"رايزاب ايجيبت" تسلط الضوء على الابتكارات والمبادرات الناشئة
شهدت قمّة "رايز اب ايجيبت 2014"Rise up Egypt هذا العام حضور كثيف من صناع القطاع الريادي في مصر والعالم.
انطلقت "رايز اب ايجيبت" الأحد الماضي، على مدار ثلاثة أيام، من "ذا جريك كامبس"The Greek Campus للعام الثاني على التوالي، بهدف الربط بين أطراف منظومة ريادة الأعمال تحت سقف واحد.
وبينما كانت جلسات العمل وحلقات النقاش والموائد المستديرة، تجري على قدم وساق بين رواد الأعمال والمستثمرين والمرشدين والمتحدثين، عن كيفية جذب الاستثمارات الأجنبية، وآليات توظيف منصات الإعلام الاجتماعي لخدمة أهداف المشاريع، ومهارات عرض الأفكار وسبل تقييم الشركات؛ انتشرت فرق الشركات الناشئة من خلال المعرض التجاري لاستعراض مبادرتها الاجتماعية وإبداعاتها التكنولوجية.
ولعل اللافت هذا العام هو التكامل بين الأفكار والمبادرات والخدمات، التي تضمنها معرض الشركات الناشئة بالقمة، والتي ركز معظمها على مشاكل المواطن المصري اليومية من انتقالات وكهرباء وطاقة وتعليم.
فبدايةً من خدمات التمويل والاستثمار، ومرورًا بتطبيقات المحمول التي تستهدف سد ثغرات اجتماعية، ومرورًا بالمشاريع الصديقة للبيئة، وخدمات قطاع الأعمال، ووصولًا إلى العلوم وتطوير الروبوتات، لم تخل القمة من مجال أو قطاع إلا وتعددت الشركات العاملة فيه.
التمويل والاستثمار
بطبيعة الحال، تلمس شركات الاستثمار ما يمثله "هاجس المال" من مشكلة تؤرق الرواد. من ثًم تنوع الحضور المعني بتمويل المشاريع الناشئة بين نموذجيّن رئيسييّن: التمويل الجماعي، وبرامج التمويل التي تستهدف التنمية المجتمعية
وكانت "تنرا"Tennra منصة التمويل الجماعي المعنية بالألعاب، أحدث الشركات المنضمة إلى القافلة هذا العام، لاحقة بركب "شركتي" Sharquity و"يُمكن"Yomken.
على صعيدِ متصل، شاركت "138 بيراميدز"Pyramids138، وهي مبادرة مالية تنموية أطلقتها شركة "دلتا انسباير" Delta Inspire بهدف تنمية قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة في القاهرة والمحافظات. "نركز على الشركات التي تخدم إنعاش قطاع التوظيف، ونساعدهم بالتشبيك والإرشاد والتأسيس والتسويق، والإجراءات القانونية والمحاسبية، مقابل 20% من أسهم الشركة، ونتخارج بمجرد بلوغ الشركة مرحلة النضج، لنبدأ الرحلة مع غيرها مجددّا"، هكذا قالت سارة سمير مدير التحليل المالي بالشركة.
أما حنان سمير، مدير برنامج الاحتضان "كاتاليست"Catalyst، في "أو تي فينتشرز"OTVenture، فلديها نموذج تمويلي مختلف: "نركز على تمويل الشركات الناشئة المعنية بخدمات تلتقي فكرًا مع مشاريعنا، وهو ما يعني أننا قد نستحوذ على شركة تخدم المحتوى الإخباري العربي كـ"مصراوي"Masrawy أو تطبيق محمول للتعريف بحال الشارع المصري كـ"طريقي"Taree2y، أو منصة أخبار رياضية كـ"يالاكورة"Yallakora، وذلك دون التقيّد بفترة احتضان ثابتة أو نسبة محددة من الأسهم، فكل مشروع له حيثياته".
المواصلات
كالمعتاد، لايزال الشارع المصري المزدحم، مصدرًا لإلهام الرواد بالخدمات التكنولوجية. "رايح"Raye7، تطبيق يسمح بمشاركة رحلات السيارات الخاصة عبر القاهرة. حدثتنا سميرة نجم، مؤسسة المشروع قائلة: "التسجيل على التطبيق عن طريق بيانات فيسبوك، وبالتالي يمكن للمسجلين من مجتمع واحد سواء جامعة أو عمل أو عائلة أو أصدقاء، الاطلاع على خط سير بعضهم البعض يوميًا، وبإمكان أصحاب الطريق المشترك طلب مشاركة المشوار مع صاحب السيارة مقابل رسم مالي (يمثل 1/3 سعر السيارة الأجرة) يُحول له الكترونيًا وفقًا للمسافة، ومن هنا يستهدف التطبيق توفير وقت ومال وتخفيف عدد السيارات المتواجدة بالشارع".
لم يختلف توجه "رايح" عن "شير ماي رايد"ShareMyRide، فحسب كلمات محمود وصفي، المؤسس: "نحاول إيجاد حلول لمشكلة الزحام بحل آمن وموفر عن طريق تطبيق محمول لمشاركة الانتقالات الخاصة"، غير أن خدمات هذه الأخيرة لم تزل مجانية حتى الآن.
مشاريع صديقة للبيئة
لم تكن المشاريع الخضراء بمنأى عن المشاركة في فعالية "رايز اب 2014". في هذا الصدد، شاركت مؤسسة "شادوف" Shaduf، المعنية بالترويج للزراعات المائية على أسطح المنازل في المناطق الحضرية في القاهرة، بهدف تمكين ذوي الدخل المنخفض من استخدام مساحات غير مستغلة لتحسين ظروفهم المعيشية، والتصدي لمشكلات تلوث البيئة.
وعلى ما يبدو فإن أزمة انقطاع الكهرباء التي نالت من المصريين في الآونة الأخيرة، كانت دافعًا قويًا لأحمد عمارة وشركائه، لتأسيس "جرين انيرجي"Green Energy، التي تستهدف توفير الكهرباء عن طريق تركيب طواحين للرياح فوق أسطح المنازل.
وحسب تصريحات ممثلي الشركة للإعلام فإن "طاحونة واحدة سعرها 14 ألف جنيه مصري (حوالي ألفي دولار)، أي نصف تكلفة الخلايا الشمسية، تأخذ حيزًا أقل بكثير على أسطح المنازل، وتوفر 1.5 كيلووات كهرباء، وهو ما يعادل احتياجات الإنارة والتهوية لشقة طوال اليوم دون انقطاع".
لم تتوقف أفكار المشاريع الخضراء عند حدود البيئة، بل امتدت لتشمل الصحة والطاقة. هذا ما قدمته "بيوبيكال"BioPical، مشروع يستهدف معالجة مياه الصرف، لتحويلها إلى مياه صالحة للري، بالإضافة إلى توليد الغاز الحيوي من مراحل علاج المياه الموفرة للمال والطاقة.
التعليم الرقمي
أما قطاع التعليم الالكتروني، فكان له نصيبًا من خلال "اتعلم" et3alem منصة التدريب الرقمي (مقابل رسم اشتراك ثابت 15 دولارًا أو 100 جنيه مصري) في مجالات التنمية البشرية وتطوير المواقع والتصوير والتسويق الرقمي، وريادة الأعمال.
تشبيك القطاع الريادي
وفي وقت يعتبر فيه عنصر التشبيك من أهم مقومات النهوض بالقطاع الريادي، ظهرت مبادرة "الرحلة"Al-Re7hla، لتوفيره للرواد بتنظيم معسكرات دورية بمناطق سياحية في مصر (مقابل 1200 جنيه مصري أو 170 دولارًا).
في هذا السياق تقول سارة إبراهيم، مسؤول تنفيذي بالمشروع: "نهدف دعم تطوير الأعمال بمشاركة التجارب والأفكار والمعلومات والنصائح، في قالب من المتعة والاسترخاء".
وتستعد "الرحلة" الثانية بالمبادرةلتنطلق إلى مدينة نويبع السياحية جنوبي سيناء، لمدة أربعة أيام في 20 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
كما ويُعد هدف التشبيك، هو الدافع ذاته وراء تدشين خدمات "كونتكورز"Connectors، المعنية بتشبيك رواد الأعمال مع مزودي الحلول والخدمات والمستثمرين والمرشدين، بهدف تطوير الأعمال على أسس مدروسة، سواءً في مرحلة التأسيس أو التوسع.
هذا وقد يكون عنصر التشبيك والتواصل مع ذوي الخبرات، هو المُحرك الأساسي لتنظيم فعالية مساحة العمل المشتركة Coworking Camp Know-How، التي جرت على هامش "رايز اب 14" على مدار أسبوع كامل.
ناقشت الفعالية إمكانية العمل على تخطي تحديات العمل الخاص من خلال التواصل مع خبراء من المنطقة ومناطق أخرى من العالم في مجالات إدارة المجتمع والعلامات التجارية، وشملت العديد من الموائد المستديرة وورش العمل، في هذا الصدد.
العلوم
في حين يعتبر التقدم العلمي كلمة السر وراء تقدم الدول، قررت شركة "كورد"Cord توصيل العلوم وتطبيقاتها إلى جميع أفراد المجتمع كبارًا وصغارًا. أطلقت "كورد" مجموعة من برامج العلوم التعليمية باسم "حِرّف العلم" Science Crafts".
يقول عبد الرحمن غباشي، أحد مؤسسي "كورد": "تشمل برامجنا "معمل الروبوتيكس" Robotics Labs لتعليم الشباب تصميم وتنفيذ وبرمجة الروبوتات الخاصة. بالإضافة إلى "روبوتيكي") Robotikya لتعريف الأطفال بمبادىء صناعة الروبوتات والتحكم الكهربي فيها عن بُعد، باستخدام مكونات بسيطة وبأساليب شيقة تعتمد على التجربة العملية"، .
هذا بالإضافة إلى برامج لتعليم تطوير ألعاب ميكانيكية، ومجموعة من الحلول الدعائية والتسويقية التكنولوجية، تستهدف خلق بيئة حاضنة للبحث العلمي في مصر.
والآن وبعد أن أًسدل الستار على فعاليات القمة، انطلقت الشركات نحو تفعيل حصاد مشاركتها هذا العام من خبرات ومعلومات وتشبيك مع الإعلام والشخصيات المؤثرة بالقطاع، على وعد بالمزيد من الابتكارات والمبادرات في "رايز اب" 2015.