دكتور بريدج أول مجتمع طبي إفتراضي في مصر. هل ينجح؟
تزداد حاجة المجتمعات الالكترونية إلى رقمنة العالم الطبي، خاصة مع انخراط التكنولوجيا أكثر فأكثر بالحياة اليومية.
وفي وقت تشهد المنطقة توجهاً جلياً لتعريب المحتوى الالكتروني الطبي وخلق حالة تفاعلية بين المريض والمتخصص على غرار مواقع مثل "الطبي" و"صحتي" و"ويب طب"، أطلقت شركة "دكتور بريدج" DrBridge المصرية الناشئة تطبيقاً يعمل على خلق أول مجتمع إفتراضي طبي متكامل.
ويهدف هذا التطبيق المتوفر على أجهزة "أندرويد" و"آي أو أس" إلى أن يصبح صلة وصل بين المريض والهيئات الطبية مجتمعة بما في ذلك الأطباء ومعامل التحاليل والأشعة.
في الأساس، بدأ "دكتور بريدج" كتطبيق موجه للأطباء في إبريل/ نيسان 2012، يستخدمه الطبيب للوصول إلى بياناته وادارة عيادته مالياً وإدارياً من خلال تقارير تحليلية لمواعيد الحجوزات وقياس أداء العيادة، بالاضافة الى تقارير طبية إلكترونية عن المرضى، وهو ما يُعرف عالمياً بنظام EMR. ويسمح هذا البرنامج ببناء تقرير رقمي متكامل عن التاريخ الطبي للمريض، يتضمن أسماء العقاقير التي تناولها ونتائج التحاليل التي أجراها والمدة الزمنية التي إستغرقها العلاج وآخر حالة توقف المريض لديها.
وتطور تطبيق "دكتور بريدج" ليضم المريض أيضاً، حيث أطلقت الشركة، في أيلول/سبتمبر الماضي موقع "فيزيتا" Vezeeta للحجز الالكتروني لدى أطباء القاهرة. وتتوفر خدمة الحجز مجاناً للمريض على "فيزيتا"، أما الطبيب فعليه أن يدفع 300 جنيه شهرياً (أو 3 آلاف جنيه سنوياً) كرسوم إشتراك.
ويسهل "فيزيتا" عملية حجز موعد الى اقصى الحدود اذ يدرج المواعيد المتاحة لكل طبيب مسجل، فيحجز المريض مباشرة الموعد المناسب له، وتصله رسالة نصية بتأكيد الحجز، قبل أن يتصل به مندوب خدمة العملاء بالموقع للتأكيد النهائي. كما يمكن للمرضى الإستفسار هاتفياً عن أسعار زيارة الأطباء قبل الحجز من خلال خط ساخن 16676.
هذا ويعمل مطورون على تزويد تطبيق "دكتور بريدج" بمزايا التواصل التفاعلي بين الطبيب والمريض أثناء فترتيٌ العلاج والمتابعة من خلال رسائل نصية وأخرى تذكيرية بمواعيد الإستشارات وجلسات نقاش حول نتائج التحاليل والآثار الجانبية للعقاقير.
ويأتي مؤسسا الشبكة الطبية من خلفية تمزج بين العلوم والتكنولوجيا. أمير برسوم، هو مدير الإستراتيجيات سابقاً في شركة "أسترا زينيكا – الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"AstraZeneca العالمية للصناعات الدوائية، وخريج كلية الصيدلة وحاصل على ماجيستير إدارة الأعمال MBA من الجامعة الامريكية. أما المؤسس الشريك فهو أحمد بدر، وهو أحد مؤسسي شركة "آي تي ووركس" ITWorx، إحدى الشركات الرائدة في المنطقة لتطوير البرمجيات المتخصصة.
ولم يكن من السهل على المؤسسين تغيير منظور الأفراد العاملة بالقطاع الطبي في مصر إلى عالم التكنولوجيا الرقمية. "كان الأمر في أوله صعباً للغاية، ولاسيما بعد الإطلاق مباشرة، مما دفعنا للتوقف نحو ثمانية أشهر من أجل إجراء تحسينات على التطبيق لمواكبته مع إحتياجات الطبيب المصري بصفة خاصة، والذي أصبح لا يحتاج لأكثر من 30 دقيقة ليتدرب على كيفية إستخدام التطبيق"، يقول برسوم.
ومن غير الواضح ما اذا كان التطبيق يحقق نجاحاً منذ اطلاقه في حُلته النهائية في مارس/آذار 2013 إذ رفض برسوم الافصاح عن عدد الأطباء الذين سجلوا على التطبيق حتى الآن. ولكنه قال ان حجم الفريق كبُر بشكل سريع. "بدأنا بثلاثة أفراد، ونحن الآن 63 موظفاً".
كما نتج عن إطلاق "فيزيتا" توسيع قاعدة العملاء التي وصلت لـ50 ألف عميل (من المرضى) حتى الآن، حسب تصريحات برسوم، والذي أعاد تلك الأرقام إلى مرونة "فيزيتا" في مساعدة المريض على أن يجد الطبيب الأنسب سعراً والأقرب مكاناً، فضلاً عن كونه قد خلق وسيلة تفاعلية مباشرة تُمٌكن المريض من الإستفسار عن بعض الأسئلة التي قد يجدها محرجة كالسؤال عن طبيب أمراض نفسية أو جنسية.
وللوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الزبائن لصالح "فيزيتا"، اتخذ المؤسسان قنوات تسويقية متعددة جمعت بين الحملات الإلكترونية على مواقع التواصل الإجتماعي، والتسويق المطبوع "أوف لاين" offline.
وتمركز إهتمام مؤسسيٌ "دكتور بريدج" بالقاهرة الكبرى على مدار العام الماضي، إلا أنهم يخططون للتوسع إلى الإسكندرية وبعض المحافظات الأخرى في القريب العاجل، حسب إفادة بدر، والذي أفصح أيضاً أن الشركة تخطط للتوسع إقليمياً في المرحلة المقبلة إلى شمال إفريقيا ودول الخليج – بإعتبارها دول متعطشة تكنولوجياً.
ومن أجل تنفيذ تلك الخطط التوسعية داخل مصر وخارجها، كان برسوم وشريكه قد حصلا على جولة تمويل أولى من صندوق تنمية تكنولوجيا المعلومات “Ideavelopers”، والذي استحوذ على 40% من "دكتور بريدج" مقابل 8 مليون جنيه.
ويتطلع مؤسسا الشركة إلى تأهيل "دكتور بريدج" لأن يصبح "براكتيس فيوجن" Practice Fusion الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو موقع أمريكي نجح في تزويد خدمة الربط بين الهيئات الطبية تكنولوجياً، والذي صنفه منتدى الإقتصاد العالمي عام 2012 بأنه الموقع الرائد عالمياً في مجاله. وقد تمكن "براكتيس فيوجن" في غضون السنوات الثلاثة الماضية من إستقطاب 100 ألف طبيب، و49 هيئة صحية، وبناء قاعدة عملاء من المرضى بلغت 75 مليون عميل. فهل ينجح "دكتور بريدج" في المنطقة؟