خلال آخر حديث لنا مع "أرزان فينشر كابيتال" Arzan VC، وهو أحدث صندوق استثمار مخاطر في الكويت، أخبرنا الشريك الإداري حسن زينال أنّ الصندوق يسعى إلى "الاستثمار في الشركات التقنية الناشئة حول العالم، من خلال الجولة الأولى التمويلية Series A وما بعدها بقيمة 5 ملايين دولار أميركيّ." 

بما أنّ الصندوق لا يحدّ استثماراته في قطاعات أو بلدان معينة، أعلن "أرزان" يوم 9 آذار/مارس الفائت عن استثماره في الشركة الناشئة الروسية Idinaidi.ru، بوابة عقارات إلكترونية مقرّها موسكو. وما هي إلا أسابيع قليلة حتى أعلن من جديد عن استثماره في "مينا كوميرس" MENA Commerce، مقابل مبلغ غير معلن عنه بالتعاون مع مجموعة من المستثمرين المخاطرين. ومن جهتها، تركّز شركة "مينا كوميرس" في دبي على قطاع التجارة الإلكترونية وغير الإلكترونية في الشرق الأوسط، شمال إفريقيا وتركيا. وبالرغم من أنّ الصندوق يستثمر فقط في الشركات التي أصبحت في مرحلة النموّ، إلا أنه قام باستثناء هذه المرة. فيعلّل مدير الاستثمار رفيع المستوى للصندوق، أحمد طقاطقة، السبب قائلاً: "تقوم الشركة بعمل مختلف عن باقي الشركات الشبيهة لمستواها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا". 

محرّك بحث من نوع آخر

من خلال محرّك بحثها "شوب شوب مي دوت كوم" ShopShopMe.com، تسمح "مينا كوميرس" للمتسوقين لديها من البحث عن منتجات من متاجر إلكترونية وغير إلكترونية على حدّ سواء، ممّا يضيف ميزة تسوقية لأصحاب هذه المتاجر وخيارات أكثر للشارين.  

في بيان صحفي له، أفصح مصطفى محمود، المؤسّس والرئيس التنفيذي لـ "مينا كوميرس"، عن نية الشركة بإطلاق تطبيق على الهواتف الذكية، يمكّن المتسوقين من البحث عن المنتجات عبر استخدام النصوص والصور أيضًا. ويقول هنا: "حين يرى المستهلك منتجًا يعجبه في متجر ما، كلّ ما عليه القيام به هو التقاط صورة له من هاتفه وستُرسل هذه الأخيرة تلقائيًّا إلى التطبيق لتحديد المنتج، ومعرفة أية متاجر تبيعه وما هو السعر المعروض". 

تضمّ الشركة الناشئة الآن ثمانية علماء كومبيوتر ولديها برائتي اختراع لم يتمّ توثيقهما بعد. استنادًا إلى المؤسّس، يسعى الفريق إلى استخدام الاستثمار للتوظيف، والتسويق وتحسين البنية التقنية للمنصة.

إيجاد مستثمرين استراتيجيّين

أصعب ما واجهه محمود أثناء جمع المال، كان العثور على مستثمرٍ مناسب، فيقول "إنّه العثور على المستثمر المناسب الذي سيشكّل قيمةً مضافةً لنا (الأموال الذكية)." فالمستثمر الاستراتيجيّ هو الذي يرشد روّاد الأعمال ويساعدهم في ترشيد إنفاق مواردهم المالية. وهذا ما يوافق عليه أمير فرحة، من "بيكو كابيتال" BECO Capital. (شاهدوه يتحدّث في هذه المقابلة مع "ومضة"، عن المستثمرين وكيف يمكنهم أن يشكّلوا قيمةً غير مالية).

ومن جهته، يضيف محمود أنّ "جميع المستثمرين لدينا يشكّلون قيمةً أساسيةً لنا، سواء كان ذلك من خلال إيجاد تواصلٍ لنا مع شركاء أو عملاء استراتيجيين، أو من خلال تزويدنا برؤىً وأفكار لتحسين شركتنا الخاصّة عبر قنواتٍ مختلفة." ويقول إنّ "الدعم الذي نحصل عليه من المستثمرين لدينا يفوق قيمته المالية بكثير." ويبدو أنّ هذا المؤسِّس سيعمد خلال جولته التمويلية التالية إلى الحذر أكثر، وإيلاء أهمّيةٍ أكبر لعامل الوقت، حيث يتابع قائلاً، "سوف نبدأ جمع الأموال في وقتٍ مبكرٍ، واضعين في عين الاعتبار أنّ الإطار الزمنيّ للجولة أطول ممّا كنّا نتوقّع."

المزيد من المال في التجارة الإلكترونية

في حين لا يتوافر كثيرٌ من الاستثمارات في التجارة الإلكترونية، وهو القطاع الذي يشهد طفرةً في المنطقة العربية، فإنّ "مينا كوميرس" MENA Commerce تنفرد في هذا المجال، وفقاً لطقاطقة، الذي يقول إنّ "‘مينا كوميرس‘ هي في الأساس شركةٌ ناشئةٌ للبنية التحتية للتجارة الإلكترونية." ويضيف أنّه "من النادر جدّاً في منطقتنا العثور على شركةٍ تقنيةٍ ناشئةٍ تقوم بإيجاد تقنيةٍ تستحقّ براءة اختراع." وفريقنا يعمل على إيجاد تقنيةٍ مبتَكَرةٍ، من خلال استخدام أدوات البيانات الكبيرة big data tools، لتزويد المستهلِكين والمتاجر الإلكترونية بتجربةٍ أفضل على الإنترنت والهواتف المحمولة."

مع حجم استثمارٍ يتراوح بين 500 ألف ومليون دولارٍ أميركيّ، وقطاعٍ لا يحدّد استثماراته في بلدان أو مجالاتٍ معيّنة، تحاول "أرزان فينشر كابيتال" دعم المساعي التكنولوجية في أيّ مكانٍ في العالم، انطلاقاً من الكويت.