منتجات سعودية تقليدية تنزل إلى الساحة الرقمية
سبق أن نشرت كل المقالات المذكورة أدناه على firnas.org.
وفقاً لدراسة حديثة أصدرتها "فيزا" VISA في يونيو/حزيران حول أنماط استخدام الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تضم المنطقة العربية قطاع التجارة الإلكترونية الأسرع نمواً في العالم، بمعدل نمو سنوي يقدر بـ45%. وضمن هذه النسبة، تصدرت المملكة العربية السعودية الجداول كالبلد الذي توسعت فيه التجارة الإلكترونية الأكثر في السنوات الأخيرة.
وذلك ليس من المستغرب كثيراً نظراً لعدد سكان المملكة الذي يناهز 29 مليون نسمة ونسبة انتشار الإنترنت التي تساوي نظيرتها في الصين (45%). ونتيجةً لقيام نسبة 39% من مستخدمي الإنترنت الراشدين بعمليات شراء إلكترونية، بلغت قيمة قطاع الإنترنت في المملكة 9.9 مليار دولار في العام 2010 ويتوقع أن يتوسع إلى أكثر من 28 مليار دولار في العام 2016.
أما الأغراض التي يشتريها السعوديون عن الإنترنت، فهي تتنوع بين ملابس ومواد استهلاكية على أنواعها، بحيث تشبه السوق السعودية سائر البلدان الخليجية. غير أنّه من الملفت أنّ السوق شهدت مؤخراً طفرةً في عدد المواقع التي تبيع أغراضاً اعتدنا رؤيتها في الماضي في الأسواق التقليدية أو في السوبرماركات في الآونة الأخيرة.
في حديث مع "ومضة"، أخبرنا محمد عرابي، الرئيس التنفيذي لشركة الإنترنت القابضة "شركة المبادرة الوطنية للإنترنت" N2V أنّه حصلت زيادة في الطلب من دون شك على المنتجات المصنوعة محلياً. وقال: "يحب المشترون الانفتاح على العالم غير أنّهم يتلهفون أيضاً للمنتجات السعودية". ولكن، عند محاولة دخول السوق السعودية، يشير عرابي إلى أنّ الناس يخطئون في لغط الذوق السعودي مع بقية الخليج.
باقة من المنتجات الوردية
أطلقت نورة الحارثي مؤخراً شركتها "متجر وردات" Wardatstore التي تبيع منتجات وردية من الطائف على الإنترنت مستوحيةً من سائحة إماراتية قالت لها إنها تشتاق إلى شراء صابون المدينة الوردي المشهور ومياهها المعطرة كل مرة تعود فيها إلى الإمارات. عملت الحارثي على تحسين قدرتها على الوصول إلى مصادر المنتجات الوردية التي تشتهر بها المدينة وجعلتها متوفرة على نطاق أوسع عبر بيعها وشحنها إلى أنحاء المنطقة.
ومن أحدث الإضافات إلى مجموعة مواقع التجارة الإلكترونية التي تبيع منتجات تقليدية هي زيت سمسم عسير وهي منصة لبيع زيت السمسم من تهامة عسير، منطقة في جنوب غرب المملكة العربية السعودية. ويتوق مؤسسها مفرح الأسمري إلى توسيعها إلى خارج حدود المملكة بعدما أطلقها في شهر مارس/آذار من هذا العام. وكما قال لـ "فرناس" Firnas: "ابدأ الآن وليس غدًا، فمخاطر التجارة الالكترونية شبه معدومة ولا تكاد توجد مصاريف تشغيلية".
مقاسات كبيرة لا تناسب أصحاب القلوب الضعيفة
تبيع "تمور المدينة" Medina Dates لتركي العزيزي هي أيضاً هذه الفواكه بنجاح على الإنترنت منذ يونيو/حزيران من هذا العام. وقد قال تركي لريان عادل في "فرناس" أنّ المنافسة بدأت تحتد مع متاجر أخرى مثل "تمور مول" Tomoor Mall و"موثوق" Mothoq، معرباً عن رغبته في الاستفادة أكثر بعد من ازدهار سوق التجارة الإلكترونية. وقد سبق أن بدأ العزيزي بالتصدير إلى بلاد خارج السعودية، غير أنّه يخطط لتطوير عمله أكثر بعد عبر عقد شراكات مع منافسين له ليوسع انتشار منتجاته.
موقعها مترجم بالألمانية والإسبانية والفرنسية
غير أنّ مو غاشم، الرئيس التنفيذي لـ"شوب جو" ShopGo يقول إنّ هذا النمو قد يستغرق بعض الوقت لأشخاص آخرين. ويضيف: "مع نمو السوق، سيكون من الطبيعي النظر إلى الخارج، غير أنّ السعودية سوق ضخمة بحد ذاتها. يلزمنا الكثير بعد لنشبع هذه السوق أولاً".
ويقول عرابي إنّ: "المواقع الإلكترونية التي تبيع العود رائجة جداً الآن" وربما تنجح مواقع الروبيان أيضاً (أي القريدس) في حال تمكنت مصائد الأسماك من توحيد جهودها. ويضيف أنّه "في السعودية أكبر مزرعة روبيان غير أنّ السعوديين ليسوا بارعين في التسويق. فهم عادةً ينجحون في عملهم كثيراً إلى درجة أنّهم ليسوا مضطرين لتسويق منتجاتهم".
لذا مع نمو هذا القطاع في السعودية وبالأخص من حيث بيع المنتجات المزروعة أو المصنوعة محلياً أو ذات المصادر المحلية، هل يمكن أن نرى قريباً جِمالاً وأعشاباً تجتاح عالم الإنترنت أيضاً؟