كيف تحدّد ما يريده المستخدمون فعلا: الجزء الأوّل
كيف يمكن أن تعرف ما يريده
المستخدمون؟ أو أن تعرف إن كان التطبيق الذي تطوّره فعّالا أم لا؟
يمكنك أن تجري بحثا لمعرفة ذلك، لكن ينبغي عليك اتّباع منهج حاسم في
بحثك بحيث يضمن لك تحديد أفضل الطرق لتقييم مستخدميك.
"من الصعب تصميم منتجات باعتماد
مجموعات التركيز. فكثيرا ما ندرك بأنّ الناس لا تعرف ماذا تريد، حتى
تعرض لهم المنتج نفسه."
ستيف جوبز، بزنس ويك، 25 مايو/أيّار
1998.
هناك الكثير من الآليّات التي يمكن
اعتمادها لدى إجراء البحث، وككل شيء تقريبا، ليس هناك ما يمكن تسميته
منهج "حجم واحد يناسب الجميع"، فهذا غير قابل للتطبيق، وبخاصّة عندما
يتعلّق الأمر بتحديد ما يريده المستخدمون.
إذا، ما هي هذه الآليّات؟ ومتى يمكن
أن تستخدمها؟ (تنويه: هذا المثال مجرّد نقطة البداية).
تنويه: ما يلي مجرّد عيّنة صغيرة فقط
لإعطائك فكرة عامّة. لا ينبغي استخدامها كمرجع بل، كنقطة
ابتداء.
1.
مقابلات مع المستخدمين:
ماذا: مقابلات
مباشرة وجها لوجه مع مجموعة مختارة من المستخدمين.
متى: عندما يكون
المشروع محكوما بالميزانيّة، دون امتلاك الإمكانيّات اللوجستيّة
الكافية لإعداد المزيد من البحوث التفصيليّة. يمكن إجراؤها عند الشروع
في تنفيذ المشروع.
كيف: تحتاج إلى
إعداد قائمة من الأسئلة التي من شأنها تسليط الضوء على الأمور
التالية:
- خبرة المستخدم
فيما يتعلّق بالعلامة التجاريّة و/أو العلامات التجاريّة
المنافسة.
- الأهداف /
الاحتياجات / وما يرغب المستخدم في الحصول عليه عند استخدام
موقعك.
- ماذا يفعل
المستخدم بعد زيارة موقعك أو استخدامه؟
هل يطلب المستخدم المساعدة من
الزملاء / الأصدقاء عند القيام بمهمّة معيّنة؟
النصائح:
1- تجنّب الأسئلة
المتحيّزة بأي شكل من الأشكال:
الأسلوب الفاشل: هل أحببت استخدام
محرّك البحث؟
الأسلوب الناجح: ما رأيك في محرّك
البحث؟
الأسلوب الفاشل: هل تحبّ هذه
الميزة؟
الأسلوب الناجح: كيف يمكنك استخدام
هذه الميزة
2- لا تقدّم
إجابات مثل: ممتاز / عظيم / جيّد. دائما استخدم العبارات الحياديّة.
"حسنا" يمكن أن تكون إجابة جيّدة، إذا كنت لا تريد للمستخدم أن يقدّم
المزيد من التفاصيل.
3- دائما حاول
قراءة لغة الجسد والتواصل غير اللفظي: ستلتقي بمستخدمين تتباين
إجاباتهم مع تعبيرات أجسامهم.
4- دائما حاول أن
تحصل من المستخدمين على نموذج موقّع، يؤكّدون فيه السماح لك باستخدام
إجاباتهم.
البحث
السياقي:
ماذا: رصد وملاحظة
سلوك المستخدم خلال القيام بمهمّة معيّنة في بيئته الخاصّة. فهذا
يقدّم الكثير من المعلومات المفيدة.
متى: عندما تكون
المعلومات حول المستخدمين نادرة، أو أنّ المهمّات التي ينبغي القيام
بها معقّدة، وعندما يكون لديك بيئة مستهدفة (البنوك، الجامعات،
المدارس).
كيف: نوعين من
الملاحظة: إيجابيّة وسلبيّة.
عبر الملاحظة الإيجابيّة، يلعب
المستخدم فعليّا دور المعلّم، ويبيّن لك كيف تقوم ببعض المهمّات من
خلال شرح العمليّة والأهداف لكل مهمّة. وهذا يعطيك رؤية جيّدة حول سبب
اعتماد المستخدم طرقاّ معيّنة لإنجاز بعض المهام.
أمّا عبر الملاحظة السلبيّة، فأنت
تطلب من المستخدم أن يحاول إنجاز المهام كما لو كنت غير موجود قربه.
فأنت تريد مراقبة سلوك المستخدم بشكله الطبيعي قدر الإمكان. وتحديدا,
أنت تتظاهر بأنّك غير موجود. وتكون فرصة بالنسبة لك، إن احتاج
المستخدم أن يطلب مساعدة أحد الأصدقاء أو مستخدم آخر للموقع، وبذلك
ستلاحظ سلوكه بشكل طبيعي.
استطلاع
الرأي
ماذا: أسئلة تحتمل
إجابات محدودة، تتم الإجابة عليها عبر الإنترنت أو دون استخدام شبكة
الإنترنت، يساعدك في فهم أنماط معيّنة.
متى: كلّما كنت
بحاجة إلى نتائج كميّة (مثلا، 74% من طلبة الكليّة الذين يستخدمون
تويتر).
كيف: ينبغي عليك أن
تضع سلسلة من الأسئلة التي لا تحتاج إلى تخمينات. أكثر أنماط الأسئلة
التي تجعل من السهل تحليل النتائج هي أسئلة نعم/لا، والأسئلة
الاختيارية. إن كنت تخطّط لإجراء بعض الاختبارات حول سهولة وقابليّة
الاستخدام، يمكن أن تساعدك استطلاعات الرأي على تشكيل فكرة حول ذلك
وتحديد كيف يمكنك التقدّم وتطوير ذلك المجال. ومن أجل تقييم سهولة
الاستخدام، ستحتاج إلى طرح أسئلة تحدّد موقف المستخدمين (أوافق
بشدّة/لا أوافق).
وكما تلاحظ، يمكن استخدام استطلاعات
الرأي كخطوة أوّليّة لمناهج بحث أخرى، مثل المساعدة في تحديد مجموعات
المستخدمين، طرح أسئلة أخرى بناء على النتائج، تحديد المهام،
وغيرها.
في مشاركتي القادمة، سوف أغطّي
الآليّات الثلاثة المتبقّية: فرز البطاقات، مجموعات التركيز،
واختبارات سهولة وقابليّة الاستخدام. دائما تذكّروا أنّ ما أقدّمه
مجرّد مقدّمة بسيطة، ولا تنسَوا أبدا بأنّ صديقكم المفضّل هو محرّكات
البحث والكتب.