لا يهم أننا جميعاً هنا في بيريتيك محرومون من النوم وعلى وشك الإنهيار إلا أننا نملك في جعبتنا مجموعة من التصريحات .
قد يبدو أن لا شيء يجمع بين سرد حكاية مراهق مشرد في الخامسة عشر من عمره في بيروت على الإنترنت وبين إستعادة ذكرياتقصة حبنا الأول كل عاشوراء. إلا أن الأمرين يتلاقيان بطريقة ما ليفوزا بجائزة إيمي ولتصل إلى مسامعنا هذه الأخبار في إطار فعاليات تيدكس TEDx.

وفي معرض الحديث عن الأشياء التي تلتقي وتلك التي يمكن أن تلتقي فقط في العالم العربي، لا يمكننا أن نتناسى مسألة الرسالة النصية. من كل ليظن أن رسالة نصية واحدة، "عبر اتصال بسرعة 100 ميجابايت بالثانية، شكرا ً علي جابرً"، يمكن أن تؤدي إلى إنشاء أقوى مدرسة إعلامية في العالم العربي؟ تجدر الإشارة في هذه المناسبة أنه قد تم إرسال الرسالة إلى واحد من بين آلاف الأمراء العرب. شكراً دبي!

ثم يأتي الشخص الذي ترتشف بيرته كل يوم، من 961 Beer، ليخبرك أن فكرة تصنيع بيرتك المفضلة تبلورت خلال الحرب. ولا يهم عن أي حرب يتكلم لأننا فقدنا القدرة على إحصائها. ولكن في كل الأحوال من المفيد أن نعرف أن الرجل قام بصنع البيرة قبل أن يصنع الخبز.

نعم، هذا غير منطقي.

لننتقل الآن إلى التفكير بالعود ومن ثم بآلة موسيقية متطورة يتم التحكم بها إلكترونياً (أو حتى آلة ضبط نغمات إن كان هذا يروق لك) على شكل عود. يقوم بسام جلغا في خضم هذه النغمات المُحوَّرة بالتطرق إلى حقيقة أن كل شخص بيننا يملك فكرة لامعة وعن الجهود الإضافية التي يجب تخصيصها لتطوير ودعم هذه الأفكار.



وبالتحدث عن الأفكار النيّرة، كان لمنظمّي تيدكس فكرة مبدعة تمثلت في تخصيص مكان خاص بالأفكار أطلقوا عليه إسم “Idea Wall” في المساحة المخصصة للنشاطات الإجتماعية  “Social Space” (في مكان مختلف غير القاعة الرئيسية). قام أحد الحاضرين بكتابة كلمة “Yeraz” التي تعني "حلم" باللغة العربية. واللافت أن هذه الكلمة وضعت كإجابة على السؤال النيّر الذي يتعلق بالسبب الذي يمنعنا من التقدم إلى الأمام. وفيما نحن نسارع في العودة إلى القاعة الرئيسية بعد ذلك، نشاهد فتاة تحمل دفتر ملاحظات من ماركة "موليسكين Moleskine " يصل سعره إلى 20 دولار كتب عليه عبارة :"أحتاج إلى وظيفة، تكلم معي".

نعم هذا كله غير منطقي. من "الجدل المرتجل" بين الرقص والموسيقى (ليس موسيقى الرقص) على المسرح وصولاً إلى "أخطاء القواعد اللغوية" كجواب على سؤال عن "مصادر الوحي"، كل شيء في تيدكس بيروت غير منطقي. إنها الفوضى غير المنظمة، التأخر والبدء مع تأخير، هذا هو ما يجعل من بيروت، بيروت. وبيروت تهز عالمك.

لتجعل عالمك يهتز انقر هنا.

حُرِّر في مختبرات ثينك ميديا ThinkMedia Labs لصالح موقع Wamda.com