شركة إماراتية تربط بين شركات الشحن والتجارة الإلكترونية والمستخدمين
الشريكان المؤسّسان: (من اليسار) سري عيسى وفارس نمري.
تتطوّر التجارة الإلكترونيّة بشكل ملحوظ ومتسارع، ولكن لا تزال عمليّة الشّحن عاملاً يعرقل تقدّمها.
يُعتبر الشحن وتداعياته من أكبر المشاكل في القطاع، خصوصاً للشركات الصّغيرة والباعة المعتمَدين على مواقع التّواصل الاجتماعي social sellers، إذ أنّ ليس باستطاعتهم الحصول على عروض خاصّة من شركات الشّحن إلّا إذا أنشأوا حسابات خاصة بالشركات وهي تتطلّب رخصة تجارية.
علِم الأردنيّان فارس نمري وسري عيسى بهذه الفجوة بين مواقع التجارة الإلكترونية وشركات الشّحن، فأطلقوا "كاملشيب" Camelship في آب 2015 كحلٍّ للشحن في الإمارات العربية المتّحدة.
بدأ الأمر عندما التقى نمري بعيسى صدفةً في مقهى بالإمارات بداية عام 2015. في ذلك الوقت كان عيسى يبحث عن خدمة شحن إلكترونية شبيهة بما كان يستخدمه في إنكلترا، ولكنّه لم يجد شيئاً. وبالمثل كان يواجه نمري صعوبات في شحن طرود شخصية من الشرق الأوسط إلى الولايات المتّحدة الأميركية.
طريقة العمل
"كاملشيب" عبارة عن منصة إلكترونية تعرض أسعار الشحن المختلفة المُقدّمة من شركات الشحن المستضافة على الموقع، وهي حاليّاً ثلاث شركات: "أرامكس" Aramex، و"سكاي نت" Sky Net، و"بارزل"Parzel. وباستطاعة أيّ أحدٍ أن يستخدم الخدمة، لكنّها بالأصل تستهدف الشركات الصغيرة والباعة الّذين يتاجرون على مواقع التواصل الاجتماعي.
تنحصر الخدمة في الوقت الحاليّ بإمكانية إرسال الطرود من دبي وأبو ظبي والشّارقة، ولكن لا شروط على الوجهة المرسَل إليها فبإمكان المستخدم أن يرسل طرده إلى أي مكان في العالم.
حالما يُحدّد المستخدِم موقعه والوجهة وحجم الطّرد، يقوم الموقع بعرض ثلاثة أسعار مختلفة من شركات الشحن الثلاث. يستطيع المُرسل حينها المقارنة بين العروض الثلاثة واختيار الأنسب له، ثمّ يدفع عن طريق الإنترنت أو عند الاستلام. وحتى الآن، حصلت الشركة على 400 طلبيّة.
يشبه نموذج "كاملشيب" نماذج شركات أمريكية وأوروبيّة عدّة، من ضمنها "شيب جودر" shipgooder، و"ماي بارسل ديليفري" myparceldelivery، و"بارسل تو جو" parcel2go، و"إنتر بارسل" interparcel.
ويقول نمري إنّ "كاملشيب" تُجنّب مستخدِميها من الإجراءات المُطوّلة واللازمة عند التّعامل مع شركات الشحن مباشرة، كالتعاقد وإنشاء حسابات مُخصّصة، إضافةً إلى التكلفة العالية، وإصدار التراخيص.
وفي السّياق ذاته، يقول عيسى إنّ التعامل مع شركات الشّحن بشكلٍ مُستقّل سيُكلّف المستخدِم من 2 إلى 30% أكثر من التّعامل غير المباشر من خلال "كاملشيب". ويُعلّل ذلك بالقول إنّ "الخدمة [لدينا] أرخص لأنّنا منجمع وحدات التخزين، والعروض التّي نوفرها للمستخدمين تعتمد على ذلك"،
المستخدمون ليسوا المستفيدين الوحيدين، فشركات الشحن المُوجودة على المنصة تستفيد أيضاً. ويوضح النمري أنّ شركته "تُسرّع عمليّة وصول شركات الشّحن إلى الشركات الصغيرة والمتوسّطة وشركات التجارة الإلكترونية وخاصة إلى الباعة الذين لا يملكون رخص تجارية".
أمّا من ناحية المنافسين، فيتساءل نمري إن كان بإمكانه اعتبار "فتشر" Fetcher، التي توفر تطبيقاً مُخصّصاً لخدمة التوصيل عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، منافساً لـ"كاملشيب"، حيث أنّ تطبيقها يعتمد على شركة شحن واحدة ولا يوّفر خدمة المقارنة التي تتميّز بها "كاملشيب".
التوّسع
يربح المؤسِّسان الّلذان يموّلان نفسيهما من خلال العمولات التي يضيفونها إلى تكلفة الشحن، وينويان الحصول على تمويلٍ من مستثمِرين في القريب العاجل، كما ويطمحان إلى استضافة شركة شحن رابعة على المنصّة.
يتكوّن فريق "كاملشيب" من خمسة أفراد، يعمل ثلاثة منهم من دبي، بينما يعمل نمري وعيسى من عمّان.
يأمل المؤسِّسان أن يوّسعا شركتهما في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تركيا حيث "عدد السكان الكبير وحيث ظهرت سوق جديدة هناك".
إلى جانب المنصّة، ستطلق "كاملشيب" خدمةً جديدةً لشركات التجارة الإلكترونية بحيث ستستطيع المتاجر الإلكترونية ربط مستخدميها بالخدمة من خلال وضع إضافة إلكترونية معيّنة plugin على صفحتهم.
وكبداية، عقدَت "كاملشيب" شراكةً مع "شوبيفاي"Shopify و"ماجينتو" Magento بخصوص هذه الخدمة التي يُنتظَر أن تُنشَر قريباً جدّاً.