خمسة أسباب توضح أهمية الاكتتاب العام الأولي لموقع فيسبوك بالنسبة للشركات الناشئة في الشرق الأوسط
إنتشرت أخبار تفيد بتقديم "فيسبوك" طلبا لطرح عام
أولي طال انتظاره، يهدف من خلاله إلى جمع 5 مليارات دولار.
سيكون هذا الطرح هو الأكبر في مجال
التكنولوجيا حتى الآن، يليه طرح جوجل Google بقيمة 1.67 مليار
دولار، ثم طرح زينغا Zynga بقيمة 925 مليون
دولار، يتبعه طرح غروبون Groupon بقيمة 805 مليون دولار، ثم يأتي طرح
لينكدإن LinkedIn الذي قام بجمع مبلغ قيمته 352,8 مليون
دولار.
أفادت العديد من المصادر بأن عملية
الاكتتاب تقيّم الفيسبوك بما يتراوح بين 75 و 100 مليار دولار وهو ما يزيد
عن القيمة المقدرة من قِبل شركة "جولدمان ساكس" Goldman Sachs في
العام الماضي والتي بلغت 50 مليار دولار، ولكنها تتناسب مع التداولات
الأخيرة في بورصات خاصة و التي أشارت إلى قيمة تُقدَر بـ80 مليار دولار أمريكي.
يزداد معدل استخدام "الفيسبوك" في
العالم العربي بصورة كبيرة، حيث تضاعف عدد المستخدمين في العالم
العربي بين عامي 2010 و 2011 وذلك حسب الإصدار الثاني من تقرير الإعلام الاجتماعي العربي،
وينتشر استخدام اللغة العربية بمعدل 17.85٪ - أعلى معدل انتشار في العام
الماضي.
هناك عدة أسباب تجعل من اكتتاب
الفيسبوك وسيلة لتشجيع الجهود المبذولة من قبل الموقع في المنطقة
العربية. وقد تجاذبت أطراف الحديث مع المدير التنفيذي لشركتنا السيد
حبيب حداد لنلقي نظرة أعمق على بعض هذه الأسباب.
فيما يلي خمسة أشكال
لتأثير الاكتتاب العام للفيسبوك على رواد الأعمال العرب:
قد يوسّع الفيسبوك من نطاق
تواجده في المنطقة
يتباهى فيسبوك بعدد
مستخدميه الذي وصل 800 مليون مستخدم في أيلول (سبتمبر) 2011، حيث يضم
أكبر عدد من مستخدمي الشبكات الاجتماعية، ويقدّر "جريج ليونز" كبير
محللي شركة "أي كروسينغ" iCrossing أن يصل العدد إلى مليار مستخدم
بحلول شهر آب (أغسطس) من هذا العام. يتوقع "ليونز" أيضا أن معظم
المستخدمين الجدد سيأتوا من الأسواق الناشئة، خصوصا من الهند و
البرازيل، حيث يستخدم الفيسبوك 3% من سكان الهند و16% من سكان
البرازيل.
يقدر عدد مستخدمي الفيسبوك في منطقة
الشرق الأوسط و شمال إفريقيا بحوالي 27 مليون مستخدم من سكان
المنطقة الذي يقدر عددهم بحوالي 216 مليون نسمة وذلك اعتبارا من
شهر نيسان (أبريل) 2011، بنسبة 12.8% والتي تقود للتوقع بأن يشهد
العالم العربي إمكانية إقبال مماثلة لتلك المتوقعة في الهند
والبرازيل.
في حين يتطلع الفيسبوك إلى التوسع
في أسواق جديدة، لا نستبعد أن يقوم بفتح مكتباً له في المنطقة للعمل
على زيادة عدد المستخدمين، ويعني هذا زيادة فرص التوظيف للمواهب في
المنطقة، وعلى الأرجح مزيدا من الدعم للشركات الناشئة ليبدؤوا بتطوير
والترويج لأنفسهم على الفيسبوك.
من المحتمل أن يقوم فيسبوك
بتوسيع نطاق إعلاناته في الأسواق الناشئة
كشفت ملفات
الفيسبوك لدى "لجنة الأوراق المالية والبورصة" أن 85% من الإيرادات
الخاصة بالفيسبوك - البالغ قيمتها 3.71 مليار دولار في عام 2011 - جاء
من الإعلانات.
تتطلع الشركة إلى تنويع
ايراداتها جغرافيا، حيث جاءت 56% من إيراداتها من الولايات
المتحدة، لذا فمن المرجح أن تقوم بتوظيف مزيد من الأموال من أجل توسيع
نطاق الإعلانات في الأسواق الناشئة، بالإضافة إلى تكثيف شراكات مثل
تحالفها مع "كونكت أدز" Connect Ads الممثل الرسمي للفيسبوك في
المنطقة.
سيعمل ازدياد بيع إعلانات الفيسبوك
في المنطقة على ازدياد البيع على الإنترنت، مشجعاً سوق الشرق الأوسط
وشمال افريقيا على الإنفاق على الإنترنت، مما ييسر في نهاية المطاف
على الشركات الناشئة في المنطقة لتستثمر في المنتجات عبر
الإنترنت.
وق يقوم ذلك أيضاً بدعم الشركات
الناشئة التي تقوم بتطوير تطبيقات الجوال. بينما لا وجود لإعلانات
الفيسبوك حتى الآن على تطبيقاتها للهواتف، تكشف الملفات عن أن
الفيسبوك قد يقوم قريبا بإطلاق "مشاركات إعلانية" Sponsored Posts
والتي ستعمل كخاصية مشابهة لتلك الوجود في "تويتر" Twitter والتي تسمى
"تغريدات ترويجية" promoted tweets، وهي عبارة عن رسائل مدفوعة تظهر
في في صفحة المستخدم. نتوقع أن يقوم الفيسبوك بتقديم هذه الخدمة في
الأسواق الناشئة، فضلاً عن أنه يستهدف حصة من السوق العالمية لإعلانات
الهاتف الجوال.
سيسرع الفيسبوك من عمليات
الاستحواذ
من المحتمل أن يسرع الفيسبوك من
عمليات الاستحواذ على الصعيد العالمي مع هذه التدفقات المالية. فقد
تصبح الشركات التي تقدم دعم لواجهات برمجة التطبيقات الخاصة بالفيسبوك
والذي يمكنها من تحليل بيانات وسائل الإعلام الاجتماعي - كما حصل في
الآونة الأخيرة عند استحواذ فيسبوك على "أوكتازين للحلول" Octazen Solutions في
ماليزيا - أهدافا رئيسية للاستحواذ، حيث يقوم الفيسبوك بتوسيع نطاق
وجوده المحلي أو يستحوذ على موهبة جيدة و تقنيات مفيدة. سيمثل العدد
المتزايد من الشركات الناشئة العاملة في مجالات التكنولوجيا والإعلام
الاجتماعي، مصدراً مناسباً بمنطقتي الشرق الأوسط وتركيا.
على شركات الألعاب
العربية أن تحيط علماً بهذا
أفادت تقارير بمجلة
"وايرد" Wired استئثار عملاق الألعاب الاجتماعية
"زينغا" Zynga بـ(12٪) من عائدات الفيسبوك التي بلغت قيمتها حوالي
3.71 مليار دولار أمريكي، والتي حققت نجاحها عن طريق تطوير ألعاب على
منصة الفيسبوك.
أثبتت "زينغا" Zynga أن تطوير
الألعاب على منصة الفيسبوك عملية مربحة. أشار عبد الله الفيصل مؤسس موقع الألعاب "جيم
تاكو" GameTako إلى أنه غالباً ما تواجه الألعاب العربية الفشل عند
المنافسة على الفيسبوك. و يسعى الفيسبوك للحد من اعتماده على "زينغا"
Zynga والتي تم وضعها كعامل مخاطرة في ملفات لجنة الاوراق المالية
والبورصة الخاصة بالفيسبوك، لذا فإننا نتوقع أن يشجع الفيسبوك
على نمو منصات على غرار "زينغا" Zynga في المنطقة، لا سيما أن السوق
العربية تتراوح قيمتها بين 1 مليار دولار و2.6 مليار دولار، وفقا لمحمود خصاونة من "كويركات" Quirkat.
قد يبدأ العرب المغتربون
والعاملون بـفيسبوك برد الجميل للمنطقة
يجوز للاكتتاب العام أن يغير أو لا يغير هيكل إدارة الفيسبوك بشكل كبير، لكنه بالتأكيد سيجعل من الموظفين المبتدئين أصحاب ملايين. فبعد الاكتتاب الذي قامت به "غوغل" Google، قام المهندس المميز "جورج حريق" بالاستثمار في تطبيق لنقل الحروف يسمى "يملي" Yamli وتطبيق للصور البانورامية يسمى "ديرماندر" Dermandar، كما أعطى الكثير إلى المنطقة، والأمل الآن في الموظفين العرب بفيسبوك أن يقوموا بأعمالاً مماثلة.
الصورة من موقع Wired