هل تنافس الهدايا الإلكترونية المتاجر المحلية؟
إن كنتَ تأمل في إطلاق شركة ناشئة تنمو بسرعة، فإن موقع "راب" Wrapp السويدي يعدّ مرجعك الأمثل. فبعد إطلاقه في السويد في تشرين الثاني/نوفمبر 2011، جذب موقع الهدايا مليون مستخدم خلال 14 شهراً، وتم إرسال مليون هدية عبره أسبوعياً في الميلاد الماضي، وتم استخدام 100 ألف بطاقة خلال شهر كانون الأول/ديسمبر.
وبحسب "راب"، جعل هذا الأمر من الموقع المحفظة الرقمية الأكثر استخداماً في العالم. وقد تلقى الموقع جولة تمويل قيمتها 15 مليون دولار في حزيران/يونيو، من "جراي لوك بارتنرز" Greylock Partners و"أتوميكو" Atomico و"كريندوم" Creandum سبقها جولتي تمويل كل واحدة بقيمة خمسة ملايين دولار في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 وكانون الثاني/يناير 2012.
واستطاع الموقع أن يتفوق على "جيفت" Gyft المدعوم من "جوجل"، و"فايسبوك جيفتس" Facebook Gifts وحتى النسخة المستنسخة منه لـ"روكت إنترنت" المسماة "دروب جيفتس" DropGifts من خلال القيام ببعض الخطوات الذكية القليلة:
ـ الاندماج مع فايسبوك بطريقة مصممة لـ"الاستفادة إلى أقصى حدّ" من "فايسبوك جراف" Facebook Graph، كما وصفها موقع "وايتبورد ماغ" Whiteboard Mag. حيث ينشر "راب" أخباراً عن بطاقات هدايا يرسلها الأصدقاء ويرسل لك إشعاراً عن أعياد ميلاد أصدقائك والفعاليات البارزة ويقدم بطاقات هدايا مجانية ويقترح بطاقات موجهة لأصدقاء محددين. وهي مصممة لتحويل المتلقين على الفور إلى مستخدمين.
ـ ضمان شبكة من 180 شريكاً وإبقاؤهم راضين سيكون مفيدًا. فـ"فايسبوك جيفتس" لم تحشد شبكة بهذا الحجم وربما لم تسمح لعلامات تجارية بأن تكون مقربة إلى هذا الحد من الزبائن.
ـ التوسّع بوتيرة أسرع من المنافسة والتسويق لنفسه كشريك موثوق به أكثر من نسخة "روكيت إنترنت". و"دروب جيفتس" التي جذبت 5400 مستخدم شهرياً في آذار/مارس عبر تطبيقها للمحمول، مقابل 500 ألف لتطبيق "راب"، انسحبت الآن، وتحولت إلى منصة تقدم خدمات للشركات، ستساعد التجار على إطلاق حملات اجتماعية.
ـ الاهتمام بالنساء. ذكرموقع "تيك كرنتش" TechCrunch أن "75% من مستخدمي "راب" هم من النساء مع معدل عمر بين 32 و33 عاماً". ويميل المستخدمون إلى إنفاق 4 إلى 6 مرات أضعاف قيمة بطاقات الهدايا، معظمها في متاجر على الأرض مثل "غاب" GAP و"أتش أند أم" H&M.
ـ الانتقال إلى المحمول. قال الرئيس التنفيذي والمؤسس الشريك هجالمار وينبلاد، إن "الجميع يعرفون أن ربط التعاملات بالهواتف الذكية يساعد في توليد العائدات. وإن استطعنا أن نرتبط بها، فإنها ستقود إلى المزيد من المبيعات في متاجرنا".
هذا العام، دخل هذا النموذج سوق دبي. فهل بإمكان نجاح "راب" أن يتكرر في الشرق الأوسط؟
يأمل المساهمان في ومضة، خالد الصالح ومو علي يوسف في ذلك. فإلى جانب المؤسس الشريك عثمان خالد، أطلقا في عيد الميلاد الماضي "جست جيفت إت" Just Gift It وهي منصة تتبع أسلوب "راب" للهدايا في الإمارات. وهي تقدم اليوم للمستخدمين القدرة على إرسال بطاقات هدايا عبر فايسبوك.
بعد أربعة أشهر، في نيسان/ أبريل الماضي، أطلق فريق "هونيبي تيك فنتشرز" Honeybee Tech Ventures المعروف بأقلمة نماذج عالمية ناجحة، "يو جوت إيه جيفت" YouGotaGift) وهي خدمة مشابهة تقدم للمستخدمين القدرة على إرسال وتلقي بطاقات هدايا حسب الطلب عبر البريد الإلكتروني.
نموذجان متنافسان
الفرق الأساسي بين المنصتين أن "يو جوت إيه جيفت" لا تتطلب تسجيل الدخول عبر فايسبوك على عكس "جست جيفت إت". وتسمح "يو جوت إيه جيفت" للمستخدمين بإرسال بطاقات هدايا حسب رغبتهم عبر البريد الإلكتروني، وهي خاصّية مصممة على الأرجح لسوق لا تثق كثيرًا بالتعاملات الإلكترونية.
ولكن بعد هيمنة فايسبوك على الشرق الأوسط حيث بلغت نسبة استخدامه 40% تقريباً مقارنة بـ34% عالمياً، فإن "جست جيف إت" تراهن، كما فعلت "راب"، على أن يكون الاندماج مع فايسبوك أساسياً لنجاحها.
ويقول الصالح إن "الاندماج مع فايسبوك سيثبت على المدى البعيد مدى فعالية نموذج الأعمال هذا. ولدينا أسباب أكثر تدفع الناس للعودة إلى المنصة". وحتى الآن بلغ عدد مستخدمي تطبيق المنصة على فايسبوك، 300 مستخدم شهرياً.
ثمة فرق آخر وهو أن "جست جيفت إت" يركز بكثافة أكبر على بطاقات الهدايا المجانية، التي لا يقدمها "يو جوت إيه جيفت". ويقول صالح إن "جست جيف إت" ينظر إلى قطاع الهدايا الرقمية كقناة تسويق أكثر من منصة للمبيعات. ويضيف أن "منافسينا سلكوا طريق الهدايا الرئيسي لمرة واحدة ولكن هذا يعني أن العمر الافتراضي لزبائنهم سيكون أقصر. ونحن نركز على تقديم الهدايا بشكل يومي ومستمرّ".
غير أن الصالح يعترف بأن "يو جوت إيه جيفت" يعدّ منافساً صعباً، "فحقيقة أنهم يريدون تثقيف السوق هو أمر عظيم".
حين يشتري الزبائن بطاقات هدايا مدفوعة، تأخذ "جست جيف إت" عمولة. أما في ما يتعلق بالبطاقات المجانية، فإن المنصة لا تحصل على أي عائدات إلاّ إذا تم استخدام البطاقة. وتتألف معظم سوقهم المستهدفة من "مغتربين وأشخاص يعيشون في الخارج، يقدمون البطاقات إلى أقاربهم هنا"، كما يشير الصالح. ومنذ عيد الميلاد الماضي، شهد الموقع نموًّا بنسبة 40% على أساس أسبوعي ولديه اليوم بين 30 و40% زبون متكرر.
تحديات
يقول الصالح إنه ليس سهلاً نقل هذا النموذج إلى الشرق الأوسط. ففي البداية، لم تفهم قاعدة زبائن "جست جيف إت" جيداً كيفية استخدام واجهته التي تشبه إلى حد كبير الصفحة الرئيسية من "راب". وفي بداية أيار/مايو، أعاد الفريق إطلاق واجهة جديدة يقول المؤسسون إنها خفضت نسبة مغادرة المستخدمين إلى 55%.
ويأمل المؤسسون، عبر تقديم بطاقات مجانية بدلاً من قسائم، بتفادي العقبات التي يواجهها قطاع العروض اليومية، حيث يقول الصالح إن قطاع الهدايا لا يقدم حسومات على العلامات التجارية.
غير أن الصالح، لا يتوقع تماماً كما في مجال العروض اليومية أن يرى ولاء من الزبون لمنصة الهدايا بحد ذاتها. لذلك فإن إطلاق خاصية "لائحة أمنيات" قد يدفع الناس إلى العودة، غير أنه يقول إنه لا يعتقد أنه "سيكون هناك أي ولاء على الإطلاق. لذلك سيتعلق الأمر بالمتاجر".
والسباق لضمان هذه المتاجر مستمر. ولدى "يو جوت إيه جيفت" 27 متجر و"جست جيفت إت" لديها 16 أحدثها سلسلة أدوات التجميل الدولية "سيفورا" Sephora، ويقول المؤسسون إنه ثمة المزيد بعد.
وخلال شهر رمضان، يؤمّن "جست جيفت إت" أيضًا خدمات لمن يدفعون الزكاة، مقدمًا فرصة فريدة لدعم العمال المحليين. وعبر شراكة مع "أدوبت إيه كامب" Adopt a Camp، يمكن للمستخدمين أن يرسلوا هدايا على شكل رزم رعاية للعمال في الإمارات بـ125 درهم إماراتي (35 دولار) لكل منها.
ويقول يوسف إن "100% من المال الذي يُجمع يذهب إلى المنظمة حيث يتكبد جست جيفت إت أي تكاليف تشغيلية تنتج. نحن حقاً فخورون بالقيام بذلك".