٣ أدوار يلعبها مصمّم خبرة المستخدم
في مشاركتي الأخيرة، قمت
بعرض لمحة حول بعض أنماط المواقع التي يمكن أخذها بعين الاعتبار عند
تصميم الموقع الإلكتروني، بهدف تنبيه المصمّمين إلى الأدوار المطلوب
منهم القيام بها عند الإشراف على مشروع تصميم خبرة المستخدم. بغض
النظر عن نوع الموقع الذي تقوم بتصميمه، ينبغي عليك كمصمّم خبرة
المستخدم أن تتكيّف وتلعب الأدوار المختلفة المنوطة بك بحسب متطلّبات
المشروع.
فيما يلي وصف للأدوار الرئيسيّة الثلاث التي ستجد نفسك تلعبها خلال
عملك كمصمّم خبرة المستخدم: ١- باحث في معلومات المستخدم، ٢- مصمّم
معلومات الموقع، و٣- مصمّم واجهات التفاعل.
١- باحث في معلومات المستخدم
كباحث، من الضروري أن تعمل على فهم طبيعة مستخدمي المواقع، إجراء
المقابلات مع المستخدمين، والاستطلاعات، والاختبارات الموضوعيّة
(والتي تقوم من خلالها بعرض واجهتين مختلفتين لمستخدمين مختلفين)،
بهدف تزويد أصحاب المشروع برؤية حول ما يبحث عنه المستخدم.
بالنسبة لي شخصيّا، فهذا الدور المفضّل الذي أحب أن ألعبه، حيث من
خلال هذا الدور يكتسب المصمّم رؤية تفصيليّة حول طبيعة ما يفعله
المستخدمون وما لا يفعلونه، بالإضافة إلى أنّ هذا الدور يمنح المصمّم
فرصة كبيرة لاختبار عناصر جديدة على الموقع.
أودّ أن أشير هنا إلى أنّه كلّما أذكر كلمة "رؤية"، يمنحني أصحاب
المشروع فورا إمكانيّة الوصول إلى أدوات التحليل الخاصّة بهم. ينبغي
عليك أن تعرف بأنّ هذه ليست هي الرؤية التي تبحث عنها. التحليلات يمكن
أن تساعد، لكن المطلوب أعمق من مجرّد معرفة عدد المستخدمين الذين
يدخلون إلى الموقع، ومن أي بلد هم. البحث الجيّد يتطلّب نقاشات
واختبارات.
وبشكل عام، لا تدرك كل الشركات أهمّية عنصر البحث في تصميم خبرة
المستخدم، والتي ربّما تنظر لها كخطوة إضافيّة لا ضرورة لها، أو حتّى
أنّها لا أكثر من عقبة أمام تطوّر المشروع، وبخاصّة أنّ تنفيذها
يستغرق وقتا لا بأس به. الأمر متروك لك كمصمّم خبرة المستخدم في أن
تعتمدها وتشجّع عليها.
بالنظر إلى أنماط المواقع التي فصّلتها في مشاركتي السابقة، فعمليّة
البحث في معلومات المستخدم تلعب دورا هامّا في بناء العلامة التجاريّة
للموقع الإلكتروني لأنّه يثبت مدى فعاليّة التصميم المرئي في عمليّة
الاتصال ما بين هويّة الموقع ورسالة العلامة التجاريّة للشركة.
٢- مصمّم معلومات الموقع
خريطة الموقع؟ كنت أفضّل أن أدعوها بنية الموقع. من الضروري تسهيل
عمليّات التصفّح وتصنيف مواد الموقع من أجل إنشاء بنية يفهمها
المستخدمون. على سبيل المثال، إذا كان لديك معلومات حول الموز، فيمكنك
تصنيفها تحت قسم الفواكه وليس السيّارات. قد يكون هذا مثالا واضحا
جدّا، ولكن في مشاركاتي القادمة، سأتعمّق أكثر في التفاصيل حول كيفيّة
إنشاء بنية الموقع. لن تكون مسؤولا فقط عن تسهيل عمليّة التصفّح
وتصنيف المواد، لكنك ستكون مسؤولا أيضا عن اختيار المصطلحات المناسبة
لوصف هذه الفئات والإجراءات الخاصّة بمواد الموقع.
ستكون لديك مهمّة شاقّة لتصنيف المعلومات وتعريفها، فإن كنت تمتلك بعض
المعرفة في مجال "علم المكتبات" سيكون هذا مفيدا جدا. أخيرا وليس
آخرا، لا ينبغي عليك الخلط بين هذا الدور ودور "واضع استراتيجيّة
المحتوى"، فرغم تداخل طبيعة الدورين، يمكن أن ينجحا في النهاية بالعمل
معا على تحسين طريقة تقديم المحتوى.
من ضمن أنماط المواقع التي وصفتها في مشاركتي السابقة، يمكن لهذا
الدور أن يساعد أكثر في عمليّة إنشاء المواقع القائمة على تجميع
المحتوى، الذي يتطلّب بنية صلبة، ومتوازنة، لكن مرنة. ويساعد أيضا في
عمليّة إنشاء المواقع التي توجّه المستخدم إلى القيام بمهام معيّنة،
والتي تستلزم تصنيف الإجراءات وتسمية الوظائف.
٣- مصمّم واجهات التفاعل
كمصمّم واجهات التفاعل، ينبغي عليك تحديد سلاسة مهام التطبيق، وبكلمات
أخرى، العمليّة التي ينبغي على المستخدم القيام بها من أجل إنجاز
مهمّة معيّنة أو إجراء ما. ستركّز على كيفيّة تأثير سلوك المستخدم على
هذه العمليّة، وكيف تجعلها عالميّة قدر الإمكان بحيث تكون بديهيّة
للعديد من المستخدمين.
قبل البد ء بأي تصميم واجهات تفاعل، تحتاج إلى جمع أكبر قدر ممكن من
التفاصيل من أصحاب المشروع، وبخاصّة مدير الإنتاج إن كان متوفّرا، حول
مواصفات ووظائف التطبيق على الموقع. وهذا أمر بالغ الأهميّة.
ستضطر إلى لعب هذا الدور عند إنشاء المواقع التي توجّه المستخدم إلى
القيام بمهام معيّنة، وبخاصّة أنّ كلّها تتعلّق بالمهام! فتصبح أزرار
المهام والإطار الشبكي للموقع هي أفضل أصدقائك.
وتحتاج أن تلعب هذا الدور أيضا عند إنشاء مواقع تجميع المحتوى، حيث
سيتّجه جلّ عملك نحو إنشاء نظام إدارة محتوى جيّد التنظيم، وبناء
محرّك بحث جيّد.
هذه ليست الأدوار الوحيدة التي يمكن أن تحتاج أن تلعبها خلال إنجازك
للمشروع. فلربّما ينتهي بك المطاف في أن تقوم بأجزاء من عدّة مهام في
مجالات تطوير الموقع، وضع استراتيجيّة المحتوى، وحتّى في حقوق النشر.
فكونك مصمّم خبرة المستخدم دائما تحتاج إلى أن تتبع منهجا متعدّد
التخصّصات.
ومع ذلك، من الضروري التركيز. إذا كنت قد سمعت بالمثل القائل، "جاك
يعرف جميع الحرف، ولا يتقن أيّا منها،" ففي حالتك، ينبغي أن تكون،
"جاك يعرف جميع الحرف، ويتقن واحدة منها." انتقِ مجالا واحدا وضع
تركيزك فيه، مع تحصيل المعرفة في المجالات الأخرى.
في مشاركتي القادمة، سأتناول كيفيّة التعامل مع المشروع من خلال وضع
الأهداف ودراستها بعناية, مرة ومرتان وثلاث.