'جيران' الآن في مصر ونصائح من مؤسّسها عن الفشل والنجاح
فريق "جيران" مصر خلال حفلة الإطلاق (الصورة من مدوّنة "جيران").
وسَّعَت "جيران" Jeeran، منصّة المراجعات والتقييمات النقدية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، شبكتَها نحو مصر قبل عدّة أيّامٍ خلال هذا الأسبوع. هذه المنصّة التي تتّخذ من الأردن مقرّاً لها، تشبه "ييلب" Yelp في عملها، حيث يمكن للمستخدِمين إن يكتبوا مراجعاتهم ويقيّموا مختلَف الشركات والخدمات في مدنهم، بناءً على نظام تقييمٍ من خمسة نجوم. كما أنّها تتيح للمواطنين المحلّيين والأفراد من أرجاء العالم العثورَ على المؤسَّسات القريبة التي يمكن أن يستفيدوا منها، مثل المطاعم وأجهزة الصرّاف الآليّ وورَش تصليح السيارات وغيرها من الأمور الأخرى.
و"جيران" التي بدأَت كموقع استضافةٍ مجّانيّ، وتحوّل عام 2010 إلى موقعٍ لكتابة التقييمات لمنطقة الشرق الأوسط، تغطّي حالياً ما يقارب 40 مدينةً في المنطقة وتوسّعها نجو مصر سيساهم في زيادة عدد هذه المدن.
ولقد أجرَت "ومضة" حديثاً مع الشريك المؤسِّس، عمر قدسي، الذي بقي على رأس هذه الشركة منذ إطلاقها عام 2000، تناول خبراته ونظرته إلى عملية التوسّع الأخيرة، والسنوات الـ15 التي مرَّت على إنشاء "جيران". كما كانت للمديرة التنفيذيةّ للتسويق والتطبيقات، رموز صادق، مشارَكةٌ في هذه المقابلة.
"ومضة": كيف قرّرتم أين ومتى ستتوسّعون؟ وما الذي جذبكم في مصر؟
عمر قدسي: لقد أنهينا الموقع الخاصّ بمصر منذ ثلاث سنوات، ولكنّنا لم نفعّله. لم نستطِع القيام بإطلاقٍ مناسبٍ بسبب الأحداث التي سادَت في هذا البلد في تلك الأيّام.
رموز صادق: كنّا نخطّط للتوسّع إلى مصر أو السعودية، ولكن بعدما بدأت الأزمة في مصر قرّرنا أن نركّز على السعودية. وبعدما هدأَت الأمور، قمنا بزيارة السوق المصرية ومن ثمّ قرّرنا القيام بعملية الإطلاق.
قدسي: إنّ توسّعنا يتمّ في سوقٍ واحدةٍ كلّ مرّة. والآن بما أنّنا في مصر، لا نعلم كم سيستغرق الأمر كي نحظى بالتأثير المطلوب. فيمكن أن يأخذ ستّة أشهر حتّى يرضينا تأثير ‘جيران‘ على السوق، ولكنّه على الأرجح سيأخذ سنةً على الأقلّ.
"ومضة": كيف تقيسون النجاح وماذا يعني لكم؟
قدسي: لا أملك تعريفاً واضحاً لما يعنيه النجاح بالنسبة لنا. النجاح هو شيءٌ يجب أن تواظب عليه.
صادق: نحن نرى لمحاتٍ من النجاح في بعض الأحيان؛ وأذكر عندما قام مستخدِمٌ بشكرنا لأنّ ‘جيران‘ ساعده على إيجاد مستشفى.
قدسي: علينا ان نعمل على النجاحات الصغيرة. وداخلياً، إنّه الحاجة لتحقيق رؤانا.
"ومضة": اذكروا لنا مرّةً اقتربتم فيها من الفشل وكيف تمكّنتم من التغلّب عليه.
صادق: كلّ يوم. لا أذكر يوماً لم تواجهنا فيه مشكلةً ما وسعَينا للتغلّب عليها. ففي بعض الأوقات قد تكون مشكلةً ماليّةً، أو هندسية، أو حتّى من المجتمع. لا يخلو الأمر من مسائل يجب أن تعرف كيف تتعامل معها.
قدسي: نتعرّض يومياً لتهديداتٍ من أشخاصٍ يريدون مقاضاتنا. وأحياناً يأتي بعض الأشخاص ليوبّخونا في المكتب. وهذا يحصل عادةً مع أصحاب المتاجر الغاضبين منّا بسبب تقييمٍ سيّءٍ عن متجرهم كتبه أحد المستخدِمين.
الشريك المؤسِّس في "جيران"، عمر قدسي (الصورة من "فايسبوك").
"ومضة": ما هي النصائح التي تقدّمونها لروّاد الأعمال اليوم؟
قدسي: استفِد من وجودك في مكانٍ ما، ولا تعمل ما يوجد لديك محلّياً. لقد جمعنا الكثير من البيانات في ‘جيران‘ لنتأكّد من أنّنا نفهم السوق تماماً.
صادق: تميل الشركات الناشئة للإفراط في توسيع نطاقها أثناء عملية التوسّع، ولكن لا ينبغي للتوسّع أن يكون مكلفاً. لستَ مضطرّاً مثلاً لافتتاح مكاتب باهظة الثمن مطلّةً على البحر، بل توسّع بمسؤولية وبطريقةٍ فعّالة. من الأخطاء الأخرى التي أرى أنّ الشركات الناشئة ترتكبها، هي الجلوس وانتظار التمويل؛ وهذا ما لا يجب القيام به.
قدسي: النصيحة الأهمّ التي يمكن أن أقدّمها، هي أنّه لا يجب أن تترك ما بدأتَ العمل عليه، بل آمِن بقيمتك ولا تستسلم أبداً. يجب أن تستمرّ. فالمسيرة لا تنتهي أبداً، ولكن يجب أن يكون لك فيها هدفٌ ما. أمّا هدفنا فيكمن في مساعدة المستهلِكين على التفاعل بشكلٍ أفضل مع المواقع والأماكن في مدينتهم.
إنّ هذا أمرٌ صعب. ولكنّه إن لم يكن كذلك، فأنت لا تضيف شيئاً ذا قيمة، لا تضيف شيئاً جديداً. إذا كنتَ تشكّ بما يجب القيام به، توجّه نحو الأصعب.
صادق: توظيف الناس والاستغناء عنهم من أصعب الأشياء. لطالما أخبرني عمر أنّه ‘عندما يتركنا بعضهم فلا بأس بذلك، لأنّهم تركوا مكاناً لأفكار ورؤىً جديدة.‘
"ومضة": ماذا لاحظتم في كلّ بلدٍ توسّعتم نحوه؟
قدسي: من الأمور التي لاحظناها في مصر كانت عظمة الشعب المصريّ ومدى إيجابيّته ورغبته في العمل معنا. وبعدما يفهمون قيمة منصّتنا ويعرفون أنّنا نعمل من خلالهم ومعهم، سوف لن يتأخروا عن تقديم الدعم.
في السعودية الأمور أصعب. فالفصل بين أفراد المجتمع والإجراءات الشكلية التي تحيط به تصعّب الأمور قليلاً. ولكن في الوقت نفسه، لاحظنا أنّ الكثير من الناس يرغبون في المساهمة معنا، وأكثر ما أثار إعجابنا هو حماس النساء اللواتي رغبنَ في المشاركة.
الأردن هي قاعدتنا الرئيسية، والناس يتوقّعون منّا المزيد. يريدون منّا أن نفعل أشياء مختلفةً كثيرة، أكثر وأكثر.
صادق: في البداية، اختلطَت الأمور على
الناس، فهم لم يجرّبوا التقييمات النقدية من قبل. فعندما كنتُ أخبرهم
عن عملنا، كانوا يُصدَمون بفكرة أنّه يمكنك أن تكتب تقييماتٍ
وملاحظاتٍ سلبية. لم يكونوا يعرفون أساساً كيف تُكتب التقييمات.
ولكن في الوقت الحالي، نحن نتفاجأ بمدى تنوّع المستخدِمين لمنصّتنا.
فعلى سبيل المثال، يوجد الكثير من النساء في الأربعينات من العمر
يستخدمنَ ‘جيران‘، ويبدو أنّ التنوّع على هذه المنصّة هو ما
يجذبهنّ.
"ومضة": هل مِن كلمةٍ أخيرة؟
قدسي: نعم. قوموا بكتابة
التقييمات والملاحظات فهي مؤثّرةٌ ويُحسَب لها حساب، وليكن ذلك على
المنصّة المناسبة.