أستوديو ويكسل يطلق لعبته التعليمية الأولى، هل ستكون بطاقته نحو النجاح؟
"بهدف تطوير لعبة ناجحة، عليك الحصول على منتج رائع والكثير من المال للتسويق له". هذا ما قاله لي زياد فغالي، أحد مؤسسي شركة تطوير الألعاب اللبنانية "أستوديو ويكسل" Wixel Studios. لكن كم من الوقت عليك الانتظار قبل تطوير لعبة ناجحة؟
أسّس فغالي، بالشراكة مع زوجته رين عبّاس وكريم أبي صالح، "أستوديو ويكسل" عام 2008، ومنذ ذلك الوقت والشركة "تواجه لحظات حلوة ومرة"، على أمل تطوير لعبة ناجحة ستفتح أفقًا جديدًا للشركة.
أطلق الفريق المؤلف من ستة أشخاص في وقت سابق من هذا العام، لعبة "صراع البقاء" التي سُمّيت سابقًا "أبو أحمد العربي"، بعد إطلاق سلسلة من الألعاب السياسية (منها "مصر عايزة مين"، "دوما" Douma التي تتمحور حول السياسة اللبنانية، و"غزة شيلد" Gaza Shield). وبعد أن انتقلت إلى ألعاب السباق عبر إطلاق لعبة "صراع البقاء"، تدخل "ويكسل" الآن عالم التعليم عبر لعبتها الجديدة Little Heroes, Big Deeds، أي أبطال صغار، أفعال كبيرة.
إذًا لمَ تقفز الشركة من اتجاه إلى آخر؟
أجاب فغالي قائلاً، "نحن لا نغير اتجاهنا بل نختبر أكثر. ما زلنا في مرحلة الاختبار ونجرّب كلّ شيء".
بفضل دخول مجال التعليم، تسعى "ويكسل" عبر هذه اللعبة تحقيق النجاح الذي لطالما انتظرته. ويقول فغالي، "إنّ (الألعاب التعليمية) ناجحة في أوروبا". استطاعت اللعبة المتوفرة الآن على الـ "آيباد" استقطاب 120 مستخدم معظمهم من كندا، والولايات المتحدة الأميركية ونيوزيلندا.
هذا ما شجّع "ويكسل" على استهداف أسواق خارج المنطقة العربية، وذلك تجلى من خلال تغيير اسم لعبتها "أبو أحمد العربي" إلى "صراع البقاء" بعد أن لاحظت أن اللعبة تم تنزيلها 480 ألف مرة في الصين والولايات المتحدة الأميركية.
أظهر استطلاع رأي سريع أجرته الشركة أن المستخدمين الموجودين في روسيا، ألمانيا، فرنسا والولايات المتحدة نصحوهم بعدم اعتماد اسم عربي بسبب ما ينتج عنه من أفكار نمطية. ولقيت لعبة "صراع البقاء" نجاحًا أكبر في الصين، بحسب فغالي، لأنّ "المنصات التي نشرنا عليها (في منطقة الشرق الأوسط) لم تفدنا".
يعتمد الفريق الآن على لعبة "الأبطال الصغار" لتحقيق النجاح المنشود.
لمحة سريعة عن اللعبة
هذه اللعبة الجديدة، التي وجدتها مثيرة للاهتمام، تتوفر على الـ "آيباد" والهدف منها هو تنبيه الأولاد بين عمر 4 و10 سنوات على المخاطر التي تحيط بهم.
وإليك كيف تعمل: في بداية اللعبة، تظهر خارطة عن مدينة مجهولة مقسمة إلى عدة مناطق. عندما يرن جرس الخطر، ستجد علامة حمراء على منطقة الخطر وعليك الضغط عليها. بعد الضغط، ستدخل منطقة الخطر وستجد شخصيات معرضة للخطر أو تقوم بأمور بشكل خاطئ.
على سبيل المثال، في الصورة أدناه، ستلاحظ أن المنقذ ليس موجودًا، والرجل يشرب فيما يسبح، والولد الآخر في الماء لا يرتدي عوامة. يجب على اللاعب الضغط على كل من هذه المشاهد، وستفتح نافذة صغيرة في أسفل الشاشة مع اقتراحات وعلى اللاعب اختيار الاقتراح الأنسب لمعالجة المشكلة.
ويقول فغالي "الهدف هو تعليم الأولاد منذ الصغر كيفية اكتشاف المخاطر".
اللعبة تتوفر حاليًّا على الـ "آيباد" مقابل 1.99 دولار أميركي وهي في اللغة الانجليزية، وسيطلق الفريق النسخة الفرنسية قريبًا (الأسبوع المقبل على الأرجح) والاسبانية والعربية في وقت لاحق.
قبل أن انطلقت اللعبة في 19 آب/ أغسطس، قام فغالي باختبارها على مجموعة من 45 ولد يبلغون من العمر أربع سنوات في مدرسة ابنه. وقال تعليقًا على ذلك "كانت النتائج مذهلة! بعد أسبوع من عرض اللعبة عليهم، استطاعوا إعادة خلق سيناريو الخطر وكيفية تجنبه".
وأضاف أن هذا أفضل جزء في اللعبة، إذ أن الأولاد يطبقون ما يتعلموه في حياتهم. "لأعطيكم مثالاً بسيطًا، أساعد ابني على وضع حزام الأمان كلّ يوم. إن نسيت القيام بذلك، فهو ينذرني ما إن أبدأ بقيادة السيارة أنني لم أضع له حزام الأمان".
خطوة تلو الأخرى
ما الذي يمنع الفريق من إطلاق اللعبة على الـ "آيفون" قريبًا؟ لمَ لم يقم بعد بإضافة لغات جديدة؟ هل هو متردد ويريد اختبارها بدلاً من التسرّع؟
قال فغالي، "نحن نمشي خطوة تلو الأخرى كي لا نفشل. إننا من بين الشركات القليلة (في هذا المجال) في المنطقة التي ما زالت صامدة"، وتأمل بالبقاء كذلك. إضافة إلى ذلك، فإن الفريق مشغول في العمل على مشاريع لزبائن له. وبالرغم من أن إضافة لغة جديدة أو إطلاق اللعبة على "آيفون" قد لا يأخذ وقتًا طويلاً، لكنّ الشركة في "مرحلة انتقالية" ولا تملك الوقت لتسريع مجرى الأمور.
وهي تأخذ احتياطاتها جيدًا. ففي حال لم تحقق لعبة "الأبطال الصغار" النجاح، "سنضطر إلى إيقافها لأنه ما من استثمار فيها"، قال فغالي. ولربما هذا هو السبب لم الشركة لم تنظر في إطلاق اللعبة على "آندرويد" إذ أنها ستجبر على تقديمها مجانًا بفضل سياسة "جوجل" الإقليمية. لكنّ الشركة تستمرّ في تطوير ألعاب أخرى ولديها ثلاثة في قيد الإنشاء.
يبدو إصدار "ويكسل" الأخير واعدًا وضروريًّا. هذه الأنواع من الألعاب هي "أساسية للأولاد" بحسب عبارات فغالي. حتى أني نصحت أحد أقربائي بتنزيلها لابنه. من الجيد أن يمضي الأولاد وقتهم في لعب ألعاب تعلّمهم أمورًا مفيدة يطبقوها في حياتهم اليومية، بدلاً من اللعب لساعات على ألعاب قد تكون مسلية لكن ليس مفيدة بالقدر نفسه.