أبطال العرب يتبارزون على الآيفون في لعبة فرسان المجد
يقول فنس غصوب، المؤسس الشريك لـ"فلافل غيمز" Falafel Games التي أطلقت مؤخراً لعبة متعددة اللاعبين تحمل اسم "فرسان المجد" على الآيفون، "نحن اللعبة الوحيدة التي تظهِر للاعب العربي ثقافته وتاريخه، وتشعره أنه "أحد الأبطال"، بدلاً من أن يكون الشخص الذي تُطلَقُ النار عليه.
المثير للاهتمام حقاً في اللعبة هو أنها لعبة إلكترونية على المحمول، متعددة اللاعبين، تجمع بين المخاطرة وتقمّص الأدوار.
ومن مقرها في هانجتشو في الصين، أطلقت "فلافل غيمز" في نهاية عام 2011 لعبة "فرسان المجد" لأول مرة كلعبة على الويب. وخلال أقلّ من عامين، استقطبت اللعبة 250 ألف عضو مسجّل و10 آلاف لاعب ناشط يومياً، ما قادها للفوز بجائزة القرّاء Readers’ Award لأفضل لعبة ويب عربية، من موقع ArabMMO الإخباري عام 2012.
وأطلقت الشركة نسخة من اللعبة على المحمول تسجّل ألف عملية تنزيل جديدة في اليوم، منذ أن انطلقت في آذار/مارس الماضي، وهو ما فاجأ غصوب اللبناني الأصل. ويقول "قبل عام، لم يكن لدي إيمان كبير في إمكانيات المحمول، ولكني قررت أن أستكشفه أكثر ولاحظنا أنه لاقى شعبية بسرعة كبيرة".
تعتمد اللعبة على منهجين في اللعب: الاستراتيجية وتقمص الأدوار. في الاستراتيجية، يبني اللاعبون مملكتهم من خلال تعزيز الحصون وحراثة الأرض والسيطرة ببطء على الأراضي، مثلما هو الأمر في لعبة "ريسك" Risk الكلاسيكية. أما في تقمص الأدوار فيقوم اللاعبون بمهمة بناء فريق من الأبطال (8 كحد أقصى) لتحدي لاعبين آخرين ومقاتلتهم أو تحدي أعداء في اللعبة يديرهم الكمبيوتر، وذلك من أجل اكتساب الخبرة والجوائز والمزيد من الأراضي.
يمكن لعب "فرسان المجد" بأسلوب PvE أي اللاعب ضد أعداء الكمبيوتر أو PvP أي اللاعب ضد لاعب آخر من أصدقائك، اعتماداً على ما يفضله المستخدم. فالأسلوب الأول أنشئ في الأساس من أجل تفادي النقص في اللاعبين، ويشرح غصوب قائلاً إن "السبب الذي يجعلنا نعتمد أسلوب لاعب ضد عدوّ هو إيجاد حلّ لهذا النقص، حيث يذهب اللاعبون إلى فريقهم ولا يجدوا أحداً هناك فيغادرون اللعبة بعدها". ولكن مع خاصية اللعب ضد الأعداء، فسيتوفّر دائمًا أعداء للتبارز معهم.
تجني "فلافل غيمز" المال من اللعبة عبر عمليات شراء ميزات داخل التطبيق، حيث يمكن للاعبين شراء عملات مختلفة داخل اللعبة، تُستخدم لتحديث الحصون وشراء الأسلحة ورفع الغطاء عن موارد جديدة وتحسين شخصية اللاعب.
بداية لم يكن التطبيق مجانًا لكن بعد أسبوع، شهد عدد تنزيلات منخفض فقرّر الفريق عندها اعتماد النموذج المجاني.
لماذا التطوير في الصين؟
يجيب غصوب على هذا السؤال قائلاً "لم أنظر إلى الخريطة وأقرّر أين أريد التطوير لأي سبب تجاري معيّن، ولكني أستفيد من بعض الفوائد الموجودة في مجال الأعمال هنا". ويشرح أن الصين لا تقدم أية منافع حين يتعلق الأمر بالكلفة، ولكن ثمة منافع كثيرة تتعلق بأفضل الممارسات. فالصين تضمّ سوق ألعاب ناضجة وتنافسية يصفها بأنها "سباق تسلحي نحو الابتكار في مجال الألعاب". لذلك فإن وجودهم في هانجتشو يساعدهم على التعلّم من شركات ألعاب أخرى لا تتنافس مع السوق العربية.
لقد اختار الصين لأنها تزخر بالمواهب الضرورية لبناء شركة أكثر استقراراً. ويشرح غصوب أنه بوجود الكثير من المواهب في الصين، ليس عليه أن يقلق على معدل تغيّر الموظفين كما كان ليفعل لو كان في المنطقة العربية، حيث من الأصعب العثور على مهارات معيّنة ومهارات هندسية. ويقول غصوب "إذا غادر عضو في الفريق فلن تكون نهاية العالم".
وإلى جانب فريق عمل مؤلّف من 20 شخصاً، تضمّ "فرسان المجد" أيضًا 40 متطوعاً وفياً من المجتمع.
بناء مجتمع داخل اللعبة
ومع حشد اللعبة المزيد من المستخدمين، تقدّم الكثير من أعضاء مجتمع الألعاب العربي ليكونوا متطوعين رسميين في اللعبة، حيث يقدمون "التدريب للمبتدئين"، ويديرون المحادثات والنشاطات في اللعبة، وينظّمون المنافسات، ويسوقون للعبة على الشبكات الاجتماعية.
ولكن هؤلاء المتطوعين ليسوا مبتدئين أو مراهقين يشعرون بالضجر، بل هم مهنيون لديهم أعمال ولكن يلعبون "فرسان المجد" في أوقات فراغهم، ويرغبون فقط المساهمة في مجتمع المحمول. ويوضح غصوب بأن هذا الأمر ليس خاصاً بـ"فرسان المجد"، "فبعض اللاعبين يحاولون العثور على موظفين من خلال مجتمعنا، فينشرون عروض الوظائف عبر محادثاتنا ونحن نشجع ذلك".
الوصول إلى السوق العربية
يدحض غصوب فكرة أن لديه منافسين، فبالنسبة إليه "لا تزال السوق العربية يافعة جداً لكي تضمّ منافسين بارزين، ولا يزال يتوفّر مكان للشركات الناشئة الجديدة".
وحتى الآن، السوق الأكبر للألعاب هي السعودية. ففي حين يرى غصوب عدداً كبيراً من عمليات التنزيل تحصل في الولايات المتحدة وكندا، يفترض بأن نسبة منها تأتي من مستخدمين في المنطقة العربية، يشترون من متاجر تطبيقات في الخارج. وستواصل "فلافل غيمز" التركيز على العربية أثناء بنائها نسخاً جديدة على الآيباد والآندرويد.
وبالنسبة للشركات الناشئة الجديدة في مجال الألعاب التي تتطلع إلى دخول هذا الفضاء، يقدم غصوب نصيحة بسيطة قائلاً "قوموا بذلك في أقرب وقت ممكن، قوموا بذلك في اليوم السابق إن أمكن. فألعاب المحمول هي مجال واعد جداً وثمة مساحة للمزيد. لا تكونوا متشبثين بمقاربتكم وتوقعوا أن تواجهوا مشاكل، لكن ابقوا مستعدين لتعديل مفهومكم للعثور على حلول".