواد، الأمر الذي زاد من نمو الموقع بشكل هائل. منذ إطلاق Swaphood في نوفمبر 2011، زاد عدد المسجلين في الموقع من 800 مستخدم والأغراض المعروضة من 300 غرض في يناير من عام 2012 ليصل إلى أكثر من 2000 مستخدم بمعدل تصفح يبلغ 65000 في الشهر، بوجود أغراض معروضة بعدد 3050 حتى اليوم. وقد لقي هذا المشروع الرواج الأكبر في كل من الإمارات العربية المتحدة ومصر والهند والآن قطر.
ومع ذلك لم يقدم جواد استقالته من عمله بصفته الرئيس التنفيذي للقسم التقني لشركة تمويل رأس المال Honeybee Tech Ventures القائمة بدبي، والتي تم إطلاقها في العام الماضي، لجلب المزيد من الزوار لـSwaphood. منذ أن شارك في تأسيس بوابة أخبار الأعمال Zawya إلى جانب إحسان جواد ومكية في 2001، يقول جواد أن اللهو بالأفكار الريادية قد أصبح هواية لديه يمارسها في عطلة نهاية الأسبوع.
"لم أستثمر أموالاً في الفكرة،" –يقول جواد، "كنت أجري التجارب في عطلة نهاية الأسبوع فحسب، وقمت بتطوير الفكرة إلى موقع إلكتروني يعمل بالفعل."
بينما يأتي المشروع مشابها للموقع الإلكتروني swap.com، فإن Swaphood، بالإضافة إلى تعزيزه لعملية البحث باستخدام خريطة أنيقة، لا يوفر خدمات التوصيل، بل يقلل من التكاليف على المتبادلين بتشجيعهم على الالتقاء محلياً. وقد حرص جواد على توفير الإلكترونيات - إحدى أكثر الفئات شعبية لديه - منذ البداية. "يرغب الكثيرون في التخلص من هواتف الآيفون القديمة لديهم،" يقول جواد. ومع ذلك يرى الكثير من المراهقين الذين يعرضون ألعاباً للمقايضة، وأمهات وربات منازل يعرضن حاجيات تتعلق بالمطبخ والأطفال.
ولتعزيز البعد الاجتماعي للمشروع، فقد أضاف Swaphood برنامجاً مساعداً للفيسبوك تحت مسمى "حاجيات صديق"، حيث يستطيع المستخدمون استعراض الأغراض التي قام أصدقاؤهم بوضعها. بينما يطمح الموقع الإلكتروني في التوسع بأسواق أخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية أو المملكة المتحدة، يأمل جواد أن يساعد العنصر الاجتماعي في Swaphood على نمو الموقع بشكل حيوي. ويتم حاليا العمل على نسخة عربية من الموقع.
في نهاية اليوم، يقول جواد، الفكرة وراء الموقع الإلكتروني هي في الاستمتاع بعملية إيجاد أغراض جديدة. "قمنا جميعاً بتبادل الألعاب والكتب وألعاب الفيديو مع الأصدقاء عندما كنا أطفالاً"، يقول جواد، "أعتقد أننا قد نسينا المتعة والجانب الاجتماعي من هذا التفاعل عندما كبرنا ولسوف يكون لطيفاً اختبار ذلك الشعور من جديد"
نأمل أن يلهم تركيز جواد على التسلية والمنهج التجريبي المزيد من الراغبين في أن يصبحوا من رياديي عطلة نهاية الأسبوع إلى إطلاق أفكارهم بالفعل.
"المهم عند بناء موقع إلكتروني هو ببساطة إجراء التجارب"، يقول جواد، "إذا لم تحاول، سوف تفشل بلا شك، إذا توافرت لديك الفكرة والموارد والقدرة على القيام بالاختبارات، يشكل الفشل أمراً طبيعياً. لقد فشلت كثيراً في أوقات عديدة، لكنك تستطيع دوماً أن تتعلم شيئاً من خلال ما تقوم بعمله."