هدف حدث TEDxBeirut إلى الخروج من "التقيّد إلى الإلهام"، خصوصاً لتشجيع مشاريع المبادرة الإجتماعية في لبنان، و ذلك تبعاً لتعليمات TED  االتي تهدف نشر الأفكار المحفزة على العمل.

يورغي تيروز، أحد المتكلمين في الحدث، قدم فكرة تحويل المحن إلى أمور إجابية و قوية. تكلم يورغي عاطفيا عن شعوره بالتسبب بحادث سيارة قاتل، و أثار بقائه في سجن رومية و كيف ألهمته تجربته بعد خروجه من السجن للقيام "بعمل جيد كل يوم". في اليوم الخامس من حريته الجديدة، أدرك أن بإمكانه إحداث فرق بمساعدة جد ضحيته الذي كان في المستشفى و بحاجة إلى نقل دم. بعد تبرعه بالدم، لاحظ يورغي عدم وجود نظام أو تسهيلات في لبنان للتبرع بالدم، فقام بإعداد جمعية Donner Sang Compterللقيام بالتوعية لضرورة  التبرع بالدم. و منذ إنشاء الجمعية من ثلاث سنوات، أنقذت تبرعات الدم حياة12 000مريض.

أما هلا فاضل فلم تكن بحاجة إلى حدث مثير جداً لإلهامها، فكان مصدر إلهامها سؤال بسيط طرحه عليها زوجها: هل أنت سعيدة؟ سبب هذا السؤال مشكلة وجودية لهلا - موظفة بنك في السابعة و العشرين. و بسبب هذا السؤال قررت  ترك وظيفتها لتحصيل شهادة ماجيستير من معهد مساشوستس للتكنولوجيا (MIT). آخذة الوحي من جنون الإنترنيت في تسعينات القرن الماضي، و باستخدام معرفتها الداخلية للتكاليف المفرطة التي يعاني منها القطاع المصرفيّ، قامت هلا بإنشاءBooleo، فاعترفت لها مسابقة "خطة العمل" في MIT  بإمكانيات الفكرة، و أتاحت لها فرصة النجاح. في المقابل، قررت هلا أن تعرف غيرها من الطموحين من العالم العربي على عامل التشويق في المبادرة، فإنتمت إلى منتدى المشاريع في معهد مساشوستس للتكنولوجيا (MITEF)، لتصبح رئيس  MITEF في العالم العربي. و أما النسخة العربية من مسابقة "خطة العمل"، فقد حصلت على الألوف من الطلبات من ١٧ بلداً مختلفاً. و من بعد رجة "الربيع العربي"، تحدّت هلا الجمهور بطلبها: تبديل السياسين بالمبادرين على الأعمال كقدوة عمل. (لمعرفة المزيد عن كيفية متابعة اقتراحات هلا، اقرأ مقابلتها على موقع wamda.comبالنقر هنا)‪.‬

قد كان هذا هو الجو الطاغي: إيجاد طرق جديدة لمعالجة القضايا الاجتماعية في لبنان. و هكذا قامت كاتيا صالح بالتكلم بشغف عن "شنكبوت":  أول مسلسل درامي عربي على الإنترنيت معالجاً قضايا الزواج من طوائف مختلفة و المثلية الجنسية. و أما جوانا شقير، فقد قامت بترويج فكرة " استوديو الخيال": مساحة لتبادل الأفكار بين مجموعات مختلفة من أجل حل قضايا التفاعل الطائفي. أما المتكلم الأخير، زياد أبي شاكر وهو المدير التنفيذي لشركة سيدار البيئية، وصل الموضوعين بحديثه المليء بالخيال عن علاقة الحب التي تربطه بالنفايات، و كيفية التخلص منها بطريقة بيئية و مربحة في آن واحد.

كان حدث TEDxBeirut يهدف أيضاً لأن يكون أول حدث من نوع TED يحفز الناس على تطبيق أفكارهم. و لقد قام TEDxIdeaLab  بأخذ الأفكار التي نشرها المشاركون عبر Twitter و ونظم جلسات مرتجلة لدراسة كيفية تنفيذ هذه الأفكار. من كل الأفكار المطروحة، تم اختيار فكرتين: الأولى لخلق حدائق منبثقة حضرية حول بيروت، و الثانية لخلق مبادرة تطويع متبرعين بالدم. هاتين الفكرتين، في الوقت الراهن، بانتظار معرفة من سيربح "فترة حضانة" لمدة شهرين في بيريتيك. مع كل هذا الدعم، نأمل أن يحول المبدعون أفكارهم من ورق إلى واقع، ليُثبتوا أنه لا توجد قضية اجتماعية كبيرة لا يمكن مواجهتها في لبنان.