إيلانس يدخل سوق مواقع التوظيف الحر في مصر ويستعدّ للمنافسة
في ظل ما تشهده معظم بلدان المنطقة حالياً من أزمات إقتصادية وتوترات سياسية تبعت ما يُعرف بثورات الربيع العربي، ارتفعت معدلات البطالة في بعض بلدان المنطقة، لاسيما في مصر التي شهدت أكبر نسبة إغلاق للشركات المحلية والعالمية.
وهنا قررت "إيلانس"Elance (وهي شركة أمريكية الأصل تعمل على نطاق دولي) أن تذيب الحواجز الجغرافية للباحثين عن عمل في مصر، وأن تخلق لهم قناة اتصال مباشرة بالشركات الباحثة عن موظفين عالمياً، فأُطلقت "إيلانس" عام 2012.
وبعدما بدأ "إيلانس" في كاليفورنيا عام 2006، تمكن خلال السنوات الماضية من التوسع إلى 75 دولة حول العالم. وأصبح الموقع يضم أكثر من 3 مليون مستخدم مسجل و800 ألف شركة موظِفة من مختلف الجنسيات، قاموا بتحويل ما يزيد عن 995 مليون دولار للعاملين بنظام التوظيف الحر على منصة "إيلانس".
وفي فاعلية نظمتها "إيلانس"، بأحد فنادق بالقاهرة، تحت عنوان: "2014 Freelancer Career Kick-O"، أعلنت هبة علام،ممثلة "إيلانس" في مصر، عما حققته الشركة من نتائج ملموسة بالأرقام.
"توسعت الشركة في مصر بعد أن أصبحت الحاجة مُلحة لخدمات التوظيف الحر، وتمكنت مصر خلال العام الماضي من التقدم في الترتيب بين أهم الدول المستفيدة من خدمات "إيلانس"، لتصبح في المرتبة رقم 18 بواقع ما يزيد عن 20 ألف مستخدم مصري مسجل، محققة إرتفاعاً بنسبة 31% عن عام 2012"، تقول علام.
وقد جلب الموقع مليوني و600 ألف دولار للمسجلين من مصر منذ عام 2006 وحتى الآن. "تساهم الخدمة بدور فعال في حل مشاكل اقتصادية تتمثل في دخول العملة الصعبة إلى البلاد، وأخرى إجتماعية تتعلق بالبطالة".
وكونها مصرية، تؤكد علام أن بلد كمصر يسكنه 88 مليون نسمة يفترض أن يكون عدد المسجلين منه أكثر من ذلك بكثير: "نأمل أن نصل إلى مليون مسجل على الأقل في 2014، فبلدنا تعج بالكفاءات وهي أكبر البلدان العربية من حيث عدد مستخدمي الإنترنت، ولذلك فإن آمالنا فيها كبيرة في المرحلة المقبلة".
وتتمثل رؤية "إيلانس" في أن يصبح موظف من بين كل ثلاثة - على مستوى العالم - يعمل عن بُعد بنظام التوظيف الحر بحلول عام 2020. ويعول الموقع على حملات التسويق الإلكترونية عبر مواقع التواصل الإجتماعي لنشر الفكرة على نطاق أوسع، ولاسيما في مصر والمنطقة العربية بصفة خاصة، حيث لا يزال المستخدمون بحاجة للتوعية بمزايا التوظيف الحر.
ولا يلعب "إيلانس" منفرداً على أرض مصر خاصةً والشرق الأوسط بشكل عام، بل ينفاسه مجموعة من مواقع التوظيف على غرار "نبش" Nabbesh، "جوب زيلا" Jobzella، و"ليمون" Laimoon. وكون "نبش" يستهدف قطاع المهن الحرة ويسمح للموظفين المستقلين بالبحث عن عمل بحسب مهاراتهم، هو منافس مباشر. ومنذ إطلاقه في نيسان/إبريل 2012 وحتى الآن، تخطى عدد المسجلين على "نبش" 37 الألف مستخدم، وأكثر من 1300 مشروع عمل تم نشره على الموقع.
هذا وقد حطم "نبش" المقاييس، بعدما نجح (في 24 ساعة فقط) في حشد 30% من مستهدف الإستثمار الجماعي على منصة "يوريكا" (التي تصل الشركات الناشئة الباحثة عن إستثمار بمستقمرين أفراد مقابل أسهم) لينطلق بعدها نحو المستهدف الذي بلغ 100 ألف دولار قبل الموعد المقرر لإنتهاء الحملة في أيلول/ سبتمبر الماضي.
طريقة عمل الموقع
يعمل الموقع بنظام المزايدات، إذ يكتب كل متقدم رداً على إعلان الوظيفة الشاغرة، يحدّد راتبه بالساعة، ليقوم الموظِف بالمفاضلة بين الخبرات والأسعار المطروحة.
وتجني "إيلانس" أرباحها بإضافة 8.75% على المبلغ الذي يحدده الموظف مقابل عمله في الساعة، ويتم توضيح المبلغ بعد الزيادة في خانة منفصلة. وهو ما يعني أن الخدمة مجانية للباحثين عن عمل.
وبعد إنتهاء المهمة الموكلة إلى المستخدم يقوم الموظِف بتقييم أدائه علناً، ما يمٌكن المتميزين من رفع راتبهم على المدى القصير، نظراً لأنه مع الوقت يصبح لديه سجلاً من شهادات الخبرة التي تقر بكفاءته.
وقد تستغرق مسألة التسجيل على الموقع بعض الوقت، غير أنهاليست معقدة على الإطلاق. فكل المطلوب هو تسجيل الدخول إما بحسابك على موقع "لينكد إن" أو "فيس بوك" أو ملأ استمارة بيانات. ثم تنطلق بعد ذلك برفع سيرتك الذاتية وصورة شخصية. ومن ثم تبدأ إجراءات التحقق من الهوية وقبول شروط وأحكام الموقع، لتصبح بعد ذلك مؤهلاً للتقدم إلى الوظيفة المناسبة لك.
وفي ما يخصّ تأمين حصول الموظف على أجره، هناك أربعة خيارات متاحة تتضمن التحويل البنكي أو "باي بال" (المنتظر أن يكون متاحاً في مصر خلال عام)، أو "موني بوكرز"Money Bookers، و"بايونيير"Payoneer وهي منصات توفر حلول للدفع عن طريق الشبكة العنكبوتية.
لقاءات مع مستخدمي "إيلانس"
تخرّج المصري أندرو أسامة عام 2005 كمبرمج الكترونيات، اكتشف أن العمل في مجاله في شركة واحدة لوقت طويل يغلق خبراته مع الوقت على مجال واحد دون غيره. فقرر اعتناق العمل الحر على موقع "إيلانس"، وهو ما يمنحه خبرات متنوعة في مجالات مختلفة كمطور تطبيقات تارة ومبرمج مواقع تارة أخرى، حسب إفادته.
ويوصي أسامة المبتدأين ألا يبالغوا في سعر الساعة في البداية وأن يخوضوا تلك التجربة في مرحلة مبكرة: "أنصح شباب الخريجين بل والطلبة من الراغبين في إثقال خبراتهم، قبل الخروج إلى الحياة العملية، أن يبدأوا من الآن وأن يراعوا تحديد سعر مناسب للعمل في الساعة حتى يكون لهم الأفضلية، ومع الوقت ستمنحهم تقييمات العملاء فرصة لرفع رواتبهم، ولاسيما بعد أن يكونوا قد أثقلوا خبراتهم".
هل يسهل التوقع بنجاح الموقع تدريجياً في القضاء على مخاوف شباب الخريجين والموظفين بنظام الدوام الكامل في مصر، من مخاطر العمل عن بُعد؟