ما الذي ينتظر جلو وورك بعد صفقة استحواذ بقيمة 16 مليون دولار؟
استحوذت الشركة القابضة "أس آي أس" SAS Holding على المنصة السعودية للنساء الباحثات عن عمل، "جلووورك" Glowork بعد أن استثمرت فيها بمبلغ ٦٠ مليون ريال سعودي ( ١٦ مليون دولار) مقابل ٥١٪ من الأسهم. أما الأسهم المتبقية، فسيتم تقاسمها بين المؤسسين الشركاء الثلاثة، خالد الخضير وجمال المنصور وخالد الصالح، وفقاً لما أعلنته الشركة يوم الثلاثاء الماضي.
ويقول الخضير إنّ ٤،٥ الى ٥ ملايين دولار من مبلغ الـ١٦ مليون دولار الذي رفع قيمة الشركة الى ما يُناهز الـ٣٢ مليون دولار، سيتم استثماره هذا العام في حين سيتم توزيع المبلغ المتبقي على مدار العامَين المقبلين.
وسيحافظ المؤسسون الشركاء الثلاثة على مناصبهم لمواصلة إدارة الشركة الرائدة التي تساعد النساء السعوديات في العثور على وظيفة في المملكة العربية السعودية، من خلال تقديم خدمات استشارية تقليدية أو خدمات تواصل، ومن خلال منصةإلكترونية تساعد النساء على العمل من المنزل، بدوام جزئي أو كامل، للامتثال بقوانين التمييز مع إدخال بعض المرونة.
وقال الخضير لومضة "سنواصل تقديم العمل نفسه والعمل جنباً الى جنب."
حتى الآن، ومنذ اطلاق "جلو وورك" عام ٢٠١١، نجحت المنصة في العثور على وظائف لـ٣٠٠٠ سيدة إضافة الى العثور على عمل من المنزل لـ٥٠٠ سيدة أخرى. ويكمن ٦٥٪ من أعمال المنصة في محاولة العثور على وظيفة للسعوديات من خلال استشارات خارج الإنترنت. وتتضمن عائدات الشركة، بالاضافة الى المنصة الاكترونية، معرضًا للوظائف العامة الذي تم اطلاقه هذا العام وسيتم تنظيمه كل عام. ويقول الخضير إنه من بين 17 ألف امرأة زارت المعرض هذا العام، تم توظيف ٥٢٠ منهنّ.
أكبر مصدر إيرادات للشركة هو ذلك الذي يأتي من خارج المنصة. وكجزء من شراكتها مع وزارة العمل، تستفيد من قاعدة بيانات تضم حوالي ١،٢ مليون امرأة في المملكة قامت بالتسجيل في مبادرة التوظيف، "حافز". وتحصل "جلو وورك" على تعويض بقيمة ٢٨٠٠ ريال سعودي (750 دولار) من كل سيدة تعثر على وظيفة وتحافظ عليها طوال عام كامل (كل ٣ أشهر، يتم دفع المزيد). وتحصل الشركة على المزيد من الأموال إن نجحت في العثور على وظيفة لسيدة ذات احتياجات خاصة.
ويشرح الخضير: العام الماضي، أنفقت الحكومة ١٠ مليار دولار مقابل بدل البطالة وبالتالي، يعتبر التوظيفُ البديلَ الأمثل. ويقدّر الخضير قيمة سوق التوظيف بـ ٣،٥ مليار ريال.
ويتم تحفيز الشركات بالاشتراك بخدمات "جلو وورك" للتوظيف أيضاً لأن كل امرأة يتم توظيفها تساعد الشركة على بلوغ المستوى الالزامي من الموظفين السعوديين. ويقول الخضير إن عدداً من الشركات التي لم تبلغ هذا المستوى، تغلق أبوابها. ويشرح أن بعض الشركات تقوم بتوظيف نساء لا يعملن فعلاً في الشركة لا بل ترد أسماؤهن على جدول الرواتب فقط، إلا أن "جلو وورك" تجد وظائف للنساء حيث يمكنهن أن يكنّ أكثر إنتاجية." ويضيف "جلو وورك تثبت أن النساء يعملن فعلاً."
كما يُشكّل معرض الوظائف ثاني مصدر للايرادات نظراً إلى أنّ طالبي العمل وموفّريه يدفعون رسوماً للمشاركة.
وتخطط الشركة في التوسّع بشكل كبير خلال العامَين المقبلَين الى الأردن وعمان وتعزيز خدماتها للنساء ذات الاحتياجات الخاصة، اللواتي يُشكّلن نحو 160 ألف امرأة في المملكة العربية السعودية واطلاق ورش تدريب وافتتاح سلسلة جديدة من صالات الرياضة الخاصة بالنساء في المملكة، وفقاً للخضير.
ويشرح أن هذه الخطة تناسب "جلو وورك" لأن "رؤيتنا تهدف الى تمكين النساء في سوق العمل وتوفير توازن صحي بين الحياة المهنية والشخصية. في السعودية، لا نجد مركزاً واحداً للياقة البدنية مرخصًا للنساء".
في الأردن وعمان، حتى لو أن التمييز ليس بمشكلة، يعتبر الخضير أن "التشابه الثقافي" خلق سوقًا لتوظيف النساء.
ويضيف أن استثمار SAS Holding سيُسرّع هذه العملية. "يتصل بنا، مرة شهرياً، شخصًا يريد الاستثمار في "جلو وورك" أو الاستفادة من البيانات التي نملكها أو يطلق، على سبيل المثال، سوقًا للأزياء. لم نستجب لكل هذه الطلبات لأننا كنّا نبحث عن شريك يضمن استمرارية قيمتنا في السوق أو حتى يُضيفها."