لبنانيون يتفوقون على منافسين عالميين خلال مؤتمر مصرف لبنان لتسريع الأعمال
الشريكان المؤسِّسان لـ"ري آيبل" إلى جانب إميل صوايا. (الصورة من "ري آيبل")
شهدَت ‘مسابقة الشركات الناشئة في مراحلها الأولى‘Early Stage Startup Competition، التي أقيمَت خلال مؤتمر "مصرف لبنان لتسريع الأعمال" BDL Accelerate، 22 شركةً من مختلف أنحاء العالم عرضَت أفكارها أمام لجنة تحكيمٍ من 6 أعضاء عالميين.
وفي إطار التنافس على جائزةٍ بقيمة 10 آلاف دولار، لم تستطِع الشركات الناشئة التي جاءت من إسبانيا وإيطاليا وإيران وبريطانيا أن تلحق بالشركة الناشئة اللبنانية "ري آيبل" ReAble التي احتلَّت المركز الأوّل.
وعن هذا الأمر، قالت تارا نعمة، إحدى أعضاء لجنة التحكيم الأربعة في الجولة الأولى: "أعتقد أنّه من الرائع أن ترى شركةً ناشئةً لبنانية تتنافس مع شركاتٍ ناشئةٍ عالميةٍ تمتلك من دون شكّ قدرةً أكبر على تأمين التمويل والأسواق والفرص."
و"ري آيبل"، تطبيقٌ يعمل كمحفظةٍ إلكترونية تساعد الأشخاص الذين يعانون من صعوباتٍ في الإدراك على إدارة شؤونهم المالية، يُستخدَم حالياً في ستّة مراكز رعاية بين لبنان وكندا، مع ما مجموعه 3 آلاف مريض.
كانت المسابقة صعبةً للغاية ولم تفز "ري آيبل" بسهولة، فهي قبل ذلك تعادلت مع "كريمستون" Krimston اللبنانية التي تعمل على الاستفادة من إمكانيات تقنية وجود شريحتَي اتّصال dual SIM، حيث تسمح للمستخدِمين بأن يكون لديهم شريحتا اتّصال في هواتفهم الذكية إلى جانب توفير نقطة اتّصال محمولة hotspot، ونقل تفاصيل الحساب المصرفيّ.
وبعد هذا التعادل، تُرك الأمر للجمهور الذي اختار "ري آيبل" لتفوز بالجائزة.
خلال عرض الفكرة، قال الشريك المؤسِّس لتطبيق المحفظة الإلكترونية، إميل صوايا، الذي يعاني أخوه من مرض التوحّد، إنّ "الأشخاص الذين يعانون من التوحّد لا يدركون كيفية التعامل مع المال. وبالتالي عملنا مع أكثر من 30 عالم نفسٍ و6 مراكز للتوحّد للتأكّد من أن يكون تطبيقنا في متناول الأشخاص الذين يحتاجونه بشدّة."
وبالنسبة إلى الكلفة، يأخذ "ري آيبل" من مراكز رعاية الأشخاص المصابين بالتوحّد مبلغ 6 دولارات شهرياً للمستخدِم الواحد، و5 دولارات شهرياً عن كلّ مستخدِمٍ مستقلّ.
أعضاء "ري آيبل" يوزّعون كروت العمل للجنة التحكيم. (الصورة لـ ميسا عجان)
أعضاء لجنة التحكيم أحبّوا التطبيق
أشارت ليلى جناح، مؤسِّسة "مجموعة سما" Sama Group والشريكة المؤسِّسة لـ"لاكسمي" Laxmi، إلى أنّ "بناء الشركة يتطلّب الكثير من التعاطف خصوصاً إذا كان الشخص المعنيّ هو أخوك."
أمّا مايك بوتشر، المحرّر الرئيسي في "تك كرانش" TechCunch، فقد أعرب عن إعجابه بالتطبيق، وقال إنّه "منتَجٌ جيّدٌ بالفعل، وهو مهمّ لأنّني لم أرَ شيئاً مماثلاً من قبل." كما نصح الفريقَ بأن يركّز لاحقاً على تسويق التطبيق للمستخدِمين مباشرةً، بدلاً من عقد الشراكات مع مراكز الرعاية.
أبرز 5 شركات ناشئة
إلى جانب كلٍّ من "ري آيبل" وكريمستون"، تأهّلتَ 3 شركاتٍ ناشئة لتعيد عرض أفكارها في اليوم التالي، هي "توب هاتش" TopHatch، تطبيقٌ للرسم الإبداعيّ على أجهزة "آي باد" iPad؛ و"شيف إكسشانج" ChefXChange، تطبيقٌ لتأمين طهاةٍ ذوي خبرة في منازل المستخدِمين؛ و"ألتيتود" Altitude، شركةٌ ناشئة توفّر الاتّصال خلال رحلات الطيران.
يبدو أنّ لجنة التحكيم التي ضمَّت أيضاً رائد العمال الفنلندي، فيل ميتن، مؤسِّس "مايكرو تاسك" Microtask ورئيسها التنفيذي، والذي تحدّث باسمها، حصلَت على العرض الذي كانت تتوقّعه.
وفي معرض تعليقه على عرض "ألتيتود"، قال ميتن إنّ "هذا من أسوأ عروض الأفكار التي شاهدتُها واستمعتُ إليها [...] يُرجى تغيير مصمّم الجرافيك الخاصّ بكم."
بدوره، وبعدما أخذ الأمر بروح رياضية، صرّح الشريك المؤسِّس لـ"ألتيتود"، علي روحفزا، فيما بعد لـ"ومضة"، أنّ "أعضاء لجنة التحكيم قالوا لنا إنّ ذلك لم يكن إلّا جزءاً من العرض لتحفيز الجمهور."
أمّا فريقا "توب هاتش" و"شيف إكسشانج"، فقد حصلا على تقييمٍ أفضل بالمجمل.
فعند عرض فكرته، قال الشريك المؤسِّس لـ"توب هاتش"، بن ميريل، إنّ "العالم يحتاج إلى مجموعةٍ جديدةٍ من الأدوات الإبداعية القوية والميسّرة وسهلة الاستخدام."
ولدى سؤاله عن المنافسة المحتملة من تطبيقات "آبل" Apple للتصميم، أجاب ميريل بأنّ "آبل" لا تتطرّق إلى محاور مثل هذه، وأضاف أنّ "منافسينا الأساسيين هم ‘أدوبي‘ Adobe وسواها من البرمجيات المصمّمة للرسم التقني، على عكس تطبيقات الرسم الإبداعي العامّة مثل ‘بايبر‘ Paper [الذي تصدره ‘آبل‘]."
ولكن ماذا عن المتسابقين الـ17 الباقين؟
كانت الفجوة الكبيرة في العائدات والتوسّع بين المتنافسين، من الجوانب التي أثارَت دهشة البعض في هذه الفعالية.
فعلى سبيل المثال، لفتت الشركة الناشئة المصرية للتجارة الإلكترونية، "إدفعلي" Edfa3ly، إلى أنّها حقّقَت مبلغ 15 مليون دولار كعائداتٍ خلال العام الماضي، في حين تواجدَت في المسابقة شركاتٌ أطلِقَت لتوّها مثل "بيتريوتكس" Petriotics التي تصمّم مستلزمات الحيوانات الأليفة وغيرها من المنتَجات.
وبينما مازح أحد أعضاء لجنة التحكيم فريق "إدفعلي" قائلاً "إنّكم لا تحتاجون إلينا مع 15 مليون دولار"، ردّ المؤسِّس بصراحةٍ أنّهم جاؤوا "إلى هنا من أجل الشهرة والبروز".
من جهةٍ أخرى، تواجد بين المتسابقين روّاد اعمال اجتماعية يعالجون مشاكل عالمية معاصرة، مثل التعليم وعمل اللاجئين وأزمات النفايات والمشاكل النفسية.
ومن بينهم منصّة تعليم اللغة العربية، "نتكلم" Natakallam، التي تجمع بين من يريد تعلّم اللغة العربية من مختلف أنحاء العالم مع لاجئين سوريين لتعلّم هذه اللغة مقابل 10 دولارات على الساعة. ولدى سؤاله عمّا إذا كانت المنصّة تعتزم ضم لغات أخرى، قال المؤسِّس مايكل ديتاليا إنّهم يريدون الحفاظ على "المنحى الإنساني" بغضّ النظر عن وجود سوق كبيرة.
بالإضافة إلى ذلك، كان من بين المشاريع الاجتماعية الأخرى، الشركة الناشئة الألمانية "بيني" Binee، وهي تُعنى بإعادة تدوير النفايات عبر ربط سلّة المهملات ذكية بتطبيق للأجهزة المحمولة؛ و"شيزلونج" Shezlong المصرية، وهي عيادة للعلاج النفسي على الإنترنت.
الشريكة المؤسِّسة لـ"بارافان هارت"، مريم عرفاني، تعرض فكرتها أمام لجنة التحكيم في اليوم الأول. (الصورة لـ أنطوان أبو ديوان)
أمّا المنصّة الإيرانية "بارافان هارت" ParavaneHart التي تطمح لأن تكون مثل "إستي" Etsy ولكن للسوق الإيرانية، لا تعمل حتّى الآن إلّا باللغة الفارسية، ما أثار استغراب أعضاء لجنة التحكيم.
ولكن بالرغم من ذلك تقف الشركة على حافة سوقٍ ضخمة، خصوصاّ وأنّ "سوقاً ضخمةً [للتجارة الإلكترونية] تنشا في إيران، وتصل إلى 144 مليون دولار، بالإضافة إلى 750 مليون دولار تتعلّق بتصدير واستيراد المنتَجات الحرفية،" حسبما جاء في عرض الشريكة المؤسِّسة، مريم عرفاني، أمام لجنة التحكيم.
وهذه المنصّة التي انطلقَت قبل أشهر قليلة، بات لديها حتّى الآن 250 مستخدماً مسجّلاً فيما باعت نحو 50 سلعة.
للاطّلاع على اللائحة الكاملة للشركات الناشئة، قم بالنقر على هذا الرابط.