نمشي تتلقى ثالث جولة استثمار خلال 8 أشهر بقيمة 13 مليون دولار. هل تنفق أموالها بسرعة؟
أعلن موقع عروض الموضة في دبي "نمشي" Namshi والذي أطلقته الشركة الألمانية "روكت إنترنت" Rocket Internet، عن تلقيه استثمارًا آخر بقيمة 13 مليون دولار من شركة الأسهم الأمريكية الخاصة "ساميت بارتنرز" Partners Summit.
وفقاً للمؤسس الشريك، حسام عرب، سيستخدم الموقع هذا التمويل لـ "تحسين عملياته في منطقة الخليج وإدارة مستودعات خاصة به".
بشكل أساسي، سينتقل الموقع المستنسخ عن "زابوس" Zappos من منشآت "أرامكس" Aramex ليخزّن منتجاته في مستودع جديد خارج منطقة دبي الحرة. ويقول عرب: "نعم، سنبدأ بدفع الضرائب، لكنّ مبررنا هو أنّنا نريد أن نخدم زبائننا بشكلٍ أفضل".
بعد أن أطلق "نمشي" خدمة توصيل المنتجات في الإمارات العربية المتحدة وبعد امتلاكه مستودعه الخاص، يهدف الآن إلى اكتساب أفضلية تنافسية عبر تقديم خدمة توصيل السلع في اليوم نفسه أو في اليوم التالي؛ فحتى الآن، فقط متاجر الإلكترونيات الكبيرة أمثال "جادو بادو" JadoPado تقدّم خدمة توصيل المنتجات في غضون 24 ساعة.
كما تعمل الشركة أيضاً على خفض معدلات إرجاع المنتجات (التي تصل إلى 25% في السعودية) عبر تقديمها للزبائن خيار إعادة المنتجات على الفور إن لم تعجبهم. غير أنّ ذلك لن يميّز "نمشي" عن غيره كثيراً؛ فهي حيلة تعلمها من موقع العروض السريعة "ماركة في آي بي" الذي بدأ يقدم الخدمة نفسها منذ أيلول/سبتمبر.
بحسب عرب، لن ينفق الموقع بعد الآن الكثير من المال على التسويق. كما أنّ قراره في التخزين في السعودية ما زال معلقًا.
لكنّ المستودع الجديد في دبي لا يكلف 13 مليون دولار وحده؛ وهنا يبقى السؤال: هل ينفق "نمشي" الأموال سريعًا لدرجة أنّه استهلك كافة الاستثمار السابق الذي تلقاه والذي بلغت قيمته عشرين مليون دولار في ثمانية أشهر؟ أم أنّ "روكيت" تضخ بكثافة الأموال في مواقعها للتجارة الإلكترونية بما يتلاءم مع شروط صفقتها التي تبلغ ملايين الدولارات مع "ساميت بارتنرز" Summit Partners؟
تأتي جولة الاستثمار هذه بعد أربعة أشهر فقط من تلقي "نمشي" استثمارًا من "ساميت بارتنرز" في كانون الثاني/يناير (الذي يقدّر موقع "تيك كرانش" TechCrunch قيمته بمليون دولار)، وذلك بعد أن استثمر "بي بي آر" PPR في شهر كانون الأول/ديسمبر بمبلغ 13 مليون دولار في "بيج فوت وان" Bigfoot I وهي شركة قابضة تابعة لـ"روكيت" تتحكم بـ "نمشي"، وبعد العشرين مليون دولار التي استثمرتها شركتا "جاي بي مورجن"J.P Morgan و"بلاكني مانجمنت" Blakeney Management في أيلول/سبتمر المنصرم؛ وهكذا بات يبلغ المبلغ المستثمر حتى اليوم 34 مليون دولار (بالإضافة إلى بعض الإكراميات من "بي بي آر" PPR) منذ انطلاق الموقع في أواخر عام 2011.
في المقابل، تلقى موقع العروض السريعة "ماركة في آي بي" استثمارًا بحوالي 18 مليون دولار منذ انطلاقه عام 2010، في حين حصل "سوق.كوم" Souq الذي انطلق عام 2005، على تمويل من "ناسبرز" Naspers وصلت قيمته إلى 40 مليون حتى شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
كما أنفقت "ساميت بارتنرز" في آذار/ مارس، 26 مليون دولار أيضاً على "جوميا" Jumia، الموقع المستنسخ لـ "أمازون" Amazon الذي يعمل في نيجيريا والمغرب ومصر ومبالغ مشابهة على "لينيو" Linio في أمريكا اللاتينية وعلى "لازادا" Lazada في جنوب شرق آسيا، على أنّ هذه الاستثمارات مرتبطة كلها بصندوق ائتمانها الجديد الذي تبلغ قيمته 520 مليون دولار والمخصص لشركات السوق المتوسطة السريعة النموّ.
لربما تعوّل "ساميت" على هذه الأموال الهائلة آملة أن تساعد الشركات على جني الأرباح، لكنها لن تكون بالمهمة السهلة في هذه السوق الصعبة، حيث سبق وأغلقت "روكيت" موقع "ميزادو" Mizado (على نحوٍ مفاجئ جداً، إلى درجة أن موظفي الموقع المحبطين راسلوا "ومضة" للاشتكاء من الصعوبات التي واجهوها بفقدان عملهم فيما كانوا لا يزالون يعملون تحت تأشيرة سياحية).
وقد انتشرت في تلك الفترة شائعات تدعي أنّ الموقع قد أنفق الكثير من المال على الرواتب العالية، غير أن القرار كان على الأرجح نتيجة لرغبة "روكيت" في إعادة التركيز على أفريقيا.
لا يرى عرب أنّ "نمشي" تواجه شيئاً من هذا القبيل، ولا يعتقد أن فريقه يواجه أي إحباط مشابه؛ مع أنّ شركاءه المؤسسين محمد مكي ولويس لبّس غادراه هذا الشتاء ليؤسسا البوابة التعليمية "أسترو لابز" Astrolabs. فيقول هنا: "كلنا سعداء لما آلت إليه الأمور". فالشريكان الجديدان فراز خالد وهشام زرقا الذي يأتي مباشرةً من مكتب روكيت في الشرق الأوسط "يشكلان فريقاً قوياً في الطليعة".
أما في ما يتعلق بأخلاقيات عمل الاخوان ساموير السيئة والضاغطة لمؤسسيْ "روكيت"، فيقول عرب: "إنّ موظفينا بمنأى عن ضغوطات "روكيت". هذه الضغوطات نتعرض إليها نحن مؤسسي العمل، وعلى مر الأشهر القليلة الماضية، شعرنا بضغط ضئيل جداً".
ربّما قد نجح "نمشي" من الفرار من غضب الأخوان ساموير بخفضه الإنفاق على التسويق وحفاظه على المبالغ المستثمرة ليومه الأسود. أو ربما الواقع هو أنه ينفق الأموال بسرعة هائلة وأن "روكيت" لن تتردد في تأمين صفقات جديدة عندما تنفُد الأموال هذه المرة. فلكم من الوقت ستدوم جولة التمويل هذه؟