حافلة واحدة، ٤٠ رائد أعمال ومسابقة لخمسة أيام، ستارتب باص تصل الى جنوب إفريقيا
عندما تكون الفكرة جيدة، يتم تناقلها عبر البلدان والمحيطات. فبعد أن لاقت "ستارتب باص" StartupBus نجاحاً في الولايات المتحدة وأوروبا، ها هي تُطلق أول دورة إفريقية لها.
تعتبر "ستارتب باص" مبادرة سنوية أُطلقت عام ٢٠١٠ وتشبه ستارتب ويك أند لكن على عجلات ومن دون حدود. وقد عرفت هذه المبادرة بعض الشهرة. حتى أن المؤتمر السنوي SXSW حول التكنولوجيا، التصميم، الابتكار ووسائل الاعلام قد ضمّ إلى لجنة تحكيمه روبرت سكوبليه.
وحالياً، ستجمع الدورة الافريقية ٢٠ رائد أعمال إفريقي و٢٠ آخرين أجانب خلال رحلة تدوم ٥ أيام عبر عدد من الدول، من هراري في زيمبابواي وصولاً الى كاب تاون في جنوب إفريقياً، بدءاً من السابع عشر من تشرين الثاني/ نوفبمر. وخلال هذه الرحلة، سيقوم المشاركون ( ٥٠٪ من المطورين، و٢٥٪ من المصممين و٢٥٪ من مطوري أعمال) يُطلق عليهم لقب buspreneurs ( رواد أعمال الحافلة)- بتصميم وتأسيس واطلاق الشركات الناشئة.
وعلى غرار كل مسابقة، تتوّج الرحلة بعرض فكرة مشروع نهائية خلالالفعالية الأخيرة ألا وهي أسبوع ريادة الأعمال العالمية في جنوب إفريقيا.
حتى الآن، يتحمس رواد الأعمال بالتنقّل في السوق الافريقية الواعدة حيث يمثّل قطاع الهاتف المحمول ٤،٤٪ من الناتج الاجمالي المحلي في القارة ويتوقّع أن يزداد عدد الهواتف الذكية التي يتم بيعها بنسبة ٤٠٪ سنويا حتى ٢٠١٧. وقد قام أكثر من ٢٠٠ buspreneurs طموح بالتسجيل من ٤٣ دولة. بالاضافة الى أن المبادرة أقنعت عدداً من المرشدين المعروفين بالمشاركة بما فيهم ريتشارد برانسون.
دعوة المجتمع إلى تخطي الصعوبات
في محاولة لتكون الفعالية بمتناول أكبر عدد ممكن من الأشخاص، أراد فريق "ستارتب باص إفريقيا" أن تكون تكاليف الإقامة والطعام منخفضة. ويجب أن يدفع كل من تم قبوله للمشاركة مبلغ ١٥٠ يورو فقط ( ما يعادل ٢٠٠ دولار).
مما يعني أن الفريق يتكفّل بتغطية التكاليف بفضل الرعاية التي كانت بغاية الصعوبة. على الرغم من شراكات مع "بي أم دبليو" وشركة الانترنت الافريقية المسرعة للنمو (الموازية لـ"روكت إنترنت") وبعض من شركات الخدمات اللوجيستية، تبقى العائدات غير كافية بحسب فابيان كارلوس جول، أحد المنظمين.
ولذلك، قرر الفريق اللجوء الى التمويل الجماعي وأطلق حملة على "إنديجوجو". وعند كتابة هذا المقال، كان المشروع قد جمع أكثر من ٤٠٠٠ يورو ( ٥٥٠٠ دولار) وما زال أمامه ١٧ يوماً ليحقق هدفه بجمع 10 آلاف يورو ( ١٣٨٠٠ دولار). ويقول جول إن الحملة انطلقت ببطء لأن الفريق واجه تحدي التسويق. لم يعرفوا كيف يجعلوا من مسابقة الرحلة في الحافلة حدثاً "جذاباً". أما الآن، بعد أن تطرق الفريق الى المزيد من التفاصيل، يمكنه التواصل بفعالية أكبر حول أهمية المشروع. يبدو جول واثقاً من المشروع . وقد انضم المزيد من الرعاة المحليين الى المبادرة شرط أن تمرّ الحافلة بدولهم لا سيما في شمال وغرب إفريقيا.
مشروع إقليمي
في هذه الدورة الأولى، سيركّز فريق "ستارت باص" على جوهانزبرغ وهراري الليتين تمثلان وجهين مختلفين لافريقيا في ما يتعلق بمستويات المعيشة. وبدءاً من العام المقبل، ستضيف المبادرة دولاً أخرى.
وخلال التنقّل من هراري الى كاب تاون ولقاء رواد الأعمال والمرشدين المحليين، ستقدّم "ستارت باص" فرصة نادرة لبناء التآزر بين مختلف البيئات الحاضنة الإفريقية، من أجل التشجيع على خلق بيئة حاضنة وسوق إقليمية لإطلاق العنان لقدرات هذه القارة بفضل تعزيز تواصلها مع باقي العالم.
هل نجرؤ على تخيّل تنظيم فعالية مماثلة في المنطقة العربية نظراً لتحديات منح تأشيرات دخول والتحايل على الحدود المغلقة والنزاعات السياسية؟ إذا وجدت طريق معقولة، من الممكن التعويل على نجاح "ستارتب ويك أند" في المنطقة، في لحظة حاسمة، عندما تصبح البيئة الحاضنة أكثر تماسكاً. وبانتظار ذلك، يستطيع رواد الأعمال العرب الذين يبحثون عن فرص جديدة أن يتابعوا "ستارتب باص إفريقيا" ويشاركوا فيها.