كيف تساعدك التعليقات التي تنشرها على التواصل مع مستثمرين وشخصيات بارزة
أحياناً تعليق واحد يفتح لنا أبوابًا جديدة. وهذا ما حصل معي حيث ساعدني تعليق نشرته على موقع إلكتروني في البدء بعملي كمساهم على "ومضة" وساعدتني رسالة كتبتها على التواصل مع "أنجلز دين" AngelsDen على أمل تلقي جولة استثمار ثانية.
أتذكر أول تعليق كتبته، حينها لم أكن أجيد الإنكليزية وكتبت رأيي في قسم التعليقات على مقال في صحيفة "فايننشل تايمز" Financial Times. ولشدة توتري أعتقد أني أمضيت ساعة كاملة وأنا أكتب تعليقي لكي أضمن أن أبدو على الأقل ذكياً بشكل أو بآخر. وبعد أن نشرت التعليق، راجعته بعد ثلاثين دقيقة لأتحقق مما إذا كان أحد رد على تعليقي ولكن لم يردّ أحد.
وعلى الرغم من أنه لم يحصل الكثير من التفاعل، إلاّ أن إعلام الآخرين برأيي أشعرني بالنفوذ. وبعد ذلك بدأت أترك التعليقات أينما حللت وأحياناً مع فكاهة وأحيانا ًأخرى لإثبات وجهة نظري.
وترك تعليقان أثراً كبيراً على مسيرتي المهنية، الأول كان التعليق الذي جعلني أتواصل مع "ومضة" والثاني الرسالة التي وضعتني على اتصال مع "أنجلز دين". وإليكم كيف جرى ذلك: قبل الانضمام إلى "ومضة" كمساهم منتظم، كنت من المعجبين جداً بالموقع حيث أقرأ مقالاته يوميا بدءاً من عام 2011. وفي صباح أحد الأيام، قرأت مقال للمساهمة كيا ديفيس، بعنوان "تسعة أسرار لتكرار نجاح وادي السيليكون" وأعجبني المقال وقررت أن أعلّق عليه، ووردني ردٌّ من ناينا، رئيسة التحرير في "ومضة":
وبعد تبادل التعليقات، تحدثت مع ناينا وأصبحت مساهماً منتظمًا في "ومضة".
(ملاحظة من المحرر: السبب الرئيسي وراء ضمّ عبد الله إلى فريقنا لا يعود فقط إلى أنه علّق بل إلى تقديمه مقالات تثبت رأيه حول البيئة الحاضنة الكويتية. فإن كنت تقدم عرض أفكار إلى صحافيين، احرص على ذكر بعض العينات من مقالات منشورة).
الثاني كان مع شبكة الاستثمار التأسيسي العالمية "أنجلز دين" في دبي. فأنا نشرت ببساطة تعليقاً قصيراً على مقال آخر عن "الاستثمار التأسيسي في قطر" على "ومضة":
وهكذا بدأت علاقتي مع المدير الإقليمي في "أنجلز دين" في دبي. فلم ينته بنا الأمر نعمل سوياً فحسب بل أصبحنا صديقان مقربان.
وفي الوقت الراهن، أقرأ وأنشر تعليقات على موقع لصندوق رأسمال مخاطر أوروبي. وصحيح أن قراء المدونة غالبا ً ما لا ينشرون التعليقات إلاّ أني أحاول أن أبدأ محادثة من خلال هذه التعليقات. واليوم بعد أن أصبحنا أنا وصاحب المدونة نتبادل التعليقات ونعرف بعضنا البعض جيداً، لديّ فرصة أكبر في أن يوافق على شرب القهوة معي للحصول على نصيحته أو لأعرض فكرة شركتي الناشئة عليه.
هذه فقط أمثلة من تجربتي ولكن من المهم للقرّاء الشغوفين أن يفهموا أمراً: المدونون والكتاب يهتمون فعلاً بقرائهم. فبغض النظر عن مدى شهرتهم، غالباً ما يقرأ الكتّاب التعليقات التي يكتبها الناس على ما ينشرون وغالباً ما يردون عليها. والقرّاء أنفسهم عادة ما يمضون وقتاً أكثر في قراءة التعليقات من قراءة المقالات نفسها. وهذا أمر يدركه جيدًا كلّ من يعلّق على مقالات ويذكر عنوان موقعه الإلكتروني ليجذب الزوار إليه. وهذا غالباً ما يعود بالفائدة عليه.
إذاً ما الذي يجعل التعليق جيدًا؟ يجب أن تتسم التعليقات القوية بإحدى هذه الصفات:
- أن تكون مثيرة للجدل: إن كان رأيك معارضاً فلا تخف من مشاركته مع الآخرين. وهذا لا يبقي الأمور مثيرة للاهتمام فحسب بل يمكنه أن يثير سجالاً ذكياً يكشف نقاطاً رئيسية لم يأت على ذكرها كاتب المقال. وهذه أيضاً فكرة سديدة لدعم حججك بمصادر تعزز معناها. وهذا النوع من المشاركة يمكن أن يزداد حديّة لذلك حاول أن تبقي الأمور حضرية ولا تخشى من مخالفة الرأي بتهذيب.
ـ استطرد نحو موضوع آخر: تحويل النقاش إلى موضوع آخر له علاقة بالمقال قد يكون فكرة عظيمة خصوصاً إذا وجده القرّاء مفيدًا وعميقًا. أبق التعليق مرتبطاً بالموضوع ولكن اشعر بالحرية بأن تستكشف أفكارًا جديدة مستمدة من نقاط المقال الأساسية.
ـ أربط بين المواضيع: تحديد مواضيع من خلال إضافة موارد أخرى أو روابط إلى مقالات مشابهة يمكن أن تجذب القرّاء إلى مقال قد تكون كتبته بنفسك أو قد تقدم قيمة للقراء أو حتى للكاتب الأصلي. جرّب مواضيع وحللها واعثر على روابط قد يفكر فيها آخرون.
ـ كن مرحاً: إضافة نكتة أو شيء مضحك كتعليق ليس فكرة سيئة شرط أن تحافظ على احترامك للكاتب وللقرّاء. وقد يثير ذلك المزيد من الانتباه ولكن حاول أن تضيف قيمة إلى المقال أيضاً بدلاً من أن تضع تعليقًا يتمحور حولك.
إن لم يسبق أن علّقت كثيراً من قبل، أبق تعليقاتك قصيرة ومنتظمة ولها علاقة بالموضوع أو بكاتب المقال، لبناء علاقة جيدة مع كاتب معيّن أو قرّاء مدوّنة.
نأمل بأن تلهمك هذه النصائح لتكون معلقاً أكثر نشاطاً على الإنترنت. اعثر على بعض المدونات الجديدة أو المصادر الجديدة التي تثير اهتمامك وابدأ في التواصل مع المجتمع. وأبق المسألة في إطار حضاري والسجال مهذباً ولا تخف من مشاركة آرائك مع الآخرين. قد تتعلم شيئاً جديدًا أو تعلّم شخصاً آخر أن يفكّر بطريقة مختلفة عمّا كان يفعل من قبل.