موقع بكام لمقارنة الأسعار تلقى استثمارًا من مجموعة جبّار
أعلن موقع مقارنة الأسعار "بكام" عن انطلاقه في الإمارات، بعد حصوله مؤخراً على استثمار من مجموعة جبّار للإنترنت بقيمة لم يتم الإعلان عنها.
"بكام" هو موقع مقارنة أسعار يجمع بيانات من مختلف مواقع التجارة الإلكترونية لكشف أفضل العروض على البضائع في السوقين المصري والإماراتي. ومنذ انطلاقه في تشرين الأول/ أكتوبر، جذب الموقع نسبة لا بأس بها من الزوار حيث يشهد اليوم 6000 زيارة يومية و50 ألف عملية تنزيل لتطبيقه الخاص على الآيفون.
ومع هذا الاستثمار الذي سيمنح "جبّار" حصة أقلية، يخطّط "بكام" لإطلاق حملة تسويق والتوسّع في الإمارات ودخول السوق السعودية. وسيفتح أيضاً منصته أمام المتاجر التي ليس لديها مواقع إلكترونية لتدرج بضائعها من خلال تحميل لائحة بمنتجاتها على ملف "إكسل" Excel.
ويقول المؤسس محمود عبد الفتّاح، إن "الإعلانات في الصحف أو إطلاق موقع، هما أمران مكلفان. لذلك نحن نقدم للتجار غير المتواجدين على الإنترنت حلاً وسطيًّا بين إنشاء متجر تجارة إلكترونية وجذب مشترين للاتصال بهم هاتفياً".
وبالنسبة لـ"جبّار"، فإن "بكام" هو أول استثمار لها بحصة أقلية منذ فترة، إن لم يكن الأول على الإطلاق. واليوم بعد أن انسحب موقع "سوق دوت كوم" من مجموعة "جبّار" لتديره مجموعة "سوق"، وبعد أن استحوذت شركة "تايجر جلوبل" على "كوبون" بالكامل، أصبحت الشركات التي تستثمر فيها مجموعة "جبّار" تتضمن "آيكو" ikoo و"تحدي" و"نبراس" و"عربي دوت كوم" Araby.com. وفي دردشة في آذار/ مارس، قال المدير التنفيذي للمجموعة "سامح طوقان، إن "جبّار" تتطلّع إلى زيادة نشاطاتها مجدداً، والاستثمار في أنواع مختلفة من الشركات على الإنترنت وعلى المحمول غير التجارة الإلكترونية".
وقال طوقان في البيان الصحفي، "اتصلنا بموقع بكام لأننا شعرنا أنّ رؤيته تحمل وعداً بشيء ناجح جداً في المنطقة. فتقنيتهم فريدة جداً والفريق القيّم عليه ملتزم بتنمية وتطوير المفهوم". (وقد صرّح عبد الفتّاح أن فريق جبار تواصل معه للتباحث بإمكانية الاستثمار بعد قراءة مقال عن بكام على ومضة).
هل سيستفيد موقع سوق من تقنية بكام؟
من شأن "بكام"، بوصفه موقعاً يهدف لتعزيز التجارة الإلكترونية، أن يساعد في زيادة الترويج لمنتجات موقع "سوق" (على الرغم من أن "جبّار" لا تدير "سوق"، إلاّ أنها تراقبه).
غير أن عبد الفتاح يرفض فكرة أنه سيكون لموقع "بكام" الآن علاقة خاصة مع "سوق"، ويقول إنه لن يعرض منتجات من "سوق" بوتيرة أعلى من غيره، ويوضح "نحن حياديون، و"سوق دوت كوم" سيكون مثل غيره من المواقع. كما لن يسمح للمواقع بأن تدفع لزيادة إمكانية رؤية منتجاتها: فإن كانت المتاجر الباهظة الثمن فقط قادرة على دفع تكاليف الترويج لبضائعها، فإن المستخدم سيخسر".
ويصر عبد الفتاح أيضاً على أن "سوق" لن يكون لديه نفاذ خاص إلى قاعدة بيانات "بكام" لمعرفة معلومات خاصة عن الأسعار المجمّعة واستطلاع أداء الزبون. ويوضح أنه "إذا نشرنا البيانات، سننشرها للجمهور بأكمله". وإصدار البيانات الخاصة بسلوك الزبون إلى مختلف مواقع التجارة الإلكترونية المجمّعة على "بكام" هو أيضاً جزء محتمل من نموذج العائدات الخاص بالشركة. ومن المهم ألاّ تفكّر شركات التجارة الإلكترونية بأن بياناتها ستُرسل إلى منافِس محتمل.
الجانب الأخير الذي قد يفيد "سوق" هو التقنية وراء "بكام"، والتي يقول عبد الفتاح إنها تميّزه عن مواقع مقارنة الأسعار الأخرى.
فالأمر ليس مجرد طريقة أسهل لإجراء الأمور على المحمول، فمن البداية عمل عبد الفتاح مع شركة مصرية معروفة لتطوير البرامج اسمها "إي سبايس" eSpace من أجل بناء خوارزمية من شأنها أن تجمع تلقائياً المنتجات المتنوعة التي تتشارك الاسم نفسه مثل "سامسونج جالاكسي 4" أو "جالاكسي 4". وقد عملت إي سبايس أيضاً للمساعدة في بناء موقع "أخبارك" الشعبي لتجميع الأخبار العربية والذي استثمر مؤسسه عثمان عثمان في رأسمال تأسيسي في "بكام" في أيلول/ سبتمبر.
لا يبدو أنّ التقسيم إلى مجموعات مسألة كبرى بالنسبة لـ "سوق"، إلاّ أن التقسيم إلى فئات دقيقة يأخذ عادة جهداً بشرياً وأي نظام يستطيع جعل العملية أوتوماتيكية سيساعد سوق التجارة الإلكترونية كثيرًا.
وبغض النظر عمّا إذا انتهى الأمر بأن يشارك "بكام" موارده مع "سوق"، فإن الاستثمار يعني أكثر لمجموعة "جبّار"، حيث يركز عبد الفتاح وفريقه على تطوير تقنية ذكية من شأنها أن تعزز التجارة الإلكترونية بشكل عام.
إضافة عروض محدودة المهلة
إلى جانب التسويق والتوسع الإقليمي، يقول عبد الفتّاح إنّ "بكام" قد تتوسّع لإدراج عروض محدودة المهلة.
يشرح أنه في البداية لم تعن العروض المحدودة المهلة شيئاً للمصريين، وبعض المواقع لم تشحن إلى هناك وتلك التي شحنت بالفعل كانت تعرض أسعار العروض التي لا تشمل كلفة الرسوم الجمركية للاستيراد، وهو ما كان يضاعف السعر. فحين يكون موقعك يركّز على مقارنة الأسعار، فآخر ما تريد القيام به هو تضليل الزبائن.
ولكن اليوم بعد أن دخل "بكام" إلى سوق دبي، حيث لا يفرض على الشحن الداخلي رسوم، يخطط الآن لتجميع العروض المحدودة المهلة. ويقول عبد الفتاح "سمعنا عن أرقام عظيمة من عدة مواقع. ويبدو أنّ مبيعات العروض المحدودة المهلة تحقق ازدهاراً".
وتعمل الشركة حالياً على شراكات مع شركات اتصالات من أجل مساعدة الموقع على تعزيز وجوده على الهواتف الجوالة. ويقول عبد الفتاح في البيان الصحفي "تطبيقنا الخاص على المحمول حقق نجاحاً باهراً مع الزبائن المصريين. ونتوقع نمواً مشابهاً في الإمارات ومن ثم في السعودية في الأشهر القليلة المقبلة".