تغييرات كبيرة في تونس مع انطلاق 'فلات6لابز' و'لو15'
مبنى "لو15" المخصّص للشركات الناشئة في تونس سوف يستضيف مسرّعة الأعمال "فلات6لابز". (الصورة من "فلات6لابز")
أعلنَت "فلات6لابز" Flat6labs في الأسبوع الماضي عن انطلاقها في تونس، إلى جانب مركز الشركات الناشئة الجديد "لو15" Le15، ما يمثّل دفعةً كبيرةً من حيث دعم الشركات الناشئة في البلاد.
مسرّعة الأعمال هذه التي ستبدأ باستقبال الطلبات في تموز/يوليو وتُطلق الجولة الأولى في الخريف المقبل، سوف تستقرّ في الطابق الثاني من مركز "لو15" الذي يقع في 15 جادة قرطاج، وسط مدينة تونس، والذي سوف يتمّ افتتاحه في أيلول/سبتمبر.
وبالنسبة إلى مدير المركز، زكريا بلخوجة، فهو يهدف إلى أن يكون في كلّ طابقٍ "الأفضل في فئته".
فالطابق الأرضيّ سوف يستضيف مقهىً محلّياً ومساحةً للعرض، والطابق الأول سيُخصّص للأفكار من خلال مساحة عمل جماعيّ. وفي حين سيتمّ تخصيص الطابق الثاني لتحويل الأفكار إلى مشاريع، فإنّ الطابق الثالث سيكون من أجل التمويل وبمساعدة "فلات6لابز".
من جهتها، ستقدّم "فلات6لابز" Flat6Labs Tunis تونس الدعم لـ75 شركةً ناشئةً تونسية على مدى 5 سنوات من خلال دورتين لتسريع الأعمال في السنة، تدوم كلّ واحدةٍ منها لأربعة أشهر. ومقابل حصّةٍ تتراوح من 10 إلى 15 في المئة، ستحصل الشركات الناشئة على تمويلٍ تأسيسيّ نقديّ يتراوح بين 80 ألف دينار و100 ألف دينار تونسي (أي بين 38 ألف دولار و47 ألف دولار أميركي)، بالإضافة إلى تشارك الموارد.
كذلك، سوف تقدّم مسرّعة الأعمال استثمارات متابعة واستثمارات في المراحل الأولى، تتراوح بين 200 ألف دينار و600 ألف دينار (أي بين 94 ألف دولار و280 ألف دولار) للشركات الناشئة التي قامَت بتسريعها، بالإضافة إلى غيرها من الشركات الناشئة الكبيرة على برنامج التسريع والصغيرة على جولة التمويل الأولى Series A.
يأتي ذلك بعدما أعلنت "فلات6لابز" في شهر آذار/مارس الماضي عن رغبتها في القيام باستثمارات تأسيسية واستثمارات الجولة الأولى في منطقة المغرب العربي. ومع هذا التواجد على الأرض، يبدو أنّهم بدأوا في العمل وفق ما ورد في الإعلان سابقاً.
فريقٌ من الصفّ الأوّل
بعدما انطلقَت "فلات6لابز" في مصر عام 2011، باتت تتواجد هذه المسرّعة الآن في جدّة وأبوظبي وقريباً في بيروت. كما أنّها العضو الوحيد من المنطقة العربية في شبكة تسريع الأعمال العالمية "جلوبال نتوورك أكسيليرايتور"Global Network Accelerator (GAN)، الشبكة التي أنشأتها "تك ستارز" Techstars.
أمّا "لو15" فهو من صنع شركة الاستثمار التونسية "ميننكس هولدينج" Meninx Holding.
هذا المشروعان اللذان حصلا على الدعم والتمويل من "الصندوق التونسي الأميركيّ للمؤسّسات" Tunisian-American Enterprise Fund (TAEF)، يُعتبَران أيضاً من أوائل مبادرات "بنك تونس العربي الدولي" BIAT كجزءٍ من استراتيجيته لدعم ريادة الأعمال في تونس والتي انطلقت في الأسابيع القليلة الماضية.
الشركاء المؤسسون لـ"لو15": من اليسار، إلياس الجريبي وهيثم محواشي؛ من اليمين علي منيف، وزكريا بلخوجة؛ وعلياء محمود (ليست في الصورة). في الوسط، الرئيس التنفيذي لـ"قلات6لابز" رامز محمد؛ ومدير الاستثمار فيها دينا الشنوفي. (الصورة من "ومضة").
أهمية المكان
"أن يكون لديك مكانٌ فعليّ يساعد على تشكيل البيئة الحاضنة، ويساعد على جذب مجتمع الأعمال الأوسع في البلاد،" حسبما قال بلخوجة في حديثه مع "ومضة"، مضيفاً أن ّ"’لو15‘ يعمل كمحفّزٍ، وهو سيكون بمثابة بيتٍ مفتوح للبيئة الحاضنة بأكملها. وبالتالي سنكون سعداء باستضافة ما أمكن من الفعاليات".
بدوره، فإنّ هاني السنباطي، الشريك المؤسّس لـ"فلات6لابز" والشريك الإداري في الشركة الأمّ "سواري فينتشرز" Sawari Ventures، يرى أنّ "لو15" هو "تمثيلٌ مادّي وفعليّ لحركةٍ ما".
ويتابع أنّه "بمجرّد أن يكون لديك هذا المظهر المادّي، فإنّ الدعوة إلى ريادة الأعمال والقوة التي تمتلكها والحديث عنها بالإشارة إلى مبنى، ستكون أمراً أسهل. ليس لديّ أدنى شكّ بأنّ المزيد والمزيد من الناس سوف يميلون إلى عالمنا هذا، وهذا ما حدث في كل بلدٍ كنّا فيه".
بالإضافة إلى ذلك، سوف تساهم هذه المساحة الجديدة في تمكين مزيدٍ من التعاون بين مختلف اللاعبين في البيئة الريادية، مثل أنّ "فلات6لابز" لن تلتزم باستثمار متابعة إذا لم يقم مستثمرون آخرون من المجتمع الرياديّ بالتحقّق من صحّة النموذج.
كما أنّ وجود مبنى سيساهم في نشر إرادة التغيير هذه، وبحسب السنباطي فإنّ "الأمر يتعلّق بوجود بعض الأوكسجين في وسط المدينة. إنّه يقع في قلب المدينة، وهو سيغيّر العمران، سيغيّر المدينة، سيكون ملهماً، سيغيّر كلّ شيء".
حان الوقت لتونس
ولكن هل هناك ما يكفي من الشركات الناشئة في تونس لتبرير مثل هذا المشروع؟
يجيب السنباطي ضاحكاً: "بالتأكيد!"
وأضاف أنّ "عناصر النجاح متوافرةٌ هنا، والمسألة الأساسية تكمن في إنشاء بيئةٍ تجمع هذه العناصر. ليسوا هنا أكبر دولة، ولكنّهم من الأفضل تعليماً والأكثر انفتاحاً، وربّما هذا من أكبر العوامل المحدّدة للنجاح إذا كنت تريد تأسيس شركة".
أشار السنباطي إلى إنّ لكلّ بلدٍ توجدوا فيه خصائصه الفريدة، شارحاً أنّ "القاهرة تتميّز بالأعداد الهائلة، والسعودية بمستهلِك الإنترنت لديها الذي لا يشبه سواه في أيّ بلدٍ عربي. والإمارات تتميّز بأنّه يمكنها بسهولة استقطاب روّاد أعمال أجانب، فيما تونس تتميّز بأنّ مجتمعها منفتحٌ للغاية وهذا يفعل العجائب للبيئات الريادية".
كما أضاف أنّ تونس "في الوقت الراهن، تقوم باختبار مؤسّسات جديدة، وهي تعمل بشكلٍ جيد. نعتقد أنّ لديهم إطاراً مؤسّسياً ممتازاً يمكن أن يساعد في تطوير البلاد ".
هذا ويتطلّع السنباطي للتفاعل مع المغتربين التونسيين، لافتاً إلى أنّ مسرّعة أعمالٍ مثل "فلات6لابز" هي "من أفضل المنصّات لكسب دعم المغتربين".
برنامج "فلات6لابز"
سيكون برنامج "فلات6لابز" تونس مشابهاً للبرامج الأخرى في المنطقة، بحيث سيقدّم للروّاد التونسيين في القطاعات الإبداعية والمعرفية المساعدة اللازمة مثل التمويل والإرشاد ومساحة العمل المشتركة.
سيبدأ البرنامج هذا مع المعسكر التدريبي الرئيسي الذي يستمرّ لخمسة أيام، والذي سيتمّ فيه اختيار 5 إلى 8 شركات ناشئة للانضمام إلى إحدى دورات تسريع الأعمال. وفي ختام دورتَي التسريع سوف يُقام يوم عروض لمساعدة الشركات الناشئة الخرّيجة على تلقّي تمويل متابعة من المستثمرين.
وفي هذا الشأن، أكّد السنباطي أنّ "طموحاتنا تتمثّل في جلب ’فلات6لابز‘ إلى كلّ مدينةٍ عربيةٍ ناضجة، ونحن نقوم بذلك مدينةً تلو الأخرى".
"لقد تأخرنا قليلاً [في تونس]، وكان ينبغي أن نأتي في وقتٍ أبكر، أليس كذلك؟" قالها السنباطي ضاحكاً، ثمّ شرح أنّ "الأمر استغرق وقتاً طويلاً من أجل عقد الشراكات الصحيحة، وبالنسبة إلى ما نريد القيام به ما هي السنة؟"