شركة تسعى إلى جعل الكسكس عالميًّا
لم يعد الكسكس في المغرب بحاجة إلى تعريف، لكنّ الأمر مختلف في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. غير أنّ لمياء بنحميدي تريد تغيير هذا الواقع من خلال جعل الكسكس طبقاً رائجًا أينما كان.
في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، أطلقت "لوليز" Looly’s وهو كسكس مصنوع على اليد وقليل السعرات الحرارية يتمّ تحضيره بوصفات أقل ما يمكن القول عنها إنّها مبتكرة ومميزة – فتخيل كسكس خالٍ من الجلوتين أو حتى حلوى بالكسكس. تتعاطف "لوليز" مع المستهلك بعدم اضطراره إلى بذل جهدٍ كبير لتناولها (فهي خفيفة السعرات الحرارية وسهلة التحضير ومرتبطة بالثقافة والقيم وغيرها).
ابتكرت مؤيِّدة ريادة الأعمال الاجتماعية هذه "لوليز" باعتبارها حلاً للتنمية الاقتصادية المستدامة والريفية، فلدى "لوليز" وحدة إنتاج بالقرب من مدينة سيدي قاسم الصغيرة في المغرب، ويعود 40% من أرباحها إلى صندوق العمل الاجتماعي الذي يهدف إلى تمويل أنشطة تنموية لصالح الموظفين وبيئتهم الريادية.
استقطبت هذه الفكرة انتباه المغربيين بما أن "لوليز" فازت مؤخرًا بمسابقة كأس الشركات الناشئة في المغرب التي انعقدت في تاريخ 23 نوفمبر/ تشرين الثاني.
يأتي اسم "لوليز" من " لؤلؤة" وهي كلمة تستخدم لوصف كلّ ما هو أفضل. وبعد الكسكس، تنوي المؤسِّسة أن تباشر في البحث عن "لآلئ" أخرى في المأكولات المحلية التي تنتمي إلى بلدان مختلفة، كما ستطورها لكي تتوجه بها إلى الخارج بشكل خاص.
أجريت مقابلة صغيرة مع المؤسّسة حول ريادة الأعمال الاجتماعية وأبرز التحديات التي واجهتها خلال تأسيس "لوليز" وخططها للتوسّع:
ومضة: من أين يمكننا الحصول على منتجات "لوليز"؟
لمياء: في الوقت الحالي نقوم بإنتاج كمية كبيرة ليصبح لدينا مخزون، بانتظار أن نبدأ بتصديره بحلول يناير/ كانون الثاني 2014. قررنا حالياً أن نحدّ من المبيعات التي تتم عبر موقع "كيكستارتر". إذ تشكل أسواق الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قاعدة زبائننا الأساسية بما أن السوق الأميريكية منفتحة عادةً على كل ما هو جديد، إضافة إلى أن المغرب يتمتع بصورة جيدة ويعتبر بمثابة مرجع في المأكولات "العصرية والرائجة".
ومضة: ليس من السهل دخول السوق الأميريكية. على ماذا تعتمدين لاكتساب الشهرة؟
لمياء: بما أنها مهمة صعبة، فهي تستحق العناء. وعلى عكس ما هو متناقل، يعشق الأميريكيون اختبار منتجات جديدة ولا يترددون في الشراء حين ينال أي منتج أو مشروع أو شركة جديدة إعجابهم. أنا أعتمد على تسويق المحتوى وعلى الأفكار المبتكرة في الشبكة المحلية لدخول هذا النوع من الأسواق.
غير أنّ مبيعات "لوليز" لا تقتصر على هذه السوق فحسب، بل يستطيع الجميع الحصول على منتجاتها (ضمن حدود المخزون المتوفر) .
ومضة: ما هي المشاكل الرئيسية التي واجهتك؟
لمياء: كما يقول المثل العربي "الحاجة أم الاختراع". تلخّصت إحدى المشاكل بوجود نقص في عدد الموردين. فعلى سبيل المثال، ليس لدى الشركات الناشئة من يقوم بتوضيب الطعام كما وأن العرض محدود جداً. وبما أننا لم نعثر على مزوّد خدمات في هذا الشقّ بعد، تدبّرنا أمر التوضيب بأنفسنا وابتكرنا التصاميم وطبعناها وفق معرفتنا.
ومضة: كيف أفادتك مسابقة كأس الشركات الناشئة؟
لمياء: بدايةً، سمحت لي هذه المسابقة بالحصول على الكثير من التعليقات البناءة بخصوص مشروعي. لقد تحدى المرشدون أفكاري وسمحوا لي بتحسين شكل المشروع ومضمونه. وبما أنني فزت بالجائزة الأولى، فسأتلقى الإرشاد والتوجيه في وادي السيليكون من قبل PITME، فضلاً عن الاستفادة من البرنامج الريادي لمؤسسة OCP، وسأشارك أيضاً بنهائيات العالم في العام 2014.
إنّ المشاركة في المسابقات هي دائماً فكرة سديدة في كل الأحوال، إذ يسمح ذلك بعرض المشروع علناً. ويتيح لي ذلك الفرصة لتلقي إمّا الصفعات المعنوية أو التشجيعات اللازمة!
ومضة: أنت تديرين حالياً حملة تمويل جماعي على "كيكستارتر". لماذا التجأت إلى هذه الوسيلة؟
لمياء: في الوقت الحاضر نقوم بتمويل المشروع بأنفسنا. أما "كيكستارتر"، فتوفر إمكانية تمويل وشراء وتذوق منتجات "لوليز" على الفور وهذا ما يشكل نقطة استثنائية.
لقد وضعنا هدفاً بجمع قيمة ثلاثين ألف دولار وقد تجاوزنا حتى الآن عتبة الخمسة آلاف دولار. كما تم إدراجنا في قائمة "خيار طاقم العمل المفضّل" Staff Picks وهي عبارة عن قائمة أعدّها فريق "كيكستارتر" بالمنتجات الأكثر إبداعاً وابتكاراً.
سنقوم بجولة في الولايات المتحدة في مطلع سنة 2014 من أجل جمع الأموال.
بإمكانكم المساهمة في تمويل المشروع على "كيكستارتر" عبر زيارة هذا الرابط.