تحويل بيانات المستخدم إلى شكل أكثر سهولة: إعداد الشخصية الإفتراضية
فلنفترض أنك–بوصفك متخصصاً في تصميم
بيئة المستخدمين- قد قمت بإجراء البحث المطلوب بطريقة منهجية، واستخلصت النتائج. والآن، ماذا بعد؟ عليك تقديم هذه
النتائج بطريقة مبسطة تضمن وصول المعلومات الى جمهورك. عليك بشكل
أساسي أن تقدم المعلومات التي توصلت إليها من خلال مراقبة واختبار
المستخدمين عن طريق تحويلها إلى شخصيات إفتراضية تمثل الأنواع
المختلفة للمستخدمين. من المفيد جداَ ابتكار ثلاث شخصيات
إفتراضية على الأقل تمثل ثلاثة أنواع من المستخدمين. قد تبتكر عشر
شخصيات، وهو أمر طبيعي، ولكن بالحد الأدنى يجب أن تبتكر ثلاثة
شخصيات إفتراضية لتحصل على تمثيل صحيح ودقيق للمعلومات
التي توصلت إليها من خلال البحث. لابتكار هذه الشخصيات الإفتراضية،
يجب عليك إضافة ما يلي:
الصور: من الأفضل
إستخدام صور حقيقية بدل الصور التمثيلية المتوفرة، حيث يفضل أن تكون
الشخصيات الإفتراضية أقرب ما يمكن للواقع.
الاسم: يجب عن
تحمل كل من الشخصيات التي ستبتكرها اسماً. إحرص على أن تختار أسماء
مألوفة وطبيعية يستطيع الناس التفاعل معها.
العمر: هنا يجب ان
تأخذ بعين الاعتبار الفئة العمرية التي تصمم لأجلها البرنامج او
التطبيق، حيث يؤدي اختلاف الفئة العمرية إلى اختلاف السلوك، ولذلك يجب
أن تمثل كل واحدة من الشخصيات الإفتراضية فئة عمرية معينة.
المكان: مكان
تواجد الشخصية شيء مهم أيضا، فالعوامل الثقافية والاجتماعية تؤثر في
طريقة إستخدام الإنترنت بشكل جذري. المستخدمون في المملكة العربية
السعودية يختلفون عن أولئك في لبنان، الذين يختلفون بدورهم عن
المستخدمين في مصر.
المهنة: يختلف
الشخص الذي يستخدم الكمبيوتر في عمله بشكل يومي في استخدام الإنترنت
عن ذلك الذي لا يستخدمه إلا نادراً.
السيرة الذاتية:
يتطلب بناء السيرة الذاتية جهداً كبيراً. كما ذكرت سابقاً، يجب أن
تكون الشخصيات الإفتراضية أقرب ما يكون الى الواقع لتعكس البيانات
القيمة التي نريد تقديمها.
فالهدف العام من ابتكار هذه الشخصيات هو تقديم المعلومات بشكل حيوي
وفعال عوضاً عن تعدادها في نقاط محددة. إحدى أفضل الطرق هو
كتابة سيرة ذاتية للشخصية كما لو كنت تكتب سيرة ذاتية لشخص تعرفه أو
تعرفت إليه، حيث يمكنك سرد تفاصيل حياة الشخصية بدون تغيير الوقائع
والمعلومات التي حصلت عليها من بحثك.
النشاطات على شبكة
الانترنت: ماذا تفعل هذه الشخصيات بشكل عام؟ يتصفحون مواقع
التواصل الاجتماعي؟ يجرون أبحاثاً على الشبكة؟ يمضون أوقات فراغهم في
التسلية على الإنترنت؟
مدى قدرتهم على التعامل مع
التكنولوجيا: ما نوع الهاتف المتحرك الذي تستخدمه الشخصية؟
جهاز الكمبيوتر؟ ما هو مدى فهمهم لأمور الكمبيوتر وتقنياته؟ يمكن أن
تضيف تفاصيل أكثر للشخصيات، ولكن هذه المعلومات البسيطة هي الأساس
الكافي الذي يمكنك الإنطلاق منه.
تذكر دائماً أن الهدف الأساسي من
خلق هذه الشخصيات هو أن تمنح الحياة للمعلومات التي ستقدمها وأن تتجنب
العرض الجاف. قد تصادف البعض ممن لا يؤمنون بأهمية الشخصيات
الإفتراضية، أو يعتبرون بأنها تقتل الابتكار وتحد من الابداع.
قد تصادف أيضاً من يرفضون العمل دون هذه الشخصيات، لأنها تقدم
المعلومات بطريقة بسيطة و"إنسانية". لذلك فإن اختيار إستخدام الشخصيات
الإفتراضية أو عدم إستخدامها أمر شخصي بالدرجة الأولى. أنا شخصيا
أفضلها، وذلك لأنها تساعد المتلقي على هضم المعلومات التي
أقدمها. نحن في مجال تصميم بيئة المستخدم نصل إلى حد التعامل مع هذه
الشخصيات وكأنها أشخاص حقيقيون واقعيون، حتى أننا ير إليهم بأسمائهم.
فإن قررت إستخدام هذا الأسلوب، فإنه سيمثل تدريباًولفريقك، حيث ستتدرب
على تكثيف المعلومات التي تستخلصها من الأبحاث وتقديمها في إطار ممتع
وجذاب.
مصدر الصورة:
http://en.wikipedia.org/wiki/File:Guatemala-Mask.jpg