كيف تؤثر الأجهزة القابلة للارتداء على المجتمع؟
أراد القيّمون على فعالية "تك فوروم" TechForum في دورتها السادسة عشرة الاجابة عن هذا السؤال: كيف تؤثر الأجهزة القابلة للارتداء على المجتمع؟ وذلك في مقرّ "واحة دبي للسيليكوم" Dubai Silicon Oasis وبالشراكة مع شركة "اتصالات" الاماراتية في السادس عشر من أيلول/سبتمبر الجاري.
احتلّت الأجهزة القابلة للارتداء مكانة مهمّة في قطاع التكنولوجيا الحديثة اليوم، وهي التي يُقدّر أن تنمو مبيعاتها العالمية من 15 مليون دولار عام 2013 الى 70 مليون دولار عام 2017، وفقاً لمركز أبحاث "جونيبر ريسيرش" Juniper Research. ومع هذا الطلب المتزايد، تعمل الشركات على مواكبة الظاهرة وإدخال أحدث التقنيات وايجاد وسائل لجذب المستخدمين.
وجمعت "تك فوروم" ما بين استخدام الأجهزة القابلة للارتداء كمحفّز للتغيير الايجابي وما بين رحلة عبر الواقع الافتراضي لتكشف فوائد هذه التكنلوجيا الرائدة على المجتمع.
أجهزة لحياة صحيّة
أطلعنا مارتين مولنار، الرئيس التنفيذي لشركة "توبيلو" Tupelo التي تتّخذ من دبي مقراً لها أن هدف الشركة هو الاعتماد على الأبحاث أكثر منه على التكنولوجيا من أجل تحسين حياة مستخدمي الأجهزة القابلة للارتداء. "لا نريد أن نُقدّم جهازاً معاصراً فحسب لا بل جهاز يجعل حياتك أفضل".
وأشار مولنار أن الدراسات الأخيرة كشفت أن البدانة بلغت مستويات الوباء وتكلّف الحكومات ملايين الدولارات، كما شدّد على أمراض القلب التي تُعتبر أهمّ أسباب الوفاة في المنطقة العربية. واختارت "توبيلو" أن تتّخذ من المنطقة العربية مقرّاً لها لاسيما أن معظم أموال الدراسات والأبحاث تُخصّص للولايات المتحدة.
ولذلك، أرادت "توبيلو" أن تقدّم لمستخدميها ثلاثة أجهزة قابلة للارتداء حتى الآن، "ميمو" Mymo، "ماي بالانس" MyBalance و"ماي بيت" MyBeat التي تتميّز كلّ منها بمزايا محددو وترتبط بتطبيقات متوفرة على نظامي iOS وAndroid من أجل النفاذ الى كلّ بيانات اللياقة البدنية.
الا أنّ مولنار اعتبر أن اهتمام المستخدمين بهذه الأجهزة قد لا يدوم طويلاً حتى لو كان الهدف التمتّع بصحة جيّدة. وكشف أنّ 80% من المستخدمين في الولايات المتحدة يهملون أجهزتهم في حين أن 85% منهم في الشرق الأوسط يتناسون أمر الجهاز بعد مرور "فترة الانبهار" عقب شراء الأجهزة القابلة للارتداء للمرة الأولى.
لهذا السبب، أرادت "توبيلو" أن تتميّز عن الشركات الأخرى والعمل على جني الأرباح من جهة ومشاركة مستدامة للمستخدمين من أجل حياة أفضل. ويعتبر مولنار أن الحلّ الأنسب هو نظام المكافآت الذي اعتمدته الشركة مع جهاز "ميمو". وبالتالي، "لن ينسى المستخدم جهازه على الطاولة في المنزل لا بل سيحمله مع في كل مكان لأنه كلما مارس نشاطاً بدنياً، كلما جمّع "النقاط" وكلما ازدادت المكافآت."
رحلة مع الواقع الافتراضي
اختارت شركة "كليكس أند لينكس" Clicks and links البريطانية فعالية "تك فوروم" لتحمل الحضور في رحلة في عالم الواقع الافتراضي بفضل آخر أجهزتها القابلة للارتداء. وقال فين سامنر، المدير الاداري للشركة أن الواقع الافتراضي فرصةً للحضور لاختبار جهاز "أوكولوس" Oculus الذي كانت قد استحوذت عليه فايسبوك مؤخراً. واعتبر أن هذا الجهاز مهّد الطريق أمام النزعات العالمية في التكنولوجيا الافتراضية. ويسمح منتج الشركة الجديد "ريفت" Rift، وهو عبارة عن سمّاعات للواقع الافتراضي، للمطوّرين ببناء تطبيقات وتمكين اللاعبين "بدخول" عالم ألعابهم المفضّلة. وسيكون الجهاز متوفراً في الربع الثاني من 2015 مع نسبة مبيعات عالمية تقدّر بمليون جهاز على الأقل.
واعتبر سامنر أن عالم الواقع الافتراضي شهد تطوّراً ملحوظاً في السنوات العشرين الأخيرة من ناحية التكنولوجيا والشكل وأن واجهات وسبل جديدة باتت متوفرة للتفاعل مع الواقع الافتراضي بما فيها "ليب موشون" Leap Motion و"ميو" Myo و"كينكت 2" Kinect 2 أي الأجهزة التي تعتمد على الحركة.
وبالاضافة الى أن الواقع الافتراضي غيّر المعادلة في عالم ألعاب الفيديو، الا أنّه يضطلع بدور مهمّ في الحياة اليومية. فيمكن استخدامه، بحسب سامنر، في التدريب الطبي والعسكري والبيئات الخطرة أو حتى في عمليات "التظاهر" simulation كالتخطيط للكوارث أو التخطيط المدني أو حتى زيارة المواقع الجغرافية والسياحية والمكتبات.
لا شكّ أن الابتكارات الحديثة في مجال الأجهزة ستزيد من شعبية تكنولوجيا الأجهزة القابلة للارتداء. الا أن هذه الشعبية لا تعتمد على التكنولوجيا فحسب لا بل أيضاً عل مدى اقبال المستهلكين، ما قد يتطلّب بعض الوقت والكثير من المال.