من دبي إلى ميلانو بعد أشهر على الانطلاق فقط
خلال عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة، وسّعَت الشركة الناشئة "هارت بينج" Heart Ping آفاقها فعلاً بتوجّهها إلى ميلانو لإلقاء كلمةٍ في "إكسبو إنوفيشن تشالينج" EXPO Innovation Challenge.
فهذه الشركة التي تستقرّ في دبي، والتي ابتكرَت تطبيقاً يُنذر الأخصّائيين الطبيين بشأن المرضى الذين يعانون من مشاكل في القلب، فازت بفرصة حضور هذا المعرض في ميلانو بعد الفوز بماراثون الأفكار "هاكا مينا" HackaMENA في دبي، في نيسان/أبريل.
اجتمع فريق "هارت بينج" للمرّة الأولى في تلك الفعالية في دبي، وهو يتألّف من الرئيس التنفيذي خضر عمار، ومطوّر الواجهة الخلفية ماجد حسين، ومطوّر برمجيات الهواتف النقّالة منهاج محمود، ومطوّر الواجهة الأمامية أولوج بك محمودوف. وقد أطلق هؤلاء تطبيقاً للهواتف النقّالة يتضمّن زرّاً يحدّد مكان المريض ويُنذر أقرب أخصّائيٍّ طبّيٍّ عن الحالة، باستخدام تقنية الرسائل القصيرة SMS.
ثلاثة من أفراد فريق "هارت بينج" في ميلانو. (الصورة من منهاج محمود)
وكان "إكسبو إنوفيشن تشالينج" الذي عُقِد في "معرض ميلانو الدولي" Milan World Expo، في 9 و10 تشرين الأوّل/أكتوبر، برعاية "المنطقة الحرّة بمطار دبي" Dubai Airport Free Zone، من أكبر الجوائز التي نالها الفائزون في "هاكا مينا" بعدما دُعيوا لعرض الحلّ الذي ابتكروه.
وتضمّنت هذه الفعالية ماراثون أفكارٍ امتدّ على 72 ساعةً بعنوان "تغذية الكوكب: الطاقة من أجل الحياة"Feeding the planet: energy for life، حيث قام 100 مشارك بالترميز والتصميم وعرض حلولهم؛
وفي هذا الماراتون الذي قرّر أن ينضمّ إليه فريق "هارت بينج" أيضاً، فاز "إن فو سو" IN FOO SOO، وهو حلٌّ يركّز على تصاميم المستودعات الذكية والمبتكرة، وتلّقى 15 ألف يورو (17 ألف دولار). أمّا المركز الثاني فكان من نصيب "فارم هيرو" Farm Here الذي فاز بـ 5 آلاف يورو (5700 دولار). إلى ذلك، فازَت الفرق الرابحة أيضاً بستة أشهر من الإرشاد واحتضان الأعمال من مؤسّسات أوروبية.
وفيما ستستضيف دبي "المعرض الدولي" Word Expo في عام 2020، فإنّ "المنطقة الحرّة بمطار دبي" تنظر إلى ميلانو كدليلٍ لها.
وقال المدير العام لـ"المنطقة الحرة بمطار دبي"، د. الزرعوني إنّ "نجاح ‘إكسبو إنوفيشون تشالينج‘ الافتتاحي يوفّر ركيزةً قيّمةً لدبي. ونحن نقدّر كم أنّ هذه المسابقة أنتجَت أفكاراً عبقريةً لتحسين المجتمع."
في غضون ذلك، كان لـ"ومضة" حديثٌ مع عمّار، بعد عطلة نهاية الأسبوع تلك، لمعرفة ما الذي تعلّمه الفريق وبمَن التقى، وحتّى إطلاعنا على المطعم المفضّل للبيتزا في مدينة ميلانو.
"ومضة": كيف بدأت "هارت بينج"؟
خضر عمّار: بدأَتْ ‘هارت بينج‘ كفكرةٍ في ‘هاكا مينا‘ في نيسان/أبريل. إنّ الفوز في الفعالية والدعم الذي حصلنا عليه هناك، كان كافياً لنا لنعلَم أنّ تنفيذ الفكرة ممكنٌ وأنّها ستحصل على ما يكفي من الإقبال للانطلاق.
ومنذ ذلك الحين، قمنا ببعض التحسينات على التطبيق، لكنّنا ما زلنا في المرحلة التجريبية الثانية beta، لنحرص على أنّ كلّ شيءٍ يسير بشكلٍ صحيح. أمّا خطوتنا التالية فتقضي بالتكلّم إلى ‘هيئة الصحّة في دبي‘ Dubai Health Authorityبشأن التطبيق، وسوف نتواصل معها حالما نعود إلى دبي.
حالما يصبح التطبيق متوفّراً في متاجر التطبيقات ويصبح لدينا عددٌ لا بأس به من المستخدِمين، ننوي أن نبدأ بالبحث عن مستثمرين. سنبدأ في متجر ‘آبل‘ Apple، على أن يتبعه متجر ‘أندرويد‘ Android بعد فترةٍ قصيرة.
"ومضة": كيف كان "هاكا مينا"؟
عمّار: كان ‘هاكا مينا‘ ماراتون الأفكار الأوّل الذي شاركتُ فيه، وقد أحببتُه!
كمّية الخبرات والدعم الذين حصلنا عليها من المرشدين والحكام والمنافسين، كانت هائلةً.
إنّه لشعورٌ رائعٌ أن تكون مُحاطاً بأشخاصٍ يفكّرون بالطريقة نفسها؛ لم يتسنَّ لأيٍّ منّا النوم، كنّا كلّنا نعمل لإحداث تأثيرٍ اجتماعي من شأنه أن يغيّر العالم.
"ومضة": كيف تحضّرتم قبل الذهاب إلى ميلانو؟
عمّار: قبل الذهاب إلى ميلانو، حضّرنا عرضاً لنتكلّم إلى منافسينا بشأن التواجد في ماراتون أفكار، ولنشاركهم كلّ النصائح اللازمة للصمود التي جمعناها من ‘هاكا مينا‘.
كنتُ أنا المتحدّث في الليلة الأولى، لكنّنا انضمَمنا في ما بعد إلى الجميع وعرضنا فكرةً وعملنا عليها.
"ومضة": ما هي النصائح التي أعطيتموها للمنافسين للصمود في ماراتون الأفكار؟
عمّار: كلّ ما في الأمر أنّه عليك الاستمتاع، فإذا كنتَ سعيداً بما تفعله، لن تمانع في أن تتعب أو لا تنام.
أمضِ بعض الوقت في التكلّم إلى أشخاصٍ آخرين بشأن فكرتك والتقدّم الذي أحرزته في خلال ماراتون الأفكار، فهم سيعطونك أفكاراً جديدةً ويشيرون لك إلى مشاكلَ لم تلاحظها من قبل.
"ومضة": هل أقمتَ أيّ علاقات تعارف هناك لم تكن ستتمكن من القيام بها في دبي؟ وأيّ أبواب فتح لك ذلك؟
عمّار: التكلّم مع روّاد أعمال من أسواق مختلفة، سيعطيك نظرةً هائلةً بشأن كيفية سير أعمال المؤسَّسات. فقد يكون لديك فكرةٌ ممتازةٌ يمكن أن تنجح في سوق في دبي، لكنّها قد لا تنجح بتاتاً في ميلانو، والعكس صحيح. لذا، فالحصول على هذه المعلومات كلّها سيسمح لك بأن تنظر إلى أفكارك من الخارج.
"ومضة": لقد شاركتم في ماراتون الأفكار هناك أيضاً. ما الذي صنعتموه؟
عمّار: عرضنا فكرة تدعى ‘شير ماي فود‘ Share My Food، وهي تطبيقٌ يسمح للناس بتشارك بقايا طعامهم أو طلب وجباتٍ جديدةٍ في المطاعم للناس المحتاجين.
كلّ المنافسين والحكّام أحبّوا الفكرة، ونحن بدورنا نعتقد أنّه يمكن تحويلها إلى عملٍ تجاريٍّ حقيقي. وفي حين نعمل للتركيز الآن على ‘هارت بينج‘، ننوي إطلاق ‘شير ماي فود‘ في أقرب وقتٍ ممكن. أمّا الأسواق التي نفكّر فيها، فهي تلك التي تعاني من أزمات لاجئين مثل لبنان وتركيا والكثير من المدن الأوروبية.
الجميع هناك كان رائعاً؛ وأودّ أن أذكر بشكلٍ خاصٍّ المرشدين والمنظّمين الذين قدموا لنا مساعدةً كبيرةً وأعطونا أفكاراً ورؤىً ممتازة.
"ومضة": ماذا عن الأفكار الجيدة الأخرى التي رأيتموها في الفعالية؟
عمّار: وجدنا فكرة تطبيق ‘راديش‘ Radish ملفتة، وهي شبيهةٌ بتطبيق ‘أوبر‘ Uber إنّما لشراء البقالة. وهو يقوم على إدارة الفريق لمجموعةٍ من الشاحنات الصغيرة التي من شأنها أن تجلب البقالة مباشرةً من المزارع إلى بابك.
بالإضافة إلى ذلك، فالفكرة الفائزة بالمنصب الثاني ‘فود هيروز‘ FoodHeros بدَت فكرةً جيّدة؛ فهي تدعُك تبحث عن دروسٍ حول الزراعة وحضورها مع مزارعين حقيقيين، ما يجعلك تتواصل من جديدٍ مع الأشخاص الذين يعدّون طعامنا.
"ومضة": ما هو الجزء المفضّل من الرحلة؟
عمّار: كانت كاتدرائية ميلانو مذهلةً! فلا يمكنك أن تملّ حتى لو تأمّلتَها طوال النهار. غير أنّ الجزء المفضل لديّ كان مطعم بيتزا صغير يُدعى ‘بيتزا سبونتيني"‘ Pizza Spontini، وهو يبيع ألذّ بيتزا تذوّقتُها على الإطلاق.