قمّة 'ويبرازي': منطلقٌ لروّاد التكنولوجيا في تركيا
في إطار قمّة "ويبرازي" Webrazzi Summit 2015 في إسطنبول، اجتمع مئاتٌ من أصحاب العقول المبتكِرة على مدار يومَين، في الأسبوع الماضي، لتبادل الأفكار وعرض التكنولوجيات والاطّلاع على الاقتصاد التركي.
أثبت هذا المؤتمر بالفعل أنّ البيئة الحاضنة للشركات الناشئة التقنية في تركيا لا تزال بخير، كما كانت في أيّ وقتٍ مضى. فعلى سبيل المثال، كان من البارز أنّ جميع الشركات الناشئة التي وصلت إلى النهائيّ تركية المنشأ.
وبالإضافة إلى ذلك، كان عدد روّاد الأعمال المحلّيين الذين عرضوا تكنولوجياتهم مثيراً للإعجاب. ومنهم سيركان أونسال، الرياديّ التركيّ المخضرَم الذي استحوذَت شركة الاتّصالات "ترك سيل" Turkcell على شركته الناشئة التي تُقدِّم خدماتٍ للمخطّطات الترفيهية. وقد استعرض أونسال بفخرٍ شركته الناشئة الأخيرة "ستارتب ووتش" startups.watch وهي منصّة لتحليل الاستثمارات، ثمّ شرح الخطّة المقبلة للتوسّع في الشرق الأوسط.
كان مركز المؤتمرات وغرفتاه المتجاورتان اللتان احتضنتا الفعالية بمثابة محرّك الابتكار والإلهام؛ ففي هذا المبنى، تواجد مدراء تنفيذيون من شركاتٍ محليةٍ وعالميةٍ مثل "آي بي إم" IBM و"أمازون" Amazon، ألقوا خطاباتٍ متنوّعةً تناولت مواضيع مختلفة من عرض أفكار الشركة الناشئة وصولاً إلى بناء بيئةٍ حاضنةٍ مستدامةٍ للتكنولوجيا.
كما تمّ عقد ستّ ورش عمل متتالية هدفَت إلى إلقاء القاء المزيد من الضوء على أفضل الممارسات في العمل والخروج برؤىً وأفكارٍ عنها.
وفي الختام، انتهَت قمّة "ويبرازي" بمسابقةٍ للشركات الناشئة، بحيس مِن بين المئات من المتقدِّمين، تمّ اختيار 12 شركةً ناشئةً للنهائيّ كي يتنافسوا مع بعضهم البعض أمام لجنة تحكيم، مستغلّين الفرصة الترويج لأعمالهم وربّما جذب المزيد من الاستثمارات.
وفي المحصّلة، كان الفائزون الثلاثة هم:
. "توينتيفاي" Twentify وهي منصّة جماعية لركوب الأمواج
. "إ ڤريكا" Evreka وهي مزوّدٌ لتكنولوجيا ذكية لإدارة النفايات
. "سيجمنتيفاي" Segmentify لتصميم حملات التسويق
وبالتالي، هؤلاء الفائزون الثلاثة في مسابقة "ويبرازي ستارتب 2015" Webrazzi Start Up 2015، أمّنوا الحصول على استثمارٍ من شركة "500 ستارتبس" 500 Startups التي تتّخذ من وادي السيلكون مقرّاً لها.
هذا الإعلان عن الالتزام بالاستثمار، والذي جاء على لسان الشريك الاستثماري لـ"500 ستارتبس" في تركيا، إرهان إردوغان، شكّل خبراً جيّداً لهذه الشركات. كما يدلّ على أنّه بالرغم من الأوضاع السياسية المضطربة في البلاد قُبَيل الانتخابات البرلمانية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، فإنّ اهتمام المستثمِرين بالشركات الناشئة التي تعمل عبر الإنترنت في تركيا ما زال إيجابياً.
ومن الأدلّة على ذلك أيضاً، ما أعلنت عنه "ومضة" في الأسبوع الفائت، أنّ "500 ستارتبس" قد أنشأت صندوق تمويلٍ بقيمة 15 مليون دولار للاستثمار في 30 شركة ناشئة تركية في السنة، مع متابعةٍ على التمويل تصل من 15 إلى 20%.
وبدوره، قال مستثمرٌ آخر هو دالتون كالدويل، الشريك في "واي كومبينايتور" Y Combinator في سان فرنسيسكو، إنّ شركته سبق واستثمرَت في 3 شركاتٍ ناشئةٍ تركية ("زيبلين" Zeplin، و"إي براند فاليو" EBrandValue، و"فيزيرا لابز" Vizera Labs)، كاشفاً عن أنّها قد تستثمر في المزيد من الشركات المحلّية.
وفيما بدأت البيئة الحاضنة للشركات الناشئة تترسّخ في تركيا، أعلن بعض المشاركين في "ويبرازي" عن تفاؤلهم بإمكانات التنمية في قطاع التكنولوجيا المحلّي.
وقد صرّح الكثير من الحاضرين لـ"ومضة" بأنّ الروح الريادية المتأصّلة في تركيا شكّلت أساساً لنموّ هذا القطاع، وهذا أمرٌ حقيقيٌّ يُضاف إلى الدوافع الأخرى.
فعلى سبيل المثال، إذا ما أخذنا حالة السكّان، سنجد أنّ من هم دون 30 عاماً يشكّلون أكثر من نصف الشعب التركيّ الذي يبلغ عدده نحو 77 مليون نسمة. وهذا يعني أنّه يوجد إمكاناتٌ كبيرةٌ لناحية المواهب نظراً إلى القوى العاملة المتعلّمة.
ويمكن أن نلحظ ذلك في نوعية الخرّيجين، حيث كشف تقريرٌ من "أوسيد" OECDنُشر في عام 2015، أنّ 18% من طلّاب الجامعات الأتراك قد درسوا العلوم والهندسة. وهذا المعدّل يفوق ما هو عليه في بلدان أخرى، مثل البرازيل وهولندا والنروج وبولندا وحتّى الولايات المتّحدة.
بالإضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من أنّ التقرير يشير إلى أنّ معدّل الوصول إلى الإنترنت على أساسٍ يوميٍّ يبلغ 35% فقط، إلّا أنّ هذه النسبة مرتفعةٌ مقارنةً ببلدان نامية أخرى مثل المكسيك. كما أنّ معدّل انتشار الأجهزة المحمولة في تركيا مرتفعٌ جدّاً، إذ يصل إلى 80% من السكّان.
في المقابل، يوجد بعض الصعوبات التي تتمثّل واحدةٌ منها في نقص تمويل بعض المجالات مثل الأبحاث والتطوير. ولكنّ بعض الهيئات الحكومية، من بينها "مجلس الأبحاث العلمية والتكنولوجية" التركي Scientific and Technological Research council of Turkey (Tubitak)، يعملون على سدّ هذه الثغرة. وقد أعرب الكثير من المشاركين المحلّيين عن رضاهم عن التعامل مع هذه المنظّمات.
وبالعودة إلى المتبارين في النهائيّ، فإنّ الشركات الناشئة التسع الأخرى كانت:
"إكموب" Ekmob: منصّة لإدارة أمكان العمل.
"جاراج" Gaaraj: خدمة لتأجير السيارات عبر الإنترنت.
"كولانيشي أجانسي" Kullanıcı Ajansı: منصّة متقدّمة لتجربة المنتَجات.
"أوتسيمو" Otsimo: منصّة مفتوحة لتعليم الأطفال الذين يعانون من التوحّد.
"بابينو" Pubinno: مزوّد حلول ذكية لقطاع المشروبات.
"سوران" SOR’UN: مصنة لتزويد CCM للشركات.
"كوم باي" ComPay: حلول عبر الإنترنت للدفع الإلكتروني من أجل الذين لا يملكون لطاقات ائتمان.
"فيفيزو" Viviso: تستهدف الإعلانات عبر الفيديو الذي يُعرَض على قنوات التلفزيون التي تبثّ عبر الإنترنت.
هذا وقد تمّ الإشارة بشكلٍ خاص إلى "إيي صاهني" İyisahne.com، السوق عبر الأجهزة المحمولة لتنظيم الفعاليات.