4 عوامل تغيّر قواعد لعبة الابتكار في قمة أبوظبي
"شعرنا أن أبوظبي باتت أكثر فأكثر وجهة معظم الاقتصادات والصناعات المحلية والدولية ومحطة لانشاء شركة أو اطلاق الأعمال"، عبارة اختصرت بها لوغان إلاس، المديرة الشريكة في "أتلانتيك لايف"AtlanticLIVE سبب اختيارأبوظبي لتنظيمقمة "ماذا بعد؟ التنقل بين التحديات العالمية مع جيل الابتكار"What's Next Navigating Global Challenges with Innovation Generation يوم 5 تشرين الثاني/ نوفمبر بالتعاون مع شركة "بوينغ" Boeing للطيران في العاصمة الإماراتية، أبوظبي.
وتخبرنا إلاس أن "أتلانتيك لايف" وجدت في أبوظبي فرصة لتنظيم أول فعالية دولية لها بعد أن كانت عقدت حوالي 200 فعالية في كل أنحاء الولايات المتحدة للتحدث عن الابتكار في كل ما يتعلق بالرعاية الصحية والتكنولوجيا والتعليم وغيرها من المواضيع. واعتبرت أن هدف هذه القمة تسليط الضوء على أهم عوامل التغيير في الابتكار العابر للقارات والتشديد على مفهوم "جيل الابتكار". فتشرح لنا إلاس" يعتقد كثيرون أن الابتكار حكرٌ على الشباب والطلاب إلا أننا نجد أشخاصاً على غرار فادي غندور، مؤسس "أرامكس"، ما زالوا يبتكرون." وتضيف أن الفعالية تضم متحدثين من أكثر من 25 دولة في العالم، شركات كبيرة ذات خبرة طويلة وشركات ناشئة. "لا يوجد جيل محدد للابتكار لا بل عقلية تتخطى العمر وخلفية التعليم."
في ما يتعلّق بعوامل تغيير اللعبة، اعتبرت إلاس أنها تختلف من قطاع الى آخر الا أن الأهم هو التفكير: "عشر خطوات الى الأمام من أجل التفرّد عن الآخرين." طوال الفعالية، بدا واضحاً أن معظم المتحدثين من مختلف قطاعات التعليم والاعلام والتكنلوجيا والتجارة وغيرها اتّفقوا على أهمية اعتماد التغيير وكل ما هو جديد، والابتعاد عن النماذج القديمة والتقدّم نحو المجهول؛ عوامل لتغيير قواعد لعبة الابتكار ويبقى قاسمها المشترك أن الفشل هو بداية المشوار لا النهاية.
في ما يلي، أبرز العوامل التي تمّ التطرق اليها خلال قمة "ذي أتلانتيك لايف":
- المهارات، مفتاح نجاح الشركات: اعتبر
رئيس مجلس إدارة شركة "بوينغ"، جيم ماك نورني في حديثه
عن المقاربة التي تعتمدها شركته لتوليد الأفكار عن صعوبة تطوير الجيدة
منها من دون الخوف من التخلّي عن السيئة. وشدّد على أهمية اعتماد
ثقافة تعزّز "الأفكار من أسفل المنظمة" لاسيما أن الهدف هو " زيادة
تدفّق الأفكار لا تباطؤها". الا أنه أقرّ بأن الشركة كلما
كبُرت، كلما أصبحت أكثر بيروقراطية مما يصعّب على الموظّفين ايصال
أفكارهم. الا أنّه شدّد على أن "الابتكار هو المفتاح للابقاء على
المهارات الجيدة والاستمرار في السوق."
وأكّد، من جهته، فيليب فوريستيه، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون العالمية والمجتمعات في الشركة الفرنسية للبرمجيات،"داسو" Dassault Systemes على أهمية توظيف المهارات اللامعة من أجل حلّ المشاكل وبناء مدن أفضل وتوفير خدمات صحية أحسن وتعليم لائق. الا أنّ الشركات تعاني من نقص في المهارات لأنّ التعليم لا يتزايد لمواكبة مسار التوظيف. في حين شدّدت عزة أبو زيد، المديرة الشريكةلمختبر تصميم التكنولوجيا التابع لجامعة نيويورك أبوظبي أن الطريقة الوحيدة لبناء شركات ناجحة واحداث الابتكار تمرّ بالمهارات والخلفية المتينة (أكانت في التعليم أو الخبرة).
- ثورة التعليم التقليديّ والالكترونيّ:
ومن أجل مواكبة الطلب المتزايد على المهارات والنقص في الأسواق، اتّفق
معظم المتحدثون على ضرورة احداث ثورة في قطاع التعليم. وتحدث عدد منهم
عن أهمية أن يضع الطالب مهاراته في سلّم أولوياته وأن يكون دوماً
مستعدّاً للتعلّم. وشدّد، من جهته، فريد موافينزاديه،
رئيس معهد مصدر للعلوم
والتكنولوجيا في أبوظبي على أهمية بناء مؤسسات للتعليم العالي في
المنطقة تعتمد معايير التميّز كمنظمات عريقة في الولايات المتحدة.
وشدّد على أن تحقيق ذلك يعتمد على تغيير النظر في نماذج التعليم.
واعتبر موافينزاديه أن الانترنت يجب أن ينُظر اليه كأداة تغيّر طريقة
تعلمّ الطلاب في المستقبل مشيراً الى أن "قدرات الإنترنت في قطاع
التعليم تتخطّى مجرد نقل الدروس على الانترنت."
الانترنت أداة في قلب استراتيجية براد هارغريفز. فقد أسسّ"جنريل أسامبلي" General Assembly التي توفّر دروساً على الانترنت وفي مقرّها، من تطوير الويب وتصميم تجربة المستخدم الى أساسيات الأعمال وعلوم البيانات والتسويق الرقمي. وسلّط هارغريفز على أهمية توفير تعليم بديل يساهم في "دمقرطة التكنولوجيا." واعتبر أن منصات الدروس الجماعية الالكترونية المفتوحة المصدر MOOC لم تنجح في تغيير الأنظمة التعليمية المعتمدة لأنها واجهت مشكلة الابقاء على اهتمام والتزام الطلاب. وشدد على أن ركيزة نجاح التعليم الالكتروني هي في اعتبار التوظيف في قلب الاستراتيجيات التعليمية لأن الهدف هو تخريج طلاب مستعدين لدخول معترك العمل بالاضافة الى التركيز على "التعليم العملي".
- المحمول هو المستقبل: أمر أكّد عليه
تيري كان، رئيس قسم السفر والسيارات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال
إفريقيا في "فايسبوك" Facebook. وتحدث كان عن أن العالم بات أكثر
انفتاحاً وتواصلاً وأن الهدف من قسم السفر والسيارات هو استهداف أدقّ
للمستخدمين من جهة، وللشركات مع المستخدمين من جهة أخرى لاسيما أن
"العلامات التجارية باتت في حمضنا النووي." واعتبر أنه حتى لو أن
فايسبوك يعتمد سياسة صارمة في ما يتعلّق بالاعلانات الا أنه يريد
جعلها أكثر فعالية من خلال التركيز على خدمات المحمول. وشدد على أنّ
المحمول هو "الغد والمستقبل القريب". وأشار الى أن عام 2030، سيفوق
المحتوى الرقمي المستهلك المحتوى التلفزيوني في الولايات المتحدة" ما
يعكس أهمية التركيز على المحمول لتلبية الطلب المتزايد.
- أمن الحاسوب في عالم شديد التواصل: لا شكّ أن "أمن الحاسوب" cybersecurity في عالمنا اليوم وغداً بات من أولويات كلّ الشركات لاسيما أن الاعتداءات الأخيرة تخطت سرقة المعلومات فحسب لا بل تدمير الأنظمة التي تخزّنها. واعتبر ماهر نايفه، نائب رئيس شركة "بوز ألين هاميلتون" الاستشارية Booz Allen Hamilton أن "نضج الاعتداءات الالكترونية تظهر أن الأدوات تغيّرت وتطوّرت وأن أي فرد قادر على ارتكابها" في إشارة الى تغيير اللعبة وهوية "أشرار الانترنت". وبالتالي، يجدر بالشركات اعتماد مقاربة منهجية لحماية أنظمتها أيّ استراتيجية خاصة بكلّ شركة أمن الانترنت، على حدّ قول مارتا أرسوفسكا توموفسكا، نائبة وزير مجتمع المعلومات والادارة في مقدونيا. فكرة أيّدها أيضاً نايفه الذي أضاف أنه يجدر بالشركات أن تحدد المعلومات المهمة التي يجدر حمايتها وتقييم مخاطر نشرها للعلن.
وأضاف أن وسائل عدة تمّ اعتمادها لاسيما في دول الخليج للقياسات الحيوية biometrics كالبصمة في الهويات الوطنية التي تتضمّن كل المعلومات. في حين اعتبرت توموفسكا أن الحماية من هذه الاعتداءات تبدأ بأمر بسيط ألا وهو حملات التوعية لاستخدام صحيح للانترنت بدءاً من الأبسط: اختيار كلمة السر. وأعطت مثالاً لحملات "كن مسؤولاً على الانترنت" التي يتمّ تنظيمها في مدارس مقدونيا الابتدائية والثانوية لتعليم الأطفال كيفية حماية أنفسهم في العالم الافتراضيّ.
تنوّعت المواضيع التي
تناولتها قمة "ذي أتلانتيك لايف" في أبوظبي وساهم المتحدثون في رسم
عوامل التغيير لتحفيز الابتكار عبر الأجيال. وأرادت الفعالية أن تكون
منصة لا تجمع أبرز الوجوه في البيئة الحاضنة اليوم فحسب لا بل أيضاً
هؤلاء بطلاب الجامعات، صانعي المستقبل. فتمّ تنظيم ورش عمل لنخبة طلاب
تم اختيارهم من أفضل سبع جامعات في المنطقة من أجل تقريب المسافات بين
المتحدثين المخضرمين والطلاب الذين تفاجأوا بسهولة التحدث والاستفادة
من خبرة ونصائح أشخاص حققوا نجاحات عالمية ومحلية.