مسابقة "اكسيكيوشن" (The Execution) للـ ستارتبس: مفهوم الإنجاز أكبر من مجرّد امتلاك الفكرة
يقولون بأن تقييم الإنجاز خلال
المسابقة لا يبنى على امتلاك الفكرة فقط، وإنّما على مدى قابليّة هذه
الفكرة للتنفيذ. قرّرت مؤسّسة سيكونس الحاضنة الأكثر نشاطا في لبنان
أن تثبت هذه الفكرة خلال أسبوع الريادة العالمي الذي تمّ تنظيمه في
لبنان، وذلك باستضافة مسابقة جديدة بالشراكة مع مؤسّسة سيدروس فينشرز
(Cedrus Ventures)، تحت عنوان "إكسيكيوشن".
هذه المسابقة تعتبر المشروع الأكثر طموحا لـ سيكونس حتّى الآن، والتي
تمّ تنظيمها على غرار فعاليّات أسبوع الـ ستارتب. تَقَدَّمَ روّاد
الأعمال الطموحين بأفكارهم لمؤسّسة سيكونس في مقرّها التفاعلي الجديد
في منطقة الحمراء على مدار أسبوعين، تمّ خلالها تشكيل المجموعات التي
خضعت للتدريب والاختيار. وبعدها تمّ منح المجموعات 24 ساعة لإنجاز
أفكارها في نماذج مشاريع لتقديمها في النهاية للتحكيم. المعنى المزدوج
لمسابقة إكسيكيوشن أثبت نجاعته. تمّ اختيار 42 رائد أعمال من أصل 60،
لتشكيل 11 مجموعة، وتمّ انسحاب إحدى المجموعات لاحقا بسبب الضغط. خلال
الفعاليّات التي تمّ تنظيمها في الليلة الماضية، تبين بوضوح أن فوز
إحدى المجموعات، يمنح العديد من الـ ستارتبس الأخرى خبرة قيّمة.
النتائج الأوّليّة
الضغط والتوتّر كانا واضحين في أصوات أفراد المجموعات خلال تقديمهم
نماذج أعمالهم خلال الأسبوع الماضي للجنة التحكيم، والتي يقودها وزير
الاتصالات نيكولا صحناوي. تمّ منح المجموعات خمس دقائق فقط لتقديم شرح
مبسّط حول مفهوم أعمالها والنموذج العام لجني الإيرادات. ومن ثمّ كان
عليهم عرض نموذج العمل الأوّلي أو الهيكل العام لموقعهم الإلكتروني.
يقوم تقييم اللجنة لهذه المجموعات على أربعة معايير: تشكيلة فريق
العمل، أسلوب العرض، كفاءة المنتج، وقدرة المشروع على البقاء
والاستمرار. لم يتوانَ أعضاء لجنة التحكيم عن طرح الأسئلة الصعبة فيما
يتعلّق بسلسلة الإمدادات الخاصّة ببعض المنتجات، وما هو الجديد الذي
تعتبر بعض الـ ستارتبس المشاركة أنّها قد جاءت به ويميّزها عن غيرها
من الشركات المتواجدة مسبقاً في السوق.
يقول علي شحادة، أحد المشاركين، بعض المجموعات كانت تشعر بالرهبة في
البداية عند مثولها أمام لجنة التحكيم، لكن سرعان ما تشعر بالارتياح
وتطلب سماع رأي اللجنة وجها لوجه.
المجموعات في مسابقة إكسيكيوشن ينهمكون في العمل الشاق
عموما، أثبت الضغط الذي رزحت تحته المجموعات خلال المسابقة لروّاد
الأعمال مدى قدراتهم وإمكانيّاتهم. يقول شحادة، الذي عمل على ابتكار
منتج يدعى "موائم الأحلام" (The Dream Matcher)، "إنّه أمرٌ رائع أن
ترى كميّة العمل الذي يمكن أن تقوم به في وقت قصير جدّا خلال مسابقة
إكسيكيوشن."
ويضيف شحادة، "كان مستوى المسابقة جيّدا، وبالفعل قدّمت بعض المجموعات
منتجات يعتبرون أنّ من شأنها أن تخلق ثورة في عالم ريادة الأعمال،
وأنا أحبّ ذلك."
في حين كان من المفروض أن تضمّ المجموعات مطوّرا، ومصمّما، ورجل
أعمال، فقد تعلّم أعضاء المجموعات العمل في مختلف التخصّصات أيضا.
يقول محيي الدين سعادة من ماريو بروز "دابرلي" (Mario Bros “Dabrly”)،
"لقد تعلّمت الكثير حول مفهوم الأعمال، وإنشاء العلامة التجاريّة
ومهارات التسويق. لقد كان هذا شيئا رائعا حيث أنّي أمتلك خلفيّة في
مجال البرمجة فقط." ويضيف، "اتّباع منهج" موجز المنتج القابل للحياة
(MVP)" أيضا ساعد في تحسين عملي بشكل كبير."
اليسار: شاشة "ريد دروبس لبنان" (Red Drops Lebanon)
اليمين: مجموعة "كولابوراتوش" (Collaboratouch) تقدم عرضا لمشروعها
"تاكتوس" (Taktus)
يقول أحد الأعضاء المؤسّسين في سيكونس, فادي البزري, أنّ كافّة
المجموعات خلقت كميّة لا تصدّق من الطاقة والدافع لهذا الحدث. ويقول،
"اجتمعت هذه الفرق لتعيش معا وتعرض أفكار مشاريعها لمدّة أسبوعين. لقد
عملوا بجد ودون كلل، ولم يحصلوا على كميّة كافية من النوم وبخاصّة
خلال اليومين الأخيرين من المسابقة حيث كان الإرهاق على أشده، من أجل
عرض عملهم وإحراز أفضل النتائج الممكنة." ويضيف، "ربّما مجموعة واحدة
فازت في المسابقة، لكن من وجهة نظري، فجميع الفرق تستحق الاستثمار في
مشاريعها."
المشروع الفائز
تمّ إعلان فوز مشروع محدِّد مواقع
المطاعم "كُل عَ ذوقك" لمجموعة جلوبال تيم (Global Team)، خلال حفل
أسبوع الريادة العالمي الذي استضافته سيكونس الليلة الماضية. حصلت
مجموعة جلوبال تيم على جائزة قيّمة بأكثر من ٢٠ألف دولار، تشمل ٥ آلاف
دولار في استثمار مذكّرة تحويل من سيدروس فينشرز، بالإضافة إلى الحصول
على خدمات إرشاد لمدّة ثلاثة أشهر من مؤسّسة سيكونس، وجوائز أخرى مثل
تسويق المنتج، وكلّها ستساعد على تشغيل المشروع في أقرب وقت ممكن.
أتمنّى لهم جميعا التوفيق في إنشاء ستارتبس مربح!
نموذج ناجح لمؤسّسة حاضنة
لقد عمل الفريق المؤسّس لـ سيكونس، سامر كرم، وفادي البزري، ومارون
نجم على دعم الـ ستارتبس منذ شهر يونيو/حزيرن ٢٠١٠، إلاّ أنّ هذه
الفعاليّة أكّدت على الإمكانيّات واسعة النطاق للمؤسّسة الحاضنة. من
خلال مسابقة إكسيكيوشن، نجحت سيكونس في تنظيم مسابقة من شأنها دفع
روّاد الأعمال الطموحين إلى تقديم أفضل ما لديهم واستغلال أقصى حد من
قدراتهم الإبداعيّة في سبيل بناء الموجة التالية من الـ ستارتبس في
المجال التكنولوجي في لبنان.
لخّص المشارك علي شحادة أهداف الفعاليّة بقوله، "كان ينبغي علينا
مواجهة الأمر، فإنشاء ستارتب في مجال التكنولوجيا في لبنان هو عمليّة
تحدّي كبرى. نحن بحاجة إلى مبادرات أخرى مثل مسابقة إكسيكيوشن لتشجيع
الشباب على تركيز جهودهم وعملهم من أجل إنشاء مشاريع متميزة في مجال
التكنولوجيا. عندما نعمل معا، يسهل علينا التغلّب على التحديّات."
لنأمل بمواصلة هذا التقليد. لبنان تمتلك الشباب الموهوبين والمبدعين،
لكنّها بحاجة فقط إلى بعض التحفيز والفعاليّات التي تتيح لروّاد
الأعمال الشباب فرصة إبراز مهاراتهم. وعند سؤال أعضاء المجموعات إن
كان من الممكن أن يخوضوا هذه التجربة مرّة أخرى إن أتيحت لهم الفرصة
ثانية، أتت الإجابة بالإجماع: أجل.
للحصول على
قائمة الفرق التي شاركت، انظر أدناه أو
عرض نسخ أكبر هنا وهنا.