" VentureX" تطلق "حصاد" لمواجهة التحديات الزراعية والأمن الغذائي بالأردن باستخدام التكنولوجيا الحديثة
رواد الأعمال يطالبون بتشجيع الاستثمار في تقنيات التكنولوجيا الزراعية لمواجهة الأزمات الغذائية بالمنطقة
تعتبر التحديات المتزايدة التي تواجه قطاع الزراعة والموارد الغذائية من أبرز الأمور التي بدأت تثير اهتمام رواد الأعمال والمستثمرين في العالم العربي مؤخرًا، ليبدأ معها سباق جديد لجذب التقنيات التكنولوجية المتطورة للبحث عن حلول مبتكرة لتلك العقبات المتزايدة، ولذلك أطلقت شركة VentureX برنامجها "حصاد" الذي يعمل على تسريع أعمال ونمو الشركات الناشئة الذين يعملون في قطاع التكنولوجيا الزراعية والأمن الغذائي بالأردن، ليعطي أمل جديد في ظهور جيل قادم من رواد الأعمال يوجهون الاستثمارات نحو ذلك القطاع الحيوي، الذي يعد ضمن الأكثر أهمية لمواطني الأردن والعالم العربي خلال المرحلة المقبلة.
تقول "ديانا أبو عبيد" مديرة وحدة تسريع الأعمال بـ VentureX في تصريحات خاصة لـ "ومضة": "يواجه قطاع الزراعية والأمن الغذائي في العالم العربي والأردن بصفة خاصة العديد من التحديات مثل النمو المتزايد في عدد السكان، والتغير المناخي والشح في الموارد، وهو ما أدى إلى خلق فجوة في سلسلة العرض والطلب، كما أن الأردن يتعرض لتحديات أخرى ناتجة عن موقعه الجغرافي والاقتصادي مثل شح المياه وسوء استغلالها، وقلة فرص التمويل، ومحدودية الأراضي الزراعية، والتي أدت لحدوث قصور في الإنتاج الزراعي وتدني العائد منه، ولا ننسى قلة مهارات وخبرات بعض الشركات الناشئة في القطاع الزراعي فيما يتعلق بإنشاء وإدارة الأعمال، مما يولد لديهم التخوف من دخول عالم الريادة وتنمية أعمالهم، لتأتي جائحة كورونا وتخلق عقبات جديدة في سلسلة التوريد الكاملة بداية من المزرعة حتى العملاء، مما خلق الحاجة لمواجهة ذلك بأساليب مبتكرة ومدمجة بالتكنولوجيا."
وعن دور التقنيات الحديثة في مواجهة تلك العقبات تقول:"تحل التكنولوجيا الزراعية العديد من المشاكل التي يواجهها المزارعون، لذلك تقدم العديد من الحلول منها، الأنظمة المنزلية مثل الجدران الخضراء، الأنظمة الزراعية والمائية الذكية، تطبيقات اللوجستيات وسلسلة التوريد المزارعين، تحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي للمزارعين -التي تساهم على اتخاذ القرارات الصحيحة فيما يتعلق بأفضل المحاصيل للزراعة والظروف الجوية والوقاية من الأمراض- كما تساعد منصات تمويل صغار المزارعين في الحصول على التمويل وتمكنهم من النمو، كما تدعم التقنيات الحديثة إدارة الأمن الغذائي باستخدام الأساليب غير التقليدية مثل تسريع نمو المحاصيل، وبناء مناعتها ضد الأمراض، والتكيف مع الظروف المناخية المختلفة."
أضافت: "لذلك تعمل "حصاد" منذ نشأتها في 2019 على دعم الأفكار، الشركات الناشئة، والشركات الصغيرة والمتوسطة التي تعالج فجوات معينة في المصفوفة الزراعية من خلال توفير حلول مبتكرة في مجالات متعددة، كما يمتلك البرنامج طريقة تسريع فريدة من نوعها بحيث إنها تجمع بين المهارات والخبرات المنبثقة من المتخصصين في القطاع الزراعي وبين الخبراء في مجال الأعمال، وأطلقنا بالفعل برنامج للتسريع يستمر لمدة 6 أشهر، ويتضمن مرحلتين؛ مرحلة البناء (3 أشهر)، ومرحلة الاستثمار (3 أشهر). خلال المرحلة الأولى يعمل فريق "حصاد" مع الشركات المشاركة على بناء نماذج أعمال تجارية ومالية خاصة بهم، والتحقق من صحة أفكارهم ودعمهم من خلال الإرشاد والتشبيك وغيرها من الخدمات، أما في المرحلة الثانية، نعمل على ربط هذه الشركات بمستثمرين محتملين لتأمينهم بالاستثمارات المطلوبة."
وعن خطط "حصاد" للمرحلة المقبلة توضح "ديانا": "أنها تستهدف أن تصبح مركزًا إقليميًا مبتكرًا بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ونعمل على استغلال الكوادر البشرية المتميزة في الأردن، وموقعه الفريد والاستراتيجي وجهوده التعاونية نحو البرامج الوطنية التي تمكّن الشباب الأردني من الابتكار والتنافس، مع بيئة داعمة ومحفزة للشركات الناشئة المتميزة في مجال التكنولوجيا الزراعية بهدف إنشاء شركات قادرة على تنمية الاقتصاد الأردني وتعزيزه وتحسين إنتاج الغذاء."
تستكمل "فرح حجاوي" مديرة الاستثمارات في VentureX الحديث قائلة:"حصاد هي أحد مسرعات أعمال الشركة المتكاملة لتنمية المشاريع الريادية، وهي شركة تعمل بتمويل خاص، واستطعنا تخريج 9 شركات من أصل 16 شركة خلال الفوج الأول، وفي الفوج الثاني قامت حصاد بتخريج 5 من أصل 6 شركات، ويمكننا الجزم بأن 40% منهم قد دخلوا السوق ونجحوا في تحقيق إيرادات، لأننا بحث دائمًا عن الكفاءات الريادية لذلك نعتمد في عملنا على جودة الشركات المشاركة في البرنامج وليس على عددها، من أجل ذلك قامت "حصاد" بتصميم آلية استهداف وإختيار قادرة على تحديد المتقدمين ذو الكفاءة والقدرة على الإلتزام، وتتكون آلية الاستهداف والإختيار من المراحل التالية: مرحلة قبول الطلبات: عندما يُعلن عن الدعوة لتقديم الطلبات، ثم تجري "حصاد" جلسات توعية عامة، لتبدأ مرحلة الإختيار المبدئي، يليها المعسكر التدريبي، ثم مرحلة الإختيار النهائي."
أضافت: "مجال تكنولوجيا الزراعة موضوع حديث، لذلك واجهنا بعض التحديات والعقبات فأغلبها تدور حول الوعي بأهمية استخدام التكنولوجيا في الزراعة، وقابلية المزارعين لتبني الحلول المبتكرة، وقدرتهم على التعود عليها."
بدورها تحدثت "ومضة" مع بعض من رواد الأعمال الذين نجحوا في ابتكار حلول تكنولوجيا زراعية بالأردن وكان منهم "عمار الشامي" مؤسس منصة "فريسكوا"، الذي قال:"ابتكرنا منصة دولية مدعومة بتقنية البولك تشين لتسهيل عمليات تجارة الخضار والفاكهة بين الدول، وتتركز فكرة المنصة على تأمين الحقوق التجارية والمالية للمستوردين والمصدرين خصوصًا إننا نتعامل مع منتجات سريعة التلف وتعتبر عمليات تأمين تلك الحقوق بذلك القطاع من أهم التحديات التي يواجهها العديد."
وعن تمويل مشروعه يقول:" للأسف كل التمويل الحالي هو ذاتي، وقد استطعنا بالنسخة التجريبية أن نجمع اكثر من 3000 مستورد ومصدر من كافة أنحاء العالم في مرحلة التجربة المجانية المتعلقة بالتشبيك بين المستوردين والمصدرين، نحن الآن في مرحلة التفاعل مع السوق، ولكننا في نفس الوقت نواجه تحديات تتمثل في نقص الكوادر وإمكانيات التوسع، نحن نؤمن ان المنصات الزراعية تحتاج إلى مزايا أكبر من أي منصات في قطاعات أخرى لخصوصية ذلك المجال، صحيح إننا استطعنا الحصول على عدد من المشتركين ولكن ... نشعر أن عملية تقديم الخدمات التجارية للعملاء تحتاج إلى خدمات مساندة على الأرض بالتوازي مع تمويل مناسب."
كما أكد على إن هناك تحديات تكمن في الحاجة إلى التفكير دوليًا وليس قطريًا، بالاضافة الى التنوع في جنسيات المشاريع والعاملين والمستثمرين، فضلا عن إن مفاهيم العمل كفريق والقيادة الريادية والتسويق الدولي لهذه المشاريع لم ينضج بعد بالأردن – على حد قوله- والمسرعات لا تقدم مكاتب أو دعم قانوني لحماية الاختراعات بل تقتصر عملياتها على التشبيك وإعطاء دورات تدريبية لا تخرج عن مستوى خريجي الجامعات، لذلك يجب ان يقوم الأردن بتأسيس منطقة حرة لكل المبتكرين في المجال الزراعي من الداخل والخارج، لدعم تواجدهم في السوق المحلي، وهذا سيساعد بشكل كبير على استقطاب استثمارات دولية."
وعن مشاركته بـ "حصاد" يضيف:" يتميز البرنامج بعلاقاته التي توفر بيئة للتطوير من خلال العمل مع الشركاء المعنيين، طبعا نبحث عن التمويل كعامل رئيسي لكن هناك عوامل أخرى نود لحصاد أن تركز عليها مثل إيجاد المهتمين ليس فقط من العالم العربي وإنما من العالم الغربي ايضا، والتركيز على طرح الابتكارات على مراكز التمويل الدولية في الخارج، وعمل شراكات استراتيجية معها."
وفي ذات السياق قال "محمود العمري"، مؤسسة تطبيق "محصول": "مشروعنا يعمل على اختصار سلاسل التوريد الزراعية، حيث نعمل على ربط المزارع مع تجار التجزئة، محلات العصير، والفنادق والمولات بشكل مباشر، مما يختصر العديد من السلاسل المعقدة، وبالتالي ينعكس على التسعير والمكاسب التي يحققها المزارعين."
أضاف:"رغم ذلك لم نحصل على تمويل حتى الآن, نحن بمرحلة التمويل الذاتي من الشركاء, نعم دخلنا السوق منذ شهرين بمرحلة التشغيل الأولى وحققنا أكثر من 50 طلب، ووصلت الإيرادات لأكثر من 12000 دولار، وتم تنزيل تطبيقنا أكثر من 5000 مرة، أضاف: "نواجه الكثير من التحديات، منها صعوبة تعاون المزارعين بالكميات التي يطلبها عملائنا مقارنة بالسوق المركزي، كما واجهنا عقبات تتعلق بفهم آلية التسعير نظرًا لأنها مرتبطة بالعرض والطلب ومتغيرة بشكل كبير، ولكننا نأمل بعد الحصول على استثمارنا الأول ان نتوسع بالعاصمة عمان ثم باقي المحافظات الأردنية، ويليها الإنطلاق نحو المملكة السعودية، الذي يوفر العديد من الفرص المناسبة لتطبيقنا."
كما دعا "محمود" إلى مواجهة العقبات التي تواجه الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الزراعية بالأردن خاصة، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بصفة عامة من خلال دعم الشركات الناشئة، وإيجاد مسرعات وحاضنات مشابهة لحصاد، مع توجيه انتباه المستثمرين لضرورة دعم مشاريع رواد الأعمال، بالإضافة إلى المساندة والتسهيلات الحكومية لهذه الشركات من أجل النهوض بواقع الزراعة ومساعدة المزارعين في التغلب على المعوقات التي تواجههم, خاصة بعد الظروف التي سببتها جائحة كورونا."