هل تحتاج المجتمعات الإسلامية إلى دليل رقمي محترف للحجّاج؟
تتغلغل التكنولوجيا في الثقافة الإسلامية ببطء ولكن بطريقة جليّة. في حين ربع سكان العالم (23%) ينتمون إلى الديانة الإسلامية، وتقريباً مليوني مسلم يقومون بطقوس الحج سنوياً، أصبحت هذه الفئة تشكل سوقاً جذابة بالنسبة للشركات التي تبني تطبيقات للمحمول تقدم خدمات ومنتجات دينية.
لقد رأينا مؤخراً مجموعة كبيرة من التطبيقات الإسلامية مثل "صلاتك" Salatuk الذي أطلقته شركة "مسارات آب"، و"السلام" AlSalam app من شركة "رومان آبس" Romman Apps، و"فاذكروني" Fathkrony من شركة "فروت آبس" Frootapps، وغيرها من التطبيقات ومعظمها يركز على تذكير المسلم بأوقات الصلاة.
وقد سجلت المملكة العربية السعودية 16.5 مليار دولار أميركي من مصاريف الحج والعُمرة العام الماضي 2012، ما يمثل ارتفاع بـ10% عن 2011 بحسب The Arabian Business.
وقد تمت "رقمنة" الطقسين هذا العام من خلال اطلاق تطبيقين اثنين من قبل شركة Hajjnet "حج نت" التي تعمل من دبي. ويقدم التطبيقان التوجيه للمسلمين عن طقوس الحج الاسلامية وهما "حج سلام" HajjSalam و"عمرة سلام" UmrahSalam.
وفي حين يُعتبر الحج والعُمرة من أهم الطقوس الإسلامية، هما أيضاً مكلفان لأنهما يتطلبان السفر إلى جدة في السعودية. وبحسب دراسة ميدانية، تصل الكلفة المادية لاقامة طقوس الحج والعُمرة إلى 30 مليار دولار أميركي بالسنة بحسب جريدة "جولف نيوز" Gulf News. ويضم هذا الرقم السكن والمصاريف اليومية بالإضافة إلى الذبائح.
ويحاول التطبيقان تقديم الحلول لتحديات الحجاج الذين لا يعلمون دائما ما هي الخطوات التي عليهم القيام بها خلال الحج، فمعظمهم يستعين بخدمات شيخ ديني ليكون دليلهم. "من أول أهدافنا تعريف المستخدم على عملية الحج والعُمرة في كل تفاصيلهما وان نصبح أداة لا يمكن للحجاج التخلي عنها،" يقول علي دباجة، رائد أعمال لبناني أميركي انتقل الى دبي وأسس "حج نت" Hajjnet.
"لقد أردنا بناء تطبيق يتمكن من التعايش مع عالم الويب 2.0 ويندمج به،" يشرح دباجة. ما يميزنا هي مقاربتنا المختلفة التي تركز على كون التطبيق سهلاً وعملياَ إلى أقصى الحدود فيركز المستخدمون علي التجربة الروحانية،" يضيف.
حتى الآن، سجل التطبيقان أكثر من 20 ألف تنزيل على متجر "آبل" خلال شهرين بحسب دباجة. فقط تم اطلاق تطبيق "عُمرة سلام" في نصف شهر آب/أغسطس وتطبيق "حج سلام" في أواخر شهر أيلول/سبتمبر. "صُنف تطبيق عُمرة سلام بين أول عشر تطبيقات الأكثر شعبية في فئة السفر وأول بلد يستخدمه هي السعودية، ثم باكستان، فنايجيريا فمصر،" قال دباجة. "لقد قمنا ببعض الحملات التسويقية المدفوعة على فيسبوك لأن امكانياتنا المادية كانت محدودة،" يقول دباجة.
تطبيقات لها وظائف متعددة
يمكن استخدام تطبيق "حج سلام" خلال الحج أو قبله. فهو يتناول هذا الطقس على شكل جدول زمني حيث تندرج المراحل بحسب توقيتها. ويبدأ الجدول من مرحلة التجهيز لينتهي عند انتهاء الحج.
وتسهل المرحلة الأولى العملية إلى أقصى الحدود اذ تقدم شرحاً تفصيلياً للتطبيق وتفند أهم عناصره. فتضم معلومات لوجستية مثل كمية المال الضرورية ونوعية الملابس وخيارات الأوتيلات مع امكانية مقارن الأسعار وكلفة التاكسي وغيره من التفاصيل الضرورية.
وترافق كل مرحلة مجموعة من الصور. "لقد طلبنا من أحد الحجاج توثيق رحلته بالصور فعاد مع ألفي صورة نستخدمها حاليا في التطبيقين،" يقول دباجة. "يساعد هذا الأمر الحجاج على التعرف على الأماكن بسهولة."
كما يشكل التطبيق أداة جيدة لحفظ الصلاة وهي موجودة بأكثر من لغة. "نريد اتاحة امكانية الاستفادة من التطبيق والتعرف الى طقوس الحج لمن لا يتقنون اللغة العربية،" يشرح دباجة.
يمكن الاستفادة من كل خدمات التطبيق من دون الاتصال بالانترنت. ولكن بالطبع من الصعب اهمال الشبكات الاجتماعية حتى في التطبيقات الدينية. "كل مرحلة يتجاوزها المستخدم خلال الحج يمكنه مشاركتها من خلال جزء مخصص لهذا الموضوع على الجهة اليمنى من التطبيق،" يقول دباجة.
والتطبيق متاح حتى الآن في اللغة الانجليزية فقط ومن المخطط اطلاقه في اللغة العربية بعد شهر تقريباً. هل سيشهد المزيد من التنزيلات بفضل اللغة العربية؟
من القطاع المالي الى شركة دينية
على الرغم من انه لم يقم بطقوس الحج أبداً، يؤمن دباجة بأهمية التطبيق للحجاج. "نحن نهدف الى مساعدة الحجاج على التركيز على الطقوس الدينية محض،" يشرح دباجة.
قبل اطلاق شركة "حج نت" كان دباجة يعمل في قطاع مختلف، ولكن سوق التطبيقات قد جذبته. كان قد عمل في مجال الاستثمارات والمصارف خلال معظم مسيرته المهنية في سياتل ونيو يورك واستقر في دبي في عام 2005 اذ عمل لدى Standard Chartered bank خلال بضعة سنوات ثم خسر عمله بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية فبدأ بالتخطيط للعمل على "حج نت".
وبهدف التأكد من دقة وصحة المعلومات الموجودة في التطبيقات أقام دباجة شراكة مع محمد الشريف وهو خبير في الحج والعمرة. الشريف كندي الجنسية من جذور مصرية كان يعيش في لندن قبل ان ينتقل الى دبي من اجل العمل على تطبيقات "حج نت". وحتى الآن قام الشريف بطقوس الحج لأكثر من عشرين مرة وأسس "معهد المغرب" لتعليم المواضيع الإسلامية وله فروع في سنغافورة، بريطانيا، كندا، والولايات المتحدة. وقد أصبح الشريف مستثمر في شركة "حج نت".
"لقد جاء باقي تمويل الشركة من الأصدقاء والأقرباء،" يقول دباجة. والفريق لا ينوي جني الأرباح من التطبيق بعد ولكنهم يدرسون امكانية اقامة الشراكات مع شركات يمكنها تقديم منتجات تتناسب مع توجه التطبيقات مثل شركة "نستله" التي هي من أكبر منتجي الطعام الحلال في المنطقة اذ 5% من منتجاتها هي حلال. كما انهم يأخذون بعين الاعتبار الشراكات مع الأوتيلات في جدة ومكاتب السفريات وشركات التأمين.