هل تعاني أعراض "اضطراب نقص الانتباه" من فرط الأخبار السياسية؟ ها قد جاء العلاج
مع كل ما يجري من أحداث في مصر أصبح الوقوف على آخر التطورات السياسية يستهلك جلّ الوقت والاهتمام. ومن الصعب خلال جولاتنا بين وسائل الإعلام المختلفة هذه الأيام أن لا يصاب أحدنا بالنهم الإعلامي، حيث نقوم بتصفح عدد من الصور عن الانتخابات على "تويتر"، وفي نفس الوقت نشاهد فيديو على قناة الجزيرة عن الاحتجاجات الاخيرة بينما نقرأ التغذية الإخبارية الحية عن الانتخابات في "المصري اليوم".
على الرغم من كل ذلك تشعر وكأن بعض الأحداث ستفوتك في أي لحظة من اللحظات.
تم الليلة الماضية إطلاق تطبيق لهواتف نظام الآندرويد لحل هذه المشكلة. هذا التطبيق والذي أطلق عليه "أجندة 25" يتتبع مصادر الأخبار الرئيسية ليجمع بالتالي "الملخص السياسي المصري" الذي يشمل الأخبار المثيرة للاهتمام ، والآراء، والمدونات، ومقاطع الفيديو، وصفحات فيسبوك، وقنوات يوتيوب، والمشاركات الجديدة من موقع تويتر، وتغطية مباشرة لآخر الأحداث. ويحفظ تطبيق "أجندة 25" تلك الأخبار حتى في الوقت الذي لا تكون فيه متصلاً بالانترنت لكي تستطيع الاطلاع عليها في أي مكان، وهذا بالضبط ما قد يرغب به مدمن الأخبار السياسية خلال تنقلاته.
شيءٌ عظيمٌ! فقد أصبح هناك من يتحمل عبء تتبع وتنظيم الأخبار نيابةً عنك. لكن لا يقف الأمر عند هذا، فتطبيق " أجندة 25" يذهب خطوةً أبعد بقيامه بإزالة الضجيج المعلوماتي، عن طريق "التعلم الذاتي" والتغيير وفقاً لما تحب قراءته من الأخبار. فكما يقول مؤسس النظام، هشام الجمل أنه "بناءً على نمط اطلاعك على الأخبار نستطيع التنبؤ بكفاءةٍ بنوع المحتوى الذي تفضل"، ويضيف "فإذا كنت تهتم بمتابعة مؤلف معين، سنوفر لك محتويات أكثر خاصة بذلك المؤلف، أما إذا كنت ترغب في مزيد من المعلومات ذات الصلة بالدستور فنحن نوفر ذلك أيضاً".
في الوقت الراهن يختار هذا التطبيق من مجمل مجموعة التغذيات الإخبارية الخاصة بـ "أجندة 25" بطريقةٍ مبرمجة أما الإصدار التالي له فسيتيح لك إضافة اختياراتك الشخصية من التغذيات الإخبارية إلى قائمة "الملخص السياسي المصري".
وهناك هدفٌ آخر، كما يقول هشام الجمل، يتمثل في إضافة خاصية التواصل الاجتماعي بأن يمكنك من مشاركة مختاراتك الإخبارية وملخصك أو حتى متابعة الملخصات الإخبارية لكبار الشخصيات السياسية لمعرفة ما يقرؤونه فتبقى بذلك على اطلاعٍ دائمٍ بمجريات
الاحداث. فهل من الممكن أن تكون هناك متابعة أكثر لما يجري؟
يمكننا أن نلمس بسهولة مدى فائدة التطبيق في مصر في ضوء الأحداث الراهنة هناك، إلا أن الإبداع الحقيقي لهذا التطبيق يتمثل في إمكانية تعامله مع مواضيع أخرى مختلفة. إن آلية عمله هي ببساطة عبارة عن برنامج "تعلم ذاتي" للتطبيق مماثل لمحرك بحث متصل بمكتبة الكترونية من بطاقات التعريف يقوم باستقطاب المعلومات من الشبكة وتخزينها على كمبيوتر مخدم على الانترنت. وبطاقات التعريف هذه قد تكون ذات صلة بأي موضوع.
نظراً لمرونة التطبيق يتوقع هشام الجمل تدفق الإيرادات ليس فقط جراء الاشتراك بخدمات متميزة مثل الإشعارات، وإنما أيضا من بيع ترخيص البرنامج لإستخدامه من قبل جهات أخرى، وبخاصة وسائل الإعلام التي قد ترغب في توفير ملخصات ذكية لقرائها عن مواضيع مختلفة سواء في السياسة أو الترفيه أوالرياضة. كما تم تصميم التطبيق لمساعدة الدول عامةً على التعامل مع اختناقات الانترنت وشبكات الاتصالات أوقات الذروة على أمل أن توفير خاصية الاطلاع على الأخبار حتى أثناء عدم اتصال القراء بالانترنت سيساعد على التخفيف من الأزمة الناتجة عن دخول المستخدمين بكثرة إلى الانترنت لقراءة الأخبار خلال ساعات الاستهلاك المعتاد للأخبار، وهي مشكلة ستزداد سوءاً في العقد المقبل.
هذا ولم يتم انشاء هذه الرؤية الطموحة بين عشيةٍ وضحاها، بل قد استغرق تطوير الهيكل البرمجي عاماً كاملاً في شركة "انموبلي" المملوكة للجمل، والتي لديها عضوين في الولايات المتحدة وفريق من 13 فردا يعملون على تطوير البرنامج في مصر. كما تم توفير الدعم لها بمنحة قدمتها كل من ولاية أوهايو (هشام الجمل هو أستاذ في جامعة ولاية أوهايو) والحكومة المصرية، فضلاً عن أموال المؤسسين الخاصة. سجل برنامج "أجندة 25" 39 تحميلاً في أول ساعتين له وبالنظر إلى توقيت إطلاقه نستطيع تأكيد تسارع عدد مرات تحميله مع كل احتجاج ومع كل انتخابات.
سيتم قريباً إطلاق هذا التطبيق على أجهزة البلاك بيري والآي فوي فور الموافقة عليهم من الشركات المعنية لكن يمكن حالياً تحميله على هواتف الآندرويد من صفحة "أجندة 25". يمكنكم أيضا معاينة صفحة الفايسبوك. ونرغب في سماع آرائكم.