مبادرة فلسطينية تُطلق حملة تمويل جماعي لدعم مخيمات اللاجئين
تتذكّر لمياء حسين أنها، خلال أحد الأبحاث الميدانية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية ولبنان، التي قامت به لاكتساب خبرة بعد التخرج، سألت أحد الأولاد في مخيم عايده في بيت لحم "من أين يأتي الكاتشاب؟". فأجابها الولد "من الدكان". وعندما أخبرته أن مصدره هو الطماطم التي تزرع في الحقول، كان مرتبكاً.
وشكلت أمور مماثلة مصدر وحي للمياء لاطلاق "ريفوتريز" Refutrees، وهي شركة ناشئة غير ربحية تعمل على تعزيز النمو الصديق للبيئة والمستدام في المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية. وخلال أشهر من العمل الميداني في مخيمات اللاجئين في لبنان، مخيم عين الحلوة في صيدا ومخيم نهر البارد في طرابلس ومخيم برج البراجنة في بيروت، لاحظت أنه غالباً ما توفّر المساعدات في إطار برامج الأونروا (وكالة مساعدة اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة) ومنظمات أخرى ما تعتبره الحد الأدنى من الإعالة عوضاً عن تدريب اللاجئين على إعالة أنفسهم.
وتقول إن توفير الأونروا لكيس من الأرز وكيس من السكر وعلبة زيت غالباً ما لا يكفي العائلات الكبيرة في المخيمات لا بل لا يقدّم الدعم اللازم لصحة مثالية ووقاية من الأمراض. وتتحسّر قائلة "تم حصر دور الأونروا، بشكل مستمر، بأبسط الخدمات. ولم تتمكن الأونروا (على مدار أكثر من ٦٠ عاماً) من تطوير إطار عمل واضح للتخلص من القمامة أو لحملات إعادة التدوير الأساسية."
وبسبب هذه الثغرات، ترى هي وفريقها فرصة لريادة الأعمال. وتأمل "ريفيوتريز" التي تعمل الآن في الضفة الغربية بوضع حدّ لاعتماد اللاجئين على مؤسسات مثل الأونروا بفضل تدريب اللاجئين الحاليين على تقنيات حديثة للزراعة الحضرية. كما أنها لا تريد توفير التغذية الفورية فحسب لا بل تريد تثقيف المجتمع على المدى الطويل ليتواصل مع الجيل الشاب لابقاء ذكرى أرض الأجداد.
ولذلك، تنقسم مهمة "ريفيوتري" على ثلاثة أجزاء: توفّر الحدائق على الأسطح منتجات طازجة وعضوية ونشاط خارج المنزل لأغلبية السكان العاطلين عن العمل، وتساعد التدريبات على تواصل أعضاء المجتمع مع خبراء دوليين في الزراعة الحضرية وإعادة التدوير في حين ستستخدم مبادرة فلسطين للفن الصديق للبيئة المواد المعاد تدويرها لانشاء مساحات آمنة للعب من أجل أولاد اعتادوا على مناظر طبيعية أكثر فقراً.
وتعمل لمياء وفريقها المؤلف من خمسة أشخاص على أساس تطوعي ويبذلون كل الجهود لانجاح "ريفيوتريز" منذ اطلاقها في أيلول/ سبتمبر ٢٠١٢ وتسجيلها رسمياً في كندا في حزيران/ يونيو الماضي ( تعمل لمياء حالياً على تسجيل "ريفيوتريز" في الضفة الغربية).
وفي خطوة لتمويل عملياتها، أطلقت "ريفيوتريز" حملة تمويل جماعي على "إنديجوجو" التي جمعت أكثر من 10 آلاف دولار أميركي حتى الآن. وساهم هذا المبلغ بالاضافة الى مبلغ من مساهم مجهول بقيمة ٥٠٠٠ دولار في تغطية نصف تكاليف برنامج المنظمة المتوقعة التي تصل الى 30 ألف دولار.
وفي حين أن التمويل بات مسألة طارئة، تقول لمياء إنّ الفريق سيتمكّن من مواصلة برنامج تعليم الزراعة الحضرية ومشاريع إعادة التدوير على نطاق أصغر حتى لو أن هدف جمع الـ 30 ألف دولار لم يتم تحقيقه. وستتم إعادة استثمار جزء من اموال التمويل الجماعي في جهود أخرى لجمع الأموال أيضاً.
لا شك أن حماسة لمياء وفريقها معدِ وانعكاس المشروع الايجابي على اللاجئين الفلسطينيين واضح. الا أن آفاقهم يحّدها التمويل. ما زالت ٩ أيام متبقية لحملة التمويل الجماعي التي من شأنها أن ترسم مستقبل "ريفيوتريز" ومدى قدرتها على زرع بذور التغيير في فلسطين.