ماركة في أي بي تبرم صفقة مع باي بال: هل يعزّز ذلك الدفع على الإنترنت؟
تعدّ التجارة الإلكترونية إحدى القطاعات الأسرع نموّا والأكثر نجاحًا في الشرق الأوسط، غير أنها ما زالت تواجه تحديات جمّة. من أبرزها الشعبية الكبيرة لخدمة الدفع عند التسليم. فأي شركة تجارة إلكترونية عادية تسجّل طلبات دفع عند التسليم بنسبة ٧٠٪ تقريبًا.
في محاولة لتجنّب ما يترتّب عن عمليات الدفع عند التسليم، تسعى معظم مواقع التجارة الإلكترونية الى زيادة معدلات استخدام البطاقة الائتمانية والبطاقات المدفوعة مسبقًا. ومن بين آخر المواقع التي اتخذت هذه الخطوة، موقع الصفقات القصيرة المهلة "ماركة في أي بي" MarkaVIP الذي أبرم صفقة مع "باي بال" PayPal ليصبح بذلك أول منصة تجارة إلكترونية تعقد اتفاقًا يخوّل الشاري إيداع المال في حسابه على "باي بال" للدفع مباشرة إلى التاجر، ما يسمى بالإنجليزية بـ Billing Agreement.
إنّ الموقع، الذي يقدم عروضاً لفترة زمنية محددة على أزياء للمصممين وأكسسوارات وإلكترونيات وديكورات للمنزل، سيقدّم الآن خدمة التوصيل المجاني لكل من يستخدم "باي بال". ويقول رئيس العمليات التنفيذي، سهراب جهانباني "لا شك أن عملية الدفع المبسطة والتوصيل المجاني يجعلان تجربة التسوق الإلكتروني أكثر ملائمة".
ويبقى الأمل في أن خدمة التوصيل المجاني ستقنع المستهلكين في اعتماد أكبر بوابة دفع في العالم. وفي النهاية،ناقشبصراحة مؤسس "ماركة في أي بي"، أحمد الخطيب، تحديات التوصيل مع خدمة "الدفع عند التسليم" في أسواق تشهد نسباً مرتفعة لإعادة المنتجات، على غرار أكبر الأسواق في المنطقة: المملكة العربية السعودية ومصر.
منذ إطلاق "ماركة في اي بي" عام ٢٠١٠ وبعد النجاح الذي حقّقه موقع الصفقات الفرنسي الرائد "فانت بريفيه" Vente Privée والموقع الأميركي "جيلت جروب" Gilt Groupe والموقع التركي "ترنديول" Trendyol ، تنمو هذه الشركة لتصبح أكبر شركات التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط.
وتتجه الآن كافة الأنظار نحو هذه الشركة، ونحو شركات تجارة إلكترونية عملاقة أخرى، لمعرفة إن كانت ستتخطى عقبة الخدمات اللوجيستية ومشاكل الدفع التي تواجهها أيضًا بوابات الدفع الصغيرة.
وقبل عام، شرح أحمد الخطيب أن الشركة تحدّ من خسائرها عبر منع الزبائن من اعتماد خدمة الدفع عند التسليم، في حال قاموا بإرجاع عدد كبير من المنتجات، وأكّد جهانباني أيضاً أنه "لدينا نظام برمجي لتصنيف الزبائن متوفر منذ فترة طويلة، يساعدنا على تحسين معدل نجاح الدفع عند التسليم."
وقلّصت "ماركة في أي بي" الأخطاء اللوجيستية عبر الاعتماد على شركات لوجستية محلية في الأردن والإمارات ولبنان لتسلّم المنتج إلى الزبون، ويعرف هذا النموذج بـ Last mile delivery system. وعندما سُئل جهانباني عن معدل إرجاع المنتجات في السعودية، الذي يعرف أنه يُناهز الـ٢٥٪ ، أجاب "معدّل إرجاع المنتجات لدينا أقل بكثير من ذلك، لقد تغيّر بشكل ملحوظ".
لا شك أن التعامل مع "باي بال" سيساعد على جعل الطلب على الانترنت تجربة أقلّ تعقيدًا.
كما أن هذه الشراكة تؤكد تطوّر التجارة الإلكترونية في المنطقة، بحسب جهانباني. فعندما أطلق مع شريكه المؤسس السابق دان ستويرت، موقع الصفقات اليومية "جونابِت" GoNabit في أيار/ مايو ٢٠١٠، اعتمدا "باي بال" كبوابة الدفع الوحيدة، الا أن الأمر كان سابقاً لأوانه في السوق.
ويشرح قائلاً "حينها، لم تكن باي بال متواجدة في المنطقة من حيث خدمة الدفع وفريق العمل والعلاقات مع المصارف في المنطقة. أما الآن، فبات العمل مع بوابات الدفع سهلاً أكثر على تجار الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهذ الأمر قد أحدث نتائج رائعة للغاية منذ إطلاق جونابِت".
واليوم، تحاول الكثير من مواقع الصفقات السريعة في الحصول على حصتها. فموقع "سكّر دوت كوم" Sukar.com،الذياستحوذعليهموقع "سوقدوتكوم" الشقيق Souq.com، يعتبر المنافس الأكبر لـ"ماركة في أي بي"، في حين تم اطلاق عدد من مواقع الصفقات القصيرة المهلة لا سيما موقع "حرير" في قطاع الموضة (حيث نجد أيضاً المواقع المنافسة "مستيل" و"نتسوّق") و"وسادة" و"ديزادو" Desado الذين يركزان على ديكورات المنزل.
مع ذلك، يقول جهانباني أن موقع "ماركة في أي بي" يرحّب بالمزيد من المواقع المنافِسة في السوق. "نرحّب بالمنافسين طالما أنهم يقومون بإثراء البيئة الحاضنة. لا شك أننا نتابع ما يقوم به منافسونا وما إذا كانوا يقدّمون تجربة رائعة للزبائن قد نتعلّم منها. إلا أن الأهم بالنسبة لنا هو المواصلة على تقديم خدمة زبائن جيدة من أجل بناء الثقة بيننا."
ويضيف أن الشراكة بين "ماركة في آي بي" و"باي بال" تشكّل "نقطة تحوّل في المنطقة العربية". وتعتبر الشراكة بين "باي بال" وشركة "أرامكس" إضافة الى الدمج مع موقع تطوير مواقع التجارة الإلكترونية "شوب جو" ShopGo أمثلة أخرى تؤكد أن "باي بال تعي فرص النمو في المنطقة."