كيف عالج النشر الرقمي مشكلة هذا الكاتب المصري
ولّت الأيام التي يتم تجاهل جهود الكاتب وكتاباته فقط لأن دار النشر رفضت نشرها. فأصبح بإمكان الكتّاب اليوم نشر أعمالهم مجاناً على الإنترنت بفضل منصات مثل "قرطبة للكتب"، إضافة الى الترويج بأنفسهم لأعمالهم على شبكات التواصل الاجتماعية والحصول على متتبّعين وعقد صفقات لنشر أعمالهم.
وقد نجح أحد الكتّاب، طارق حسن، بتحويل أفكاره الموجودة على مدونته الى كتاب مطبوع ورقمي. ويقول طارق " كتبت حوالى ٤٠ مقالاً على مدونتي ثم نصحنى بعض الأصدقاء والمتابعين أن أجمعها في كتاب لأتمّكن من جذب الأشخاص الذين يحبون قراءة الكتب الرقمية والمطبوعة."
في كتابه "هذا ما رأيت في دبي"، يشارك طارق تجربته في الانتقال للعيش من مصر الى دبي. يتحدث عن كيفية حصوله على تأشيرة وايجاد منزل واكتشاف المطاعم والعقبات اللغوية المضحكة التي واجهها. ويشكّل الكتاب دليلاً لكل المصريين الذين يريدون القيام بالخطوة ذاتها.
وعندما قرر نشر كتابه، بدأ البحث في مصر عن ناشر. نجح في مهمته الا أن دار النشر أرادت أيضاً الحصول على الحقوق الحصرية للنشر الإلكتروني الذي كان متردداً في التخلي عنها. ويقول "أحب أن أكون على تواصل مع المعجبين."
بعد توصية من صديقه، تواصل مع موقع "قرطبة" الذي قدّم له فرصة النشر بنفسه وتتبّع معجبيه. وبالتالي، وقّع عقداً مع دار النشر المصرية للنسخة المطبوعة ومع "قرطبة" للنسخة الرقمية.
وطوّرت "قرطبة للكتب"، وهي قسم مستقلّ عن "قرطبة للترجمة"، تطبيق قارئ إلكتروني على "آيفون"، و"أندرويد" و"بلاكبيري" من مقرها في مصر. وعلى الرغم من أن المنصة متوفرة حالياً باللغة العربية فقط، الا أنه يمكن كتابة الكتب الإلكترونية أو قرائتها بأي لغة. (ملاحظة: استثمرت "ومضة" في قرطبة للترجمة).
منذ اطلاق التطبيق في أيلول/ سبتمبر الماضي، تم نشر أكثر من ١٠٠٠ كتاب رقمي على المنصة من ٣٢ ناشراً مستقلاً و٥٠ كاتباً. يقدّم موقع "قرطبة" خدمة النشر مجاناً للكتّاب. وينال الموقع نسبة مالية على مبيعات الكتب لجني الأرباح.
يعتبر طارق أن أكبر ميزة لـ "قرطبة" هي الميزات الاجتماعية. فبعد بيع 2000 نسخة إلكترونية و3000 نسخة مطبوعة خلال أول شهرين، حصلتمدونته على أكثر من 66 ألف معجب على فايسبوك ويبقى على تواصل معهم من خلال قسم التعليقات على موقع "قرطبة".
ويقول الرئيس التنفيذي للعمليات في "قرطبة"، حسن خلواني، إن العامل الاجتماعي هو ما يميّز "قرطبة" عن مواقع النشر الرقمية الأخرى.
واليوم، تتوفر أول عشرة فصول من أي كتاب مجاناً على الموقع فيما يمكنتنزيل الفصول المتبقية بعد شراء الكتاب.
لا شك أن نشر الكتاب أولاً بنسخته الرقمية يوفّر نقاطًا ايجابية عدة، أهمها منح الكتّاب المجهولين فرصة لنشر كتبهم إلكترونياً وبناء شبكة من المتتبعين قبل التواصل مع دور النشر الكبيرة.
وباعتراف الجميع، قد تؤدي هذه الظاهرة الى انجراف في نوعية الكتب مستقبلياً. ولكن، طالما الطلب موجود ومثبت إلكترونياً، قد لا يهم الأمر كثيراً. ففي نهاية المطاف، سيدفع الطلب في السوق المبيعات الى الأمام.
ويضيف حسن " أظن أن هذا هو المستقبل بالنسبة للكتّاب الشباب العرب لأن الناشرين غالباً ما يبحثون عن أسماء كتّاب مشهورين الا أن الكتّاب اليوم يحظون بفرصة لتكون الشهرة في متناول أيديهم."