هل يتحوّل موقع جوميا إلى علي بابا أفريقيا؟
جذب اكتتاب موقع "علي بابا" Alibaba الناجح انتباه الجميع على التجارة الإلكترونية في الأسواق السريعة النمو، مثل "إي باي" eBay أو "تاوباو" Taobao، ومواقع التجزئة السريعة، مثل "أمازون" Amazon أوعلي بابا "تي مال" Tmall. إحدى الأسئلة التي نطرحها حاليا في أعقاب الاكتتاب الهائل هذا لعلي بابا هي: من الذي سيصبح علي بابا أفريقيا؟
تعتبر "جوميا" Jumia، منصة التجارة الإلكترونية التي أطلقتها "روكيت إنترنت “Rocket Internet والتي تقوم بعمليات البيع بالتجزئة السريعة وبالاضافة إلى الأسواق، منافسا خطيراً. تعمل هذه السلسلة محلياً في تسع دول (نيجيريا والكاميرون ومصر وساحل العاج وغانا، وكينيا، والمغرب، ونيجيريا، وأوغندا)، كما تقود حملات مثيرة للإعجاب لجمع التبرعات، وتستفيد لكونها شركة تابعة لـ"روكيت إنترنت". ومع ذلك، يجب على "جوميا" أن تقتنع بوجود منافسة شرسة من موقع "سوق" Souq في مصر و"آيش مال" Hmall في المغرب، والطريق طويل إلى ان تصبح الموقع الثالث في أفريقيا من حيث الشعبية، كما هو الحال بالنسبة لـ"تاوباو" في الصين.
اجتمعنا بمدير "جوميا" المغربي طايبي بن هيما لمناقشة التحديات التي تواجهها الشركة بالإضافة غلى نقاط القوة التي تتميز بها.
شركة شابة لكن بإمكانيات مالية كبيرة
من الصعب التفكير في "جوميا" دون التفكير في جمع التبرعات. فقد جمعت "جوميا" حوالي 60 مليون دولار امريكي من التبرعات. يوضح بن هيما "انها صناعة كثيفة من حيث رأس المال". ويضيف: "أنه يجب أن تكون قادراً على تسليم البضائع المتوقعة بالحد الأدنى من التفاعل، والتأكد من أن التسليم تم بصورة جيدة كافية لعدم اتلاف المنتج. وهذا يكلف الكثير، ويحتاج إلى تمويل ".
وكان جوابه على أي من أسئلتي المتعلقة بالعملاء هو نفسه: هدف "جوميا" هو إرضاء العميل. يقول بن هيما "نحن لا نتساءل متى سوف نصل للمعدل، ولكن كيفة الوصول إلى الرضا الكلي مع الحفاظ على خفض التكلفة. لن نقوم بأي تضحيات على حساب رضا العميل ". كان من الصعب دفعه لقول المزيد، ولكن مدراء "روكيت إنترنت" يكررون: "سنحاول تحقيق نتيجة أسرع من "أمازون" [الذي عادل الخسائر والأرباح بعد ثماني سنوات] ".
مزايا قابلة للتطوير
يستفيد من موقعه كعضوٍ في مؤسسة "إنترنت أفريقيا القابضة" Africa Internet Holding (AIH، المشروع المشترك التي أطلقها "روكيت إنترنت" لإدارة جميع مشاريعها في أفريقيا (بالشراكة مع شركات الاتصال الافريقية "أم تي أن" MTN وشركة "ميليكوم" Milicom)، على العديد من المزايا وليس فقط المالية، يوضح بن هيما: "كما لو كان لدينا شركة استشارية يمكن أن نصل إليها كلما برزت الحاجة".
على سبيل المثال، وبالرغم من أن شركة "أم تي أن" لا تملك فرعاً لها في المغرب، إلا ان المجموعة تساعد عن طريق استغلال الخبرة التي اكتسبتها من تعاملها بالهواتف المحمولة والدفع من خلال الهاتف في كينيا.
تساعد العضوية أيضا في الحصول على الخدمات العامة، والمعلومات الداخلية التي تستطيع فقط المجموعات الكبيرة أن تقدمها. فبحسب بن هيما، عندما يغير فيسبوك الخوارزمية الخاصة به، يحصل جميع المديرين في مختلف الدول على تقرير عن التغيير في اليوم التالي.
التوظيف السريع
يوضح بن هيما أن الفرع المغربي لـ"جوميا" يهدف حاليا إلى الخروج من المدن الكبيرة و"تغطية البلد بأكمله بشكل فعلي بواسطة أسطولنا الخاص". إن الشركة بصدد افتتاح مستودع جديد، مرتان ونصف أكبر من المستودع الحالي. ولمواكبة هذا النمو، تحتاج "جوميا" للتوظيف.
"يبرز التحدي في حاجتنا إلى عدد كبير من الأشخاص على كافة المستويات، من الإدارة إلى الخدمات اللوجستية". عندما يتعلق الأمر بالخدمات اللوجستية، يجب التأكد من قدرة الموظفين على اختيار المنتجات الصحيحة، بأسرع وقت ممكن، وإلا فإن العميل قد يحصل على المنتج الخاطئ، أو قد يحصل عليه بعد فوات الأوان. عندما يتعلق الأمر بالعرض، يجب على الموظفين مراجعة جميع المنتجات على الموقع وحذف المنتجات التي لا تتطابق مع المشاركات أو لا ترقى إلى معايير الجودة. يقول المدير أن العثور على تلك المواهب، يحتاج إلى مقابلة العديد من المرشحين، وهنا يكمن التحدي.
وفقا للمصادر، تملك جوميا حاليا 150 موظف في المغرب.
العمل على الواجهة
يوضح بن هيما أنه "للحصول على رضا المتعامل المغربي، اضطر الفريق إلى بناء منصة تلبي احتياجاتهم الخاصة". لا حاجة لتعقيد الامور، يعتقد بن هيما. "إذا كان عملاؤنا يفضلون الدفع نقدا، فسنسمح لهم بذلك". على الرغم من أن بن هيما يجد أن الدفع من خلال الهاتف يعتبر خياراً مميزاً، إلا أنه لا يريد أن يجهله إلزاميا باعتبار أن معظم المغاربة يفضلون الدفع نقدا دون طلب الدفع من خلال الهاتف.
من المؤكد أن هذا الخيار سيشكل تميزاً كبيراً عن منافسيها. يحاول "آيش مال"، على سبيل المثال، بشكل مكثف فرض خيارات جديدة للدفع على عملائها. استراتيجية "جوميا" هي أيضا مختلفة عن استراتيجية "علي بابا"، الأمر الذي يفسر الجزء الأكبر من نجاحها في تطوير خدمة دفع الخاصة بها "إيير بلاي" Alipay.
يقول المدير أن الأولوية الأخرى لـ"جوميا" المغربية تتمثل بالسماح للمغاربة بشراء المنتجات باستخدام اللغة التي يفضلونها. إن الموقع ثنائي اللغة بشكل كامل .كما يوضح "إن ترجمة الموقع هي مهمة شاقة وطويلة ولا تحظى بتقدير". هم لا يقومون فقط بترجمة الموقع، لكن يعمدون أيضا إلى استخدام اللغة الأكثر صلة في كل مرة يريدون الترويج لمنتج ما أو القيام بحملة إعلانية. كما يضيف "بالنسبة لبعض العلامات التجارية، التواصل باللغة العربية أدى إلى زيادة في المبيعات"، رافضا الخوض في التفاصيل.
تعتبر السنوات القليلة المقبلة حاسمة بالنسبة لـ"جوميا"، "آيش مال"، وغيرها، إذ أن التجارة الإلكترونية المغربية لا بد أن تنفجر، والفوائد سوف تذهب إلى المنصات التي تستثمر الجهود حاليا.