منصة مصرية للتمويل الجماعي تدعم الشركات الناشئة أولاً
أستوحت مبادرة "شكرة" اسمها من عبارة "شـارك فكـرة" وهي منصة قائمة على مفهوم "التمويل الجماعي" Crowdfunding بما يتوافق مع الأنشطة الإضافية لمرحلتي ما قبل وما بعد التمويل، لزيادة نسبة نجاح الشركات الناشئة. وقد إنطلقت "شكرة" في مصر في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2012، على يد سبعة مؤسسين ينتمون الى قطاعات عديدة تتراوح بين التقنية، الطيران، الإستثمار والقطاع المصرفي.
وتوفر "شكرة" ميزات عدة، تشمل التعليم والإرشاد وضمان الامتثال لأحكـام الشريعة الإسلامية والمراقبة والتمثيل المستمر لمجلس الإدارة، لتحقيق المواءمة بين مصالح أصحاب المشاريع والمستثمرين.
وتختلف "شكرة" عن شركات أخرى حاولت تقديم المفهوم نفسه في المنطقة العربية، علما ان هذه المبادرات لا تزال خجولة نوعا ما، مثل "يُمكن" المصرية التي تعتمد بشكل كامل على جمهور المستخدمين لتمويل المشاريع والأفكار المطروحة، في حين أن "شكرة" تعتمد على شبكة مغلقة من المستثمرين (الأفراد والمجموعات / المؤسسات) التي تتزايد بناءً على توصيات وطلبات من المستثمرين داخل هذة الشبكة.
وتضمن هذة الصورة من التمويل الجماعي وصول المستثمرين الجادين والجديرين بالثقة فقط إلى الشركات الناشئة، ما يعزز من قيمة "شكرة" كوسيلة للتمويل، ويزيد من ثقة السوق فيما تقوم بدعمه وتمويله من مشاريع. تكتسب هذه الطريقة أهمية خاصة في مصر والمنطقة العربية، نظرا لأن مفهوم ريادة الأعمال لا يزال ناشئا، والمستثمرون الصغار ممن يرغبون في دعم تلك المشاريع الجديدة لا يزالون يتشككون في جدية تلك الأفكار.
التمويل الجماعي في المنطقة العربية
يستند مفهوم "التمويل الجماعي" على جمع كميات صغيرة من رؤوس الأموال من عدد كبير من المستثمرين لتمويل شركة ناشئة أو مشروع محدد، ويؤدي ذلك إلى زيادة إمكانية الحصول على التمويل مع الحد من تعرض المستثمرين للخطر، حيث يمكن للمستثمر توزيع رؤوس الأموال المراد استثمارها على العديد من الشركات الناشئة.
ويقول الدكتور شهاب مرزبان، المؤسس المشارك والشريك المدير لـ"شكرة"، تعليقا على الدافع وراء إطلاق مثل هذه المبادرة انه "هناك فجوة تمويلية واضحة تواجهها الشركات الناشئة والشركات الصغيرة في المراحل الأولى لإطلاقها والتي تعاني من نقص أو محدودية التمويل، ما يؤدي بدوره إلى إعاقة الابتكار وتطوير أنشطة تنظيم المشاريع في الدول العربية."
وفقا لشهاب فإن الأبحاث تشير بوضوح إلى وجود رغبة كبيرة بين الشباب العربي لبدء مشاريعهم الخاصة (متوسط 15٪ مقارنة بـ 4٪ في الغرب). ومن ناحية أخرى، يوجد نمو ملحوظ في الطبقة فوق المتوسطة والأفراد ذوي الدخل المرتفع، الذين يرغبون في المشاركة في فئة جديدة من الأصول غير المتاحة لهم – الشركات الناشئة. وتختلف الأسباب وراء مشاركتهم بين الحصول على عائدات الاستثمار أو ليكونوا جزءً من قصة نجاح أو لتحمل مسؤوليتهم الاجتماعية تجاه مجتمعهم.
الدعم قبل وبعد التمويل
وأهم ما تستند اليه "شكرة" لتقديم خدمة مختلفة هو تقديم مجموعة من أنشطة ما قبل وما بعد التمويل على النحو التالي:
- برنامج "شكرة" للوصول للشركات الناشئة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وإقامة الفعاليات، والعروض المتجولة بالجامعات، والشركاء على سبيل المثال لا الحصر.
- إعداد الشركات الناشئة للعرض على المستثمرين من خلال دعم خطط الأعمال وإعداد المواد وغيرها.
- التقييم والالتزام بالتمويل من جانب المستثمرين داخل الشبكة.
- الاتفاقيات القانونية وتحويل الأموال.
- إعداد التقارير والمراقبة والإرشاد والتمثيل المستمر لمجلس الإدارة.
وفيما يتعلق بالشركات الناشئة، تجاوز عدد التسجيلات التي تلقتها "شكرة" منذ إطلاقها أكثر من 100 تسجيل، وما يزال فريق العمل يجتمع بهؤلاء حتى الآن لاختيار الشركات الناشئة المؤهلة وإعدادها.
وتطلّع "شكرة"، والتي كانت مصر نقطة إنطلاقها، الى التوسع والوصول إلى بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي وأفريقيا. ويؤكد شهاب أن "شكرة" قد تلقت بالفعل عددًا من الطلبات من الشركات الناشئة والمستثمرين فضلاً عن الشركاء المحتملين من هذه الدول. ويضيف ان "العالم الإسلامي وأفريقيا مليئان بالمواهب ورؤوس الأموال المحتملة، والتي إذا ما تم استخدامها من خلال هذه الضوابط ستعمل على خلق القيم وإيجاد فرص العمل والحد من هجرة الكفاءات إلى الغرب."
وسينصّب تركيز فريق عمل "شكرة"، بعد زيادة المشاريع في جميع أنحاء مصر، على سوق دول مجلس التعاون الخليجي كخطوة تالية. "طموحاتنا هي أن نكون بمثابة منصة للتمويل الجماعي ودعم تنظيم المشاريع في دول منظمة المؤتمر الإسلامي والأسواق الناشئة. ولضمان التطور بطريقة سليمة، علينا أن نعتمد محليًا وإقليميًا على الجهود التعاونية والشركاء المحليين الذين يشاركوننا إيماننا بدعم أصحاب المشاريع والفئات الجديدة من المستثمرين ليكونوا جزءً من "المستقبل الواعد"، هكذا يقول شهاب.
يمكنك الاطلاع أيضا على هذا الفيديو التوضيحي لفكرة المبادرة بالعربية: