شبكة التواصل الاجتماعي عالم جديد دوت كوم (Alamjadid.com) المغربية، منصّة للتواصل الاجتماعي من أجل عالم جديد
مع انتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي على إثر اندلاع احتجاجات الربيع العربي، لم يأت ظهور أول شبكة تواصل اجتماعي مغربيّة بمحض الصدفة. أنشأ رائد الأعمال محمد اليعقوبي شبكة عالم جديد (Alamjadid) التي تعتمد اللغتين الفرنسيّة والعربيّة، في الدار البيضاء في العام 2010، لتتوسّع وتشمل الجزائر وتونس في يونيو/حزيران. يبدو أنّ هذا هو الوقت الأنسب لإنشاء شبكة تواصل اجتماعي محليّة في المنطقة بحيث يشكّل الشباب حوالي 40% من إجمالي عدد السكّان، مع نسبة أقل بكثير ممن يتواصلون من خلال الفيسبوك (22%، 10%، و5% في كل من تونس والمغرب والجزائر على التوالي). لا يزال موقع التواصل (غوغل بلاس - Google+) في الطور التجريبي ولم يُعرف أثره بعد، إلا أنّ موقع عالم جديد، ولكي لا يضيع الوقت سدى، بدأ بغزو منطقة المغرب العربي بواجهته البسيطة والقنوات متعدّدة المحتويات.
التقينا مؤسّس الموقع والرئيس التنفيذي محمّد اليعقوبي وطرحنا عليه أسئلة ومضة العشر:
١- كيف أتى قرارك بإنشاء موقع عالم جديد؟
لطالما حلمت بإنشاء عملٍ يخصّني شخصيّا. وقد شكّلت جامعة وارويك في انجلترا، حيث أكملت تحصيلي الأكاديمي، بيئة ملائمة لدعم تمكين ريادة الأعمال. وبعد أن شهدت أصدقائي يبدأون بإنشاء شركاتهم الخاصّة بهم، بدأت في البحث عن الفرص المناسبة للسوق والأعمال، وقرّرت إنشاء موقع عالم جديد من أجل تزويد الناس بقدر أكبر من المعلومات ذات الصلة على المستوى المحليّ.
٢- أين ترى نجاح مشروعك؟ في السوق المحليّة، أم الإقليمية، أم العالميّة؟
بدأنا في السوق المغربيّة، لكنّنا قرّرنا التوسّع في أسواق أخرى بعد أن لاحظنا انضمام مستخدمين آخرين من خارج المغرب. ولا نزال نستهدف مناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع الأمل بأن نتوسّع أكثر في السوق الإقليميّة، بادئين بالدول المجاورة.
٣- ما هي طموحاتك؟ وما هي خططك للنمو والتوسّع؟
لقد استكملنا هذا العام جولة لجمع الأموال من مستثمرين من القطاع الخاص في أوروبّا، وهو ما مكّننا من التوسّع داخل الجزائر وتونس خلال شهر يونيو/حزيران. عملنا من خلال فريق مكون من 10 أفراد، ونسعى الآن إلى تشكيل فريق من المدراء والمطوّرين لنتمكّن من زيادة التوسّع. كما نخطّط إلى الحصول على دعم أكبر مع نهاية هذا العام.
٤- ما هي أهم القرارات التي قمتَ باتخاذها في الشركة، أو ما هي نقطة التحوّل الرئيسيّة في النهج الذي تتبعه؟
ربّما كان أهم قرار هو إنشاء الشركة. وحالما أطلقنا الموقع، أثبتنا أنّ المشروع يلاقي متابعة في سوق الانترنت في العالم العربي. هناك خطوة أخرى مهمّة، وهي أنّني تعلّمت أن لا أشدّد قبضتي على المشروع بصفتي المؤسّس، وذلك من أجل استقطاب المستثمرين للانضمام للمشروع. لم يكن من السهل التخلّي عن الاستقلالية، إلا أنّه بات من الضروري أن نتعلّم كيف نعمل على تقدير الخبرات المهنيّة للمستثمرين.
٥- ما هي أكبر الصعوبات التي واجهتك خلال عملك (أو ما زلت تواجه)، أو ما هي أكبر الأخطاء التي وقعت بها كرائد أعمال؟
لقد أنشأت هذه الشركة وأنا في التاسعة عشرة من عمري، وكان ذلك تحدّيا كبيرا، على الأغلب بسبب صعوبة إقناع زملاء العمل في المغرب بقدرتي على إدارتهم، بينما أنا أقيم في الخارج من أجل الدراسة. لكنّي حافظت على تركيزي، وحاولت أن أثبت نفسي، وقدّمت لفريق العمل رؤية مشتركة، وهي التّي، على ما أعتقد، أعطتهم الحافز للعمل. التحدّي الآخر الذي واجهته في الشركة هو عدم امتلاكي للخبرة التقنيّة الكافية في مجال علوم الحاسوب، حيث أنّ خلفيّتي المعرفيّة هي أساسا في مجال إدارة الأعمال.
٦- ما هو دورك في الشركة؟ وكيف تدير علاقتك مع شراكاتك إن كان لديك شركاء؟
بصفتي المؤسّس والرئيس التنفيذي، كنت في البداية أقوم بكل شيء في الشركة، بدءا بالإجراءات القانونيّة، ومروراً بالتسويق والعلاقات العامّة, وصولاً إلى التواصل مع وسائل الإعلام، بالإضافة إلى التطوير التكنولوجي بالرغم من عدم إلمامي بعلوم البرمجة أو التصميم! إلا أنني أجد المتعة في التحدّي. لدينا الآن فريق يتكوّن من 10 أفراد وعدّة مستثمرين، كل منهم يساهم بما لديه من خبرات.
٧- هل كونك تمتلك الشركة يعطيك شعورا أكبر بالأمن من الناحية الماليّة أم لا؟
المال بحدّ ذاته ليس هو الهدف الأساسي بالنسبة لي، حيث أنّي أتطلّع أكثر إلى تحقيق الأهداف التي وضعتها لنفسي. كشركة ناشئة، لا نزال في بداية مرحلة الاستثمار والتي يدعوها الأكاديميّون "وادي الموت". فنحن ببساطة نحاول التأكّد من وضع الأمور في نصابها الصحيح، ونأمل أن يؤتي هذا العمل الجاد ثماره في مرحلة ما، سواء باكتساب الخبرات أو بالعائد المادّي.
٨- ما دور التكنولوجيا في تمكين أعمالك؟ وما هي أداة التكنولوجيا التي لا غنى عنها في عملك؟
نحن نعتمد في عملنا هذا على الإنترنت بنسبة 100%، ودونها لا يمكننا مواصلة العمل. وأعتقد أنه أصبح من الضروري توفّر أداة تشكّل مصدر معلومات يومي أو حتّى على مدار الساعة في أعمالنا، مثل تويتر. وكذلك، فالتطبيقات الجديدة التي أطلقناها مؤخّرا مع النسخة الأخيرة من موقعنا، سوف تزيد من مقدرة المستخدمين على الاتصال وتبادل المعلومات مع الآخرين.
٩- ما رأي عائلتك في العمل الذي تقوم به شركتك؟ وهل تنصح الآخرين بأن يصبحوا روّاد أعمال؟
لقد تلقّيت الدعم من عائلتي بشكل عام في هذه المغامرة، مما ساعدني على اجتياز الأوقات العصيبة والتنسيق ما بين الدراسة وعملي في الشركة. بالإضافة إلى اعتماد أفراد عائلتي كمستثمرين فاعلين في موقع عالم جديد، فوجود أشخاص حولك يؤمنون بما تفعله يقدّم لك الحافز لمواصلة العمل، وأنا حقّا ممتنّ لعائلتي لدورها في خلق "بيئة من ريادة الأعمال" حولي بهدف مساعدتي على النجاح.
١٠- هل أثّرت الثورات التي شهدتها المنطقة مؤخّرا على النهج الذي تتبعه؟
أعتقد أنّ الثورات الأخيرة في العالم العربي زادت من أهميّة دور الشعب، وأكّدت على حاجة الشعوب إلى توفّر وسائل أكبر للتواصل مع الآخرين. المحتوى ذو الصلة بالبيئة المحلّية هو الأساس الذي تقوم عليه مواقع التواصل الاجتماعي. ونحن نواصل العمل على تصميم أدوات دقيقة جدّا يستخدمها الناس ويعتمدون عليها على نطاق واسع، من أجل تلبية الحاجات الإنسانيّة، والحاجة الملحّة للتواصل الاجتماعي، وبخاصّة التواصل بين من يشتركون في نفس الثقافة ونفس اللغة.